اعتراف إسرائيلي: الحديث عن تفكيك حزب الله كذبة كبرى محظور تصديقها
رغم الضربات الصعبة التي وجهها الاحتلال لحزب الله في لبنان، لكن كثرة التصريحات الاسرائيلية بشأن تفكيكه وانهياره تعتبر خطأً خطيراً، مع العلم أن الحلّ ليس في استمرار الضربات الإسرائيلية للحزب فحسب، بل في الضغوط الأميركية التي ستجبر الجيش اللبناني على التحرك، قبل أن يحبط النظام القديم فرصة تاريخية للتغيير المأمول إسرائيلياً، مع شكوك كبيرة تحيط بقدرة تلك الضغوط على نزع سلاح الحزب.
وزعم الجنرال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، زعم أن "القيادة اللبنانية الحالية تقدم لإسرائيل فرصة تاريخية، فالرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سالم شخصيتان تاريخيتان بالفعل، وأسهم ضعف حزب الله بصعود نجميهما، لكن الرغبة الأمريكية والاسرائيلية بِحثّهِما على نزع سلاح الحزب تحمل في طياتها تهديدا حقيقيا لوجود لبنان ذاته، والمعنى بالطبع هو الحرب الأهلية".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "الصدمة التاريخية التي دمّرت لبنان في السابق بسبب تلك الحرب الأهلية، تجعلنا كإسرائيليين نرى تصريحات مؤثرة، أمام صفر تحرك على أرض الواقع، لأن القيادة اللبنانية الحالية تنظر لأي احتكاك مع الحزب بأنه خطر استراتيجي، صحيح أن هناك خطة لتفكيكه، لكن الحكومة اللبنانية لم توافق عليها قط، صحيح أن هناك مواقف وبيانات، لكن لا توجد احتكاكات حقيقية معه على الأرض".
وأوضح هايمان الذي يشغل حاليا منصب الرئيس الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي (INSS)، أن "الزاوية الأخرى الأهم في ملف حزب الله هي إيران، التي ترى في فشله خلال الحرب الأخيرة نقطة البداية لإعادة بنائه بطريقة أفضل، ولا توجد نية لديها للتخلي عنه، رغم أن سوريا لم تعد الجسر البري إلى لبنان، وبالنسبة لإيران، ففيها نظام معادٍ يشكل تحدياً لابد من معالجته، مع أن سوريا عقبة يمكن التغلب عليها".
وأشار إلى أن "الحزب ينظر لنفسه أساساً كحركة مقاومة، هدف وجوده هو النضال، والاعتقاد بأنه قادر على البقاء دون سلاح هو تناقض داخلي، ومفارقة مستحيلة، ولذلك، هناك جهد إيراني لترميمه، وإعادة بنائه، وأول ما يجري بالفعل هو تحويل الأموال، ودفع الرواتب، ومحاولة تجديد البنية التحتية للحزب في الميدان".
وأردف هايمان أن "الزاوية الأميركية تتلخص من وجهة نظر ترامب بإمكانية تحقيق السلام بين إسرائيل ولبنان، وبالنسبة له، فإن قوة اليونيفيل مضيعة للمال، وسيتم حلّها، على أن تشارك الولايات المتحدة مباشرة بتفكيك الحزب، دون إنزال قوات في الميدان، وبالنسبة لترامب فإن التصريحات الإيجابية للرئيس اللبناني كافية للإعلان عن إنجاز كبير، وهنا يكمن الخطر، حيث تعلن أميركا من دون أفعال، وإيران تعمل من دون أقوال".
وأضاف أنه "من وجهة النظر الإسرائيلية، فقد تمت إزالة التهديد الكبير المتمثل بالقدرات الكبيرة للحزب، ويتمثل الوضع الحالي بتحسين الدفاع عن المستوطنات الشمالية، مع العمل المستمر لمنع عودة الحزب، وهو إنجاز يكفي هذه المرحلة، لكن لا توجد رغبة أو إلحاح للتقدم أبعد من ذلك، مع أن المشكلة الإسرائيلية تكمن في أنه على المستوى الدبلوماسي يتوافق ذلك مع الجدول الزمني للإيرانيين الذين يحتاجون للوقت، ويجب ألا نخدع أنفسنا بأننا من خلال هجمات متفرقة سننجح في منع تعزيز جيش الحزب".
وحذر أن "الوقت سيمضي، وستتلاشى الكذبة اللبنانية أمام الواقع، وسيعود الحزب للتسلّح مجددا، دون الإطاحة بالحكومة اللبنانية، وتعيش الطوائف الأخرى في ترتيبات متوازنة تحت الطاولة، دون حكومة فاعلة، وبذلك سوف تفوّت إسرائيل الفرصة التاريخية لتغيير الواقع من جديد، مما يتطلب القيام بجملة خطوات عاجلة، تتمثل أولاها في وضع هدف طويل الأمد للسلام مع لبنان، صحيح أن الأمر يبدو ساذجاً بعض الشيء الآن، لكنها رؤية لابد من وضعها لبناء الاستراتيجية اللازمة لتحقيقها".
وأضاف أن "الخطوة الثانية تتمثل باستغلال إسرائيل لطاقة ترامب، والمطالبة باتخاذ إجراءات فعلية في لبنان، من خلال طرد قائد فيلق القدس المحلي، لأنه بدأ مهمة إعادة بناء الحزب، وثالثها دفع الجيش اللبناني للاحتكاك مع الحزب، بزعم أنه سيعزز مكانته وسلطته وحكومته".
تحمل هذه السطور الاسرائيلية المتشائمة إزاء الفشل في تفكيك حزب الله، ونزع سلاحه، إلى أنه ما دامت الأمور لم تتغير، فإن هجمات جيش الاحتلال المستمرة على لبنان، لن تكون هي الحل، في ظل غياب استراتيجية طويلة الأمد، وإلا فإن الاسرائيليين يخدعون أنفسهم بالاعتقاد بأنها ستمنع تجدد قوة الحزب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|