عربي ودولي

مستشرق إسرائيلي بارز يحذر: تركيا تسعى لجرّ إسرائيل إلى مواجهة عسكرية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حذّر المستشرق والباحث العسكري الإسرائيلي الدكتور موشيه إلعاد، وهو عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي وخبير في شؤون الشرق الأوسط، من أنّ تركيا قد تحاول جرّ إسرائيل إلى مواجهة عسكرية مباشرة، في ظل التصعيد السياسي المتزايد بين أنقرة وتل أبيب خلال الأشهر الأخيرة.

وفي مقابلة مطوّلة أجراها معه الصحافي فلد أربيلي لصحيفة "معاريف" العبرية، قال إلعاد إنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستخدم لهجته الهجومية ضد إسرائيل لتعزيز مكانته الإقليمية والدينية، مشيرًا إلى أنّ "الانتقادات الحادة التي يوجهها لإسرائيل ليست فقط بدافع التضامن مع الفلسطينيين، بل أيضًا وسيلة لترسيخ موقعه كزعيم للعالم السني في مواجهة إيران الشيعية وإسرائيل الغربية".

وأوضح إلعاد أنّه "حتى عام 2003، كانت تركيا تحت قيادة نخب علمانية وقومية موالية للغرب ومتأثرة بفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وقد حافظت على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو منذ انضمامها إليه عام 1952، واتسمت سياستها الخارجية بالحذر والبعد عن العالم العربي المعادي لإسرائيل".

 

وأشار إلى أنّ تركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949، وأن العلاقات بين البلدين تطورت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي إلى مرحلة من "التحالف الأمني الذهبي"، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون عسكري واستخباري شمل تدريبات مشتركة وتبادل خبرات، فيما زوّدت إسرائيل أنقرة بأسلحة وتقنيات متطورة.

وأضاف إلعاد: "لكن منذ تولي إردوغان الحكم عام 2003، تغيّرت ملامح تركيا بالكامل، فإلى جانب النمو الاقتصادي والتنمية الداخلية، ركّز في يده سلطة سياسية واسعة، وبدأ في إعادة صياغة الهوية القومية والإقليمية للبلاد على أسس دينية وإيديولوجية".

وتابع: "منذ أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة، اتخذ موقفًا عدائيًا واضحًا تجاه إسرائيل، مدفوعًا باعتبارات دينية وسياسية، إذ يقدم نفسه كمدافع عن المسلمين وعن القضية الفلسطينية، ويهاجم إسرائيل بشدة بسبب سياساتها في غزة والضفة الغربية، ويصفها مرارًا بأنها دولة إرهاب".

وذكّر إلعاد بأنّ حادثة سفينة "مرمرة" عام 2010 كانت نقطة التحوّل في العلاقات بين البلدين، حين قُتل عدد من المواطنين الأتراك خلال مواجهة مع الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم كسر الحصار المفروض على غزة. وقال إنّ "إردوغان استغل الحادثة لتأجيج مشاعر الغضب تجاه إسرائيل ولتثبيت صورته كخصم مباشر لتل أبيب".

وأشار الباحث إلى أنّ "إردوغان يسعى، مثل قادة إيران، إلى زعامة العالم الإسلامي، لكن من موقع سنّي، وهو يوجّه انتقاداته اللاذعة لإسرائيل لتوسيع نفوذه الإقليمي وكسب دعم الجماهير المسلمة"، مضيفًا أنه "رغم الخطاب العدائي، لم يقطع العلاقات الاقتصادية أو الأمنية بالكامل مع إسرائيل، إذ ظلّ التبادل التجاري قائمًا، وشهدت العلاقات محاولات تقارب جزئي منذ عام 2022".

وحول البعد الجغرافي والاستراتيجي للنزاع المحتمل، أوضح إلعاد أنّ "نقطة الاحتكاك الرئيسية تكمن في شرق البحر المتوسط، حيث تسعى تركيا عبر عقيدة (الوطن الأزرق) إلى بسط نفوذها على المناطق البحرية المحيطة بها وتأمين موارد الطاقة وطرق التجارة"، مضيفًا أنّ "هذه السياسة تدفعها لمعارضة التحالف الثلاثي بين إسرائيل واليونان وقبرص، ولإبرام تفاهمات مع دول مثل ليبيا بهدف موازنة القوى".

أما من الناحية العسكرية، فقد شدّد إلعاد على أنه لا توجد مؤشرات حالية على مواجهة مباشرة بين إسرائيل وتركيا، إلا أن التوتر في الأجواء السورية قد يخلق احتكاكات غير مقصودة بين طائرات البلدين، موضحًا أنّ "إسرائيل وتركيا أجرتا في الماضي محادثات غير معلنة برعاية أميركية لتأسيس آلية تنسيق عسكري في سوريا تمنع أي صدام مباشر".

وأضاف أنّ "المخاوف في إسرائيل تزايدت بعد تقارير عن استهداف غارات إسرائيلية في سوريا لمعدات عسكرية تركية كانت مخصصة للنظام السوري"، لافتًا إلى أنّ "العلاقات بين أنقرة وحركة حماس تثير القلق أيضًا، إذ يُعتقد أنّ تركيا تموّل فرعًا للحركة على أراضيها وتساعد في التخطيط لأنشطة ضد إسرائيل".

وختم إلعاد تصريحه لـ"معاريف" بالقول: "رغم أنّ الاحتمال المباشر لمواجهة عسكرية بين تركيا وإسرائيل لا يزال ضعيفًا، فإنّ تصاعد التوتر في سوريا والعلاقات بين أنقرة وحماس يثيران قلقًا حقيقيًا في الدوائر الأمنية الإسرائيلية. تركيا في عهد إردوغان لم تعد تركيا العلمانية التي أسسها أتاتورك، بل قوة إقليمية تمزج بين الدين والقومية والطموح الإمبراطوري، وإسرائيل تجد نفسها في قلب هذه المعادلة، بين الشراكة... والتهديد".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا