بين ت1 2019 وت2 2025... سلمٌ أهلي لبناني بألف شكل وطعم ولون
عندما اندلعت احتجاجات 17 تشرين الأول 2019، وأُقفِلَت الطُّرُق والأوتوسترادات في مناطق عدة، اعتمد الجيش اللبناني سياسة تدوير الزوايا في التعامُل مع المواطنين المحتجّين خلال المراحل الأولى، وذلك قبل اللّجوء الى نهج تصاعُدي باستعمال القوة لفتح بعض الطُّرُق، لا سيّما في بعض المناطق، وفي محيط بعض المقرات الرسمية.
السّلم الأهلي
ووصل استعمال القوة أحياناً الى حدٍّ دفع بعض المسؤولين السياسيين والأمنيين على حدّ سواء، الى التعبير عن استنكارهم لذلك، وعن احتجاجهم على نجاح السلطة الحاكِمَة بوضع الجيش في مواجهة مع الشعب اللبناني رغم الظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي توحّد العسكري والمدني اللبناني ضمن حالة واحدة.
وانطلاقاً ممّا سبق، نجد أن السلطة السياسية الحاكِمَة آنذاك منحت الجيش الغطاء اللازم لمنع إقفال الطُّرُق، ولتوفير المناخ اللازم الكفيل بوقف كل أنواع التحركات الشعبية، من دون أي شعور بالخوف من حرب أهلية، أو من خطورة المساس بالسّلم الأهلي، أو بطبيعة العلاقة الحسّاسة القائمة بين الجيش اللبناني والشعب اللبناني.
فلماذا يغيب هذا الغطاء، ومنذ سنوات بعيدة، عندما يبدأ الحديث عن ضرورة تفويض الجيش اللبناني بحصر السلاح في لبنان بيده هو وحده؟ ولماذا يشتدّ الحرص على السّلم الأهلي في تلك الحالة حصراً؟
لن تتقدّم
رأى مصدر مُواكِب لآخر المستجدات اللبنانية أن "لبنان لن يتقدّم في ملف حصر السلاح بيد الدولة وحدها".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم الضغوط التي يتعرّض لها البلد في ملف حصر السلاح، إلا أنه لو تمكنت الدولة اللبنانية من احتواء الاحتفال أمام صخرة الروشة قبل أكثر من شهر، ولم تتهاون تجاهه بالشكل الذي حصل، لكانت الاستثمارات الخليجية بدأت تتدفّق الى لبنان، ولكان الجيش اللبناني حصل على مساعدات كبيرة من الخارج الآن، أي حتى ولو أن الدولة لم تفعل الكثير بموضوع حصر السلاح حتى الساعة".
وختم:"خطوة واحدة قد تساوي آلاف الخطوات في بعض الأحيان. فاحتواء احتفال الروشة منذ ما قبل حدوثه ما كان ليتسبّب بحرب أهلية كما يعتقد البعض، خصوصاً أن لا مجال لاندلاع مثل تلك المواجهة في لبنان، بل على العكس من ذلك، إذ كان بإمكانه تحسين علاقات لبنان بدول الخليج والعالم. ولكن عدم التحرك الرسمي عرقل جهود تحسين العلاقات اللبنانية بالخارج، ومدّد زمن المقاطعة الخليجية للبنان".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|