بالأرقام: وزير الزراعة يكشف حجم الخسائر الزراعيّة
بين حقولٍ مدمّرة ومواسم ضاعت قبل الحصاد، يدفع المزارع اللبناني من تعبه ثمن الأزمات المتلاحقة والاعتداءات التي لم تُبقِ للقطاع الزراعي سوى رمقه الأخير. ومع ذلك، يصرّ على الصمود والعودة إلى أرضه ولو بخسائر فادحة. واليوم، تكشف وزارة الزراعة بالتعاون مع المنظمات الدولية حجم المأساة بالأرقام ومشاريع قيد التنفيذ.
كشف وزير الزراعة نزار هاني، في تصريح خاص لموقع mtv، أنّ عملية تقييم الأضرار الزراعية التي خلّفتها الاعتداءات الإسرائيلية والأوضاع الأمنية الأخيرة "تمّت ونُشرت ضمن تقرير مشترك بين وزارة الزراعة ومنظمة الـFAO"، موضحاً أنّها استندت إلى تقييم شامل أُنجز بالتعاون مع البنك الدولي والمجلس الوطني للبحوث العلمية وشمل عشرة قطاعات مختلفة.
وأشار هاني إلى أنّ الوزارة قامت لاحقاً بمسحٍ ميداني مفصّل نفّذه نحو 80 موظفاً من كوادرها، وشمل 350 بلدة متضرّرة، ما أتاح إعداد تقريرٍ دقيق حول حجم الأضرار والخسائر الزراعية. وبيّن أنّ "القيمة الإجمالية لهذه الأضرار والخسائر معاً تُقدّر بحوالي 800 مليون دولار، منها 172 مليون دولار أضرار مباشرة، فيما الباقي يُصنّف كخسائر غير مباشرة".
وأوضح هاني أنّ الأضرار تشمل "تدمير الحقول والمزارع والبنى الزراعية"، بينما الخسائر تتمثّل في "المواسم التي فقدها المزارعون والصيادون ومربّو الدواجن بسبب انقطاعهم عن أراضيهم وصعوبة الوصول إليها لجني أو تسويق الإنتاج".
ولفت هاني إلى أنّ الوزارة عملت، بالتعاون مع قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، على تنظيم دخول المزارعين إلى أراضيهم الحدودية، بحيث يقوم المزارع بإبلاغ مكاتب وزارة الزراعة التي تتولى بدورها التنسيق مع الجيش، ليُبلغ الأخير اليونيفيل لتأمين الحماية.
لكنه أشار بأسف إلى أنّ "هذه الآلية نجحت في بعض المناطق ولم تُطبّق في مناطق أخرى".
وعن الدعم الدولي، أكّد وزير الزراعة أنّ المنظمات الدولية بدأت بتقديم مساهمات صغيرة للمزارعين، مضيفاً: "أعطينا الأولوية للقرى الحدودية كي يتمكن المزارعون من العودة إلى أراضيهم والبدء بزراعات صغيرة تُعيد إليهم دورة النشاط الزراعي".
وختم هاني بالإشارة إلى أنّ المشاريع التعويضية ستبدأ قريباً، وتشمل "إعادة تأهيل 1500 خيمة بلاستيكية للزراعات المحمية، و50 محطة مياه تعمل بالطاقة الشمسية لإعادة ضخ المياه للريّ، إضافةً إلى دعم قطاع النحالين وسائر الفروع الزراعية المتضرّرة"، مؤكداً أنّ "العمل جارٍ لتأمين المزيد من التمويل لاستكمال النهوض بالقطاع الزراعي".
ورغم فداحة الأضرار التي تخطّت مئات ملايين الدولارات، يصرّ المزارع اللبناني على أن يبقى واقفاً بين تراب أرضه وجذور محصوله. ومع بدء تنفيذ المشاريع الداعمة قريباً، تلوح بارقة أمل في الأفق بأنّ الزراعة في لبنان ستنهض مجدداً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|