الزجل فقد طليعه... والوطن فقد صوته ، طليع حمدان في ذمة الله

كتب سمير خداج في القناة 23 :

رحلَ اليوم من كانَ صوتهُ صدى الجبل،
ومن كانت كلماتهُ شمسًا لا تغيب…
رحلَ طليع حمدان، شاعر الأرض والناس،
من حمل في حروفه زهر التفّاح، ورائحة التراب، ونبض الوطن.

كانَ إذا تكلّم، أنصتَ الحجر،
وإذا أنشد، ارتجف الوجدان،
فهو من كتب الحبَّ بدمع العين،
وأنشد الوجع بنغمةٍ تشبه النسرَ حين يحلّق فوق القمم.

يا من غنّيتَ للبندقية والطفل واليتيم،
وغسلتَ وجه الجبل بكرامة الكلمة،
كيف للقصيدة أن تنهض بعد رحيلك؟
وكيف للمنبر أن يصدح من دون صوتك المجبول بالعنفوان؟

علّمتنا أن الزجل ليس لهوًا ولا طربًا،
بل موقفٌ وشهادةٌ وكبرياء،
وأن الحرف يمكن أن يكون رصاصةً في وجه الظلم،
كما يكون وردةً في يد العاشق.

يا أميرَ الحرف، يا طليعَ الروح،
نمْ مطمئنًا في حضن ترابك الذي أحببت،
فالجبل سيبقى يذكرك كلّما هبّت نسمة،
والوطن سيُعيد صدى اسمك مع كل بيتٍ من الشعر.

سلامٌ عليك في عليائك،
وسلامٌ على الكلمة التي أبقيتها حيّةً فينا،
وسلامٌ على القصيدة التي لم تمت برحيلك،
لأنّها أصبحت أنت... وأنت أصبحت الشعر كلّه.