"قسد" تُسلّم لوائح بأسماء 70 قيادياً.. لدمجهم بوزارة الدفاع
يبدو أن ملف الدمج بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش السوري يسير في اتجاه متصاعد، بدءاً من التسريبات التي نشرتها وسائل إعلامية من شرقي الفرات حول تسليم "قسد" قائمة تضم نحو 70 قيادياً منها التي ستندمج ضمن الجيش السوري والألوية الخاصة، وصولاً إلى تصريح المبعوث الأميركي توم باراك حول اقتراب التوصل إلى "أرضية مشتركة".
هل بدأ الاندماج؟
ووفق ما نقله موقع "نورث برس،" فقد سلمت قوات سوريا الديمقراطية، التحالف الدولي قائمة بأسماء قادة الفرق العسكرية التي ستندمج ضمن الجيش السوري والألوية الخاصة، وممثلي القوات ضمن وزارة الدفاع وقيادة الأركان السورية، علماً أن القائمة تضم أسماء نحو 70 قيادياً شاركوا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وتضم القائمة أسماء قادة الفرق العسكرية الثلاث التي ستندمج ضمن الجيش السوري لتكون فرقةً في الجزيرة السورية، وأخرى في منطقة “الفرات” والثالثة في دير الزور، وفق أحد المصادر.
وكذلك تضم القائمة أسماء قادة لقيادة ثلاثة ألوية خاصة تابعة لقيادة أركان الجيش، وتحدث أحد المصادر عن نسبة 30% لقادة من "قسد" ضمن هيئة الأركان.
وسيركز أحد الألوية على "مكافحة الإرهاب"، وسيعمل بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي في عموم الأراضي السورية، وفق ما نقله الموقع.
وزارة "الدفاع" لا ترد و"قسد" تؤكد
وفي الوقت الذي اكتفت فيه وزارة الدفاع السورية بعدم الرد على تساؤلات "المدن" حول المعلومات المتداولة، أشار مصدر من الوزارة طلب عدم التصريح باسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام إلى أنه "لا يوجد شيء رسمي من الوزارة حول عملية الدمج حتى الآن".
أما المتحدث باسم وفد ممثلي شمال وشرق سوريا التفاوضي ياسر السليمان، فأكد لـِ "المدن" أنه تواصل "مع المعنيين بخصوص تسليم لوائح باسم شخصيات عسكرية من قوات سوريا الديمقراطية يمكن أن تتسلم مناصب ضمن وزارة الدفاع السورية لتكون خطوة أولى للاندماج ضمن الجيش السوري"، مشيراً إلى أن "الإدارة قامت فعلاً بإرسال قوائم بأسماء هذه الشخصيات التي ستتوزع على عدة فرق للجيش تشمل الرقة ودير الزور والحسكة".
وأكد أيضاً، أنه "نُسّق بين الطرفين بشأن الأمن الداخلي على غرار التنسيق الذي جرى بخصوص الدمج العسكري".
ولفت السليمان إلى استمرار اللقاءات بين الوفود من الطرفين ونوقشت العديد من الاستحقاقات والملفات وعلى رأسها صلاحيات المحافظين والحوكمة والإدارة المحلية والقانون 107، مؤكداً أن "كل اللجان جاهزة للتفاوض حول كل الملفات".
وفي هذا السياق، كشف السليمان أن المبعوث الأميركي توم باراك "طرح مشروعاً مشتركاً بين قسد والجيش السوري يتضمن تشكيل قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب تتلقى تدريبات من قبل التحالف الدولي بشكل مشترك"، مبيناً أن الفكرة "لاقت قبولاً لدى قسد، وعلى الأغلب، هي مرحب بها من قبل وزارة الدفاع السورية".
وأشار السليمان إلى تفاؤله من اقتراب تحقيق الدمج الفعلي بين "قسد" والجيش السوري، بالتوازي مع حلحلة الملفات الأخرى وعلى رأسها دمج الإدارات وترتيب كافة الصلاحيات، والعمل معاً في ملف مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن اللقاءات بين الوفود تتم على كافة المستويات العسكرية والأمنية والإدارية.
بالون اختبار!
وتعليقاً، ينظر الباحث في العلاقات الدولية والشأن التركي مهند حافظ أوغلو إلى التسريبات بوصفها "بالون اختبار"، مؤكداً لـِ "المدن" أن "الملف لا يسير في المسار الصحيح أو في اتجاه الدمج الحقيقي لعدم وجود خطوات فعلية من قبل قسد للدفع بهذا الملف مثل تسليم السلاح وحل التشكيلات السياسية والمضي قدماً باتجاه المواطنة"، وفق تعبيره.
ويشير حافظ أوغلو إلى أن "قسد لا تزال تستهدف المدنيين والعسكريين بالتوازي مع حفر الأنفاق"، وبالتالي، يستبعد وجود توجه حقيقي نحو الاندماج وتنفيذ اتفاق آذار/ مارس 2025.
ويوضح أن هناك "عوائق تواجه تنفيذ هذا الاتفاق أبرزها التبعية الكاملة لـِ (بي كا كا)، الذي يوجد قادته في المالكية والقامشلي وهم المتحكمون بالقرار الفعلي". وبناء عليه، يرى "صعوبة التوصل إلى حل عملي لهذا الملف إلا عبر طريق الحسم العسكري".
وحول إمكانية أن يقود التحالف الدولي جهود الوساطة بين الطرفين، يشير حافظ أوغلو إلى أن التحالف بصدد التحول إلى تحالف إقليمي بوزن محدود وسط تضاؤل الدور الأميركي في سوريا، مقابل إمساك كل من الرياض وأنقرة بتفاصيل الملف السوري، وهذا ما يعني أن استنساخ تجربه شمال العراق مرفوضة، وأن سوريا ستكون موحدة مركزية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|