عندما صدرت أولى العملات الورقية السورية من لبنان قبل 100 عام

تستعد لطباعة عملة نقدية جديدة بدلاً من عملتها الحالية التي تحمل صوراً ترمز للنظام السابق الذي سقط حكمه قبل أقل من عام.

ولم تتضح بعد معالم الجديدة والرسوم والنقوش والرموز التي ستحملها، وما إذا كانت ستضم صوراً شخصية كعملتها الحالية التي تدهورت قيمتها تدريجياً خلال سنوات الثورة التي بدأت عام 2011.

وتعود بدايات طباعة العملة السورية لأكثر من 100 عام، خلال حقبة الانتداب الفرنسي للبلاد فخلال تلك الحقبة ظهرت نقود ورقية من عدة فئات منها فئة 25 قرشاً، أُصدرت في لبنان، ويعود تاريخ طباعتها أول مرة لعام 1919.

وكانت تلك العملة المتداولة في لبنان وسوريا معاً بناءً على قرار المفوض السامي الذي ألغى حينها التعامل بالجنيه المصري الذي استمر تداوله حتى آذار/ مارس 1920، وأصدر مكانه نقداً ورقياً سورياً- لبنانياً مرتكزاً على الفرنك الفرنسي.

وأُسند إصدار الأوراق النقدية لـ "بنك سورية" الذي كان مقره الرئيسي في بيروت، حيث كانت الليرة (السورية-اللبنانية) مقسمة إلى 100 قرش وتعادل 20 فرنكاً فرنسياً.

وحملت ورقة 25 قرشاً والتي عُرفت أيضاً باسم "ربع ليرة سورية" تصميماً مزدوجاً باللغتين العربية والفرنسية، وزخارف شرقية الطابع إلى جانب اسم البنك.

وتميز الوجه الأمامي للقطعة الورقية الذي يحمل اللون الأزرق والبيج، وتعلوه عبارة "البنك السوري" باللغتين العربية والفرنسية، بإطار مزيّن بزخارف هندسية تتوسطه صورة لمئذنة العروس في الجامع الأموي بمدينة دمشق.

كما طُبع على ذات الوجه عبارة "تدفع لحامله لقاء شك على باريس وقيمة القرش السوري عشرون سنتيماً فرنسياً".

أما الوجه الخلفي الذي يحمل اللونين الأخضر والزهري فتميز بعمودين حجريين على الطرفين وحصان في أسفل المنتصف وزخارف هندسية، إضافة لعبارة "البنك السوري" باللغة العربية في أعلى الورقة.

وتُظهر النسخ المتداولة للقطعة النقدية اختلافاً بسيطاً بين النسخة المطبوعة عام 1919، والنسخة المطبوعة عام 1920، حيث يظهر على الأولى توقيعين للمدير وأمين السر العام، فيما يظهر توقيعان للمدير والمدير المفوّض على النسخة الثانية.

وفيما كانت هذه الفئة النقدية تستخدم في المعاملات اليومية وتكفي لشراء وجبة طعام كاملة واحتياجات منزلية وشخصية، فقد اختفت من التداول منذ عقود ولم يعد لها قيمة نقدية في الوقت الحالي الذي تراجعت فيه قيمة الليرة السورية حيث بات اليورو يعادل نحو 13 ألف ليرة سورية.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أعلن مصرف سوريا "أنه في مراحل متقدمة لوضع خطة من أجل طرح عملة نقدية جديدة لسوريا، صُممت وفق أعلى المعايير الفنية المعتمدة لدى المصارف المركزية في العالم".