الصحافة

برّاك والمواقف المتدحرجة من نزع السلاح إلى إحتوائه

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يكثر الموفد الأميركي إلى سوريا توم برّاك من الكلام في الآونة الأخيرة، ويكاد يخرج كل يوم بتصريح يخالف ما سبقه، ويتدرّج في الموقف من نزع سلاح حزب الله بالقوة من قبل الجيش اللبناني، وهو كان واضحاً عندما قال "إن الولايات المتحدة ليست في وارد تسليح الجيش ليقاتل إسرائيل، بل لمقاتلة أبناء شعبه وتحديداً حزب الله لنزع سلاحه"، ثم انتقل إلى القول "إن ليس بمقدور الدولة اللبنانية نزع سلاحه بسبب ما اعتبره ضعف قدرات الجيش اللبناني تسليحاً وتجهيزاً ورواتب، لذا ستقوم إسرائيل بالمهمة"... ووصل برّاك في النهاية إلى الحديث عن عجز إسرائيل عن تدمير قدرات حزب الله بالكامل، لينتهي إلى القول: "ليس بالضرورة نزع سلاح الحزب، إذ يكفي أن يصبح غير قادر على استخدامه".

كلام برّاك عكس في البداية مواقف الإدارة الأميركية، التي سعت بكل قوتها إلى الضغط على السلطة اللبنانية لتنزع سلاح حزب الله بالقوة، وضمن مهل زمنية تنتهي نهاية الشهر الجاري وإلّا الويل والثبور وعظائم الأمور، وكان بعض صقورها كالسيناتور ليندسي غراهام أكثر المتحمّسين لذلك، في حين ذهب عضو الحزب الجمهوري اللبناني الأصل توم حرب، حدّ التحريض على الجيش وعلى استهداف مواقعه العسكرية من جانب الجيش الإسرائيلي، والمناداة بإقالة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، إن لم يقدم على تطبيق خطة حصرية السلاح بالقوة، وتطهير اليرزة من الضباط الموالين لإيران والحزب معاً على حدّ قوله، الأمر الذي نفته القيادة نفياً قاطعاً في معرض نفيها الكلام الإيراني عن ثلاثين بالمئة من عناصر الجيش المنتمين إلى حزب الله.

كلام برّاك فاجأ الداخل اللبناني ولم يتّضح ما إذا كان يعبّر عن رأيٍ شخصي أو رسمي، فما المقصود بجعل حزب الله غير قادر على استخدام سلاحه عوض نزع هذا السلاح؟

ترى مصادر عسكرية أن "طرح توم برّاك يلتقي مع الطرح اللبناني حول حصرية السلاح، القائمة على جمع سلاح حزب الله ووضعه في مخازن يشرف عليها الجيش اللبناني، بما يحول دون فتح الحزب جبهات وحروباً مستقبلية من دون إذن الدولة، ويعني أيضاً أنّ بإمكانه دعم الجيش في حال شنّت إسرائيل أيّ عدوان على لبنان".

وتضيف المصادر "أن تقرير قائد المنطقة الجنوبية في الجيش حول كمية السلاح التي صودرت من منطقة إنتشار قوات اليونيفيل والجيش جنوبي الليطاني والمراقبة الحثيثة من جانب إسرائيل، قد كشف عن مئة وسبعة وسبعين نفقاً من دون أي تعاون من جانب حزب الله، بالإضافة إلى مئتين وثلاثين ألف قطعة سلاح وذخائر ومتفجرات وغيرها، ما يعني أن كمية السلاح التي ضُبطت تؤشّر إلى وجود المزيد، كما أن باقي المناطق اللبنانية مليئة بالأسلحة، لذا كانت الحكومة تتحدّث عن حصر السلاح وليس نزعه، وكلام برّاك الأخير يعني بوضوح صعوبة نزع سلاح الحزب، وهو سبق أن قال إن إسرائيل لن تتمكن من القضاء على سلاح حزب الله بالقوة. كلام براك حول إمكانية عدم إستخدام السلاح يلتقي مع القرار اللبناني، والحصر غير النزع، وقد طوّر الرئيس نواف سلام التعبير من نزع إلى حصر وصولاً إلى إحتواء السلاح". ويلفت الخبير إلى "تغيير في الموقف الأميركي من قائد الجيش بعد إلغاء زيارته واشنطن، ظهر على شكل التجهيزات الجديدة بقيمة فاقت إثنين وتسعين مليون دولار، بالإضافة إلى استراتيجية الأمن القومي الأميركي المستقبلية، والتي تضمّنت تغييراً مهماً جداً، إذ حددت مواقع الجهد الإستراتيجي، مبتعدة عن الصين والشرق الأوسط، على إعتبار أنها مناطق ستنعم بالإستقرار والسلام في المدى المنظور، وركّزت جهودها على أميركا اللاتينية كمنطقة صراع، من هنا نجد الرئيس الأميركي يضغط على إسرائيل لمنع أي تصعيد مستقبلي ضد لبنان، متوقعاً أن تكون التفاهمات الخاصة بالمنطقة، قد وضعت على السكة لا سيما بعد التعاون الإستراتيجي مع قطر والسعودية بعد الإمارات، والتغيير في لبنان وسوريا، مستبعداً أي زعزعة للمسار الذي رسمته واشنطن للشرق الأوسط، لذا نحن أمام مرحلة جديدة، قد يبقى عامل وحيد يعكّر إستقرار المنطقة ويخلق أزمة جديدة يتلخّص بكيفية التعاطي الأميركي مع إيران".


ليبانون فايلز - جاكلين بولس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا