الصحافة

الفأر الاسرائيلي يجرّ الفيل الاميركي ليهدد لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست المرة الاولى التي يجد فيها ​لبنان​ نفسه في مواجهة صعبة وغير متكافئة، ولكنها ربما المرة الاولى التي يضطر فيها الى القبول بالامر الواقع، بحكم التغيرات الدولية التي فرضت ذلك. اليوم، يشبه الوضع بين لبنان واسرائيل التالي: اسرائيل (الفأر) تخشى المواجهة البرية المباشرة لعلمها مسبقاً انها ستكبّدها خسائر لا طائل لها ولن تتحملها، لذلك تستعين بالفيل الاميركي (الرئيس والاغلبية حالياً من الحزب الجمهوري ورمزه الفيل)، ليقدم ​الدعم العسكري​ (وتحديداً الصواريخ الذكية والطائرات) والسياسي (منع اي تسليح مضاد للطائرات او تعزيز القدرات الجوية اللبنانية، ونعني بها الحيش اللبناني وليس حزب الله طبعاً)، والدبلوماسي (اظهار التعاطف والتاييد الاميركي للبنان فيما العمل الحقيقي يكون عبر الضغط عليه للتفاوض مع اسرائيل ومنع اي دولة من مساعدته حتى مالياً او اقتصادياً).

هكذا فقط يمكن قراءة التصريحات الاخيرة للفأر الاسرائيلي (وزير الدفاع الذي اتى بغفلة من الزمن وعيّنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من دون اي خلفية عسكرية، ليكون مجرد دمية تنفذ ما يطلب منها، وبات يتوعد ويتحدث عن منطق القوة، فيما لا يعرف من هذه القوة سوى الاختباء بمن يتقدمه.

اما الفيل الاميركي فظهر جلياً عبر تصريحات المبعوث الاميركي توماس براك الذي اتى بقناع محبة اللبنانيين، ليسقطه سريعاً ارضاء للاسرائيليين والسوريين، فيلقي علينا العظة تلو الاخرى عن القيم والاخلاق والمبادئ، متناسياً ان الادارات الاميركية المتعاقبة هي التي وضعت السياسة الطويلة الامد التي اوصلت لبنان الى ما هو عليه حالياً، وحتى في خضم الحرب الاخيرة، لم تصدق الادارات الاميركية مع اللبنانيين، فكانت كذبة الموفد الرئاسي السابق آموس هوكشتاين الذي بشّر باستجرار الطاقة والغاز من الاردن ومصر عبر سوريا فور انجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، واتبعها باتفاق وقف الاعمل العدائية الذي لم يلتزم به سوى لبنان فقط، واضاف اليه براك التنصل من الاتفاق والاستعاضة عنه بوجوب ​التفاوض​ المباشر مع اسرائيل او على الاقل ادخال مدنيين بصفة دبلوماسية الى لجنة "الميكانيزم"، الامر الذي يعني ان لبنان بات اكثر انفتاحاً على التفاوض مع اسرائيل لينتهي من مصيبته.

من هنا، تبرز مقولة "... داوني بالتي كانت هي الداء"، والمقصود في هذه العبارة حالياً ليست الخمرة كما ارادها الشاعر ابو نواس، بل الولايات المتحدة، فهي اليوم الداء والدواء بالنسبة الى لبنان، ودول المنطقة بأسرها، ولا يمكن لاحد حالياً الوقوف في وجهها او معارضتها لان "الفيل الاميركي" لن يتوانى عن استخدام وزنه الفائض ليسحق معارضيه، بكل انواع الاسلحة: العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. هذا الواقع هو الذي يدفع بالمسؤولين الاسرائيليين تهديد لبنان، وبالمسؤولين الاميركيين الضغط عليه بقوة، اما الدعوات للتشبه بالرئيس السوري الحالي احمد الشرع (ابو محمد الجولاني)، فهذا يعني ​الاستسلام​ للمصير المشؤوم، لان الاخير قام بكل ما يلزم لاظهار طاعته العمياء، شرط ان يلقى الرضا الاميركي والاسرائيلي (والتركي والعربي والاوروبي و...).

باختصار، هذا ما يجب على لبنان القيام به، الاستسلام فقط. ووفق المعطيات المتوافرة، فإنه لا بد من هذا المسار، على قاعدة "مرغم اخاك لا بطل"، ولا يمكن القيام بأمر آخر لان البديل سيكون عدم اكتراث دولي بما يحلّ بهذا البلد. قد لا يكون هناك مفرّ من الاستسلام، اقله في الوقت الحالي، ولن تنفع المحاربة وحيداً في الساحة، وسط شح الامكانات، وتخلي الجميع عن اللبنانيين. ولكن يجب الاخذ في الاعتبار مرحلة ما بعد نتنياهو، فالرجل لن يعمّر كل الحياة، فمن الذي سيخلفه وبأي عقلية ووفق اي مبادئ؟.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا