تفجيرات تنفذها "اليونيفيل" بالقرب من موقع للجيش في منطقة الشلالة
الكشف عن رفع غادة عون السفر عن صفير لقاء مئة ألف دولار لعشاء"التيار"
بدأت الحكاية بتقريرٍ نشره موقع "التفاصيل"، يتحدث عن رفع قرار منع السفر عن رئيس "جمعية المصارف" سليم صفير بطلبٍ من الرئيس السابق ميشال عون، وبوساطةٍ من المحامي وديع عقل، مقابل "تبرّع" بقيمة مئة ألف دولار لعشاء "التيار الوطني الحر".
ما كاد الخبر ينتشر حتى انفجرت السجالات، بين من يؤكد أن الواقعة دليل إضافي على فساد النخبة المصرفية- السياسية، ومن يعتبرها مجرّد "فبركة" لتشويه صورة التيار.
القاضية غادة عون، التي كانت قد أصدرت عام 2022 قرارات بمنع سفر عدد من رؤساء المصارف ومن بينهم صفير، عادت بعد سنتين لتجد نفسها وسط عاصفة جديدة.
فقد نُسب إليها في البداية، تأكيدٌ بأنها رفعت المنع عن صفير مؤقتاً، قبل أن تصدر في 23 آب 2024 بياناً عبر "الوكالة الوطنية" تنفي فيه ذلك تماماً، مؤكدةً أنّ ما يُتداول هو "فبركات وأكاذيب". لتعود وتؤكد عبر منشور على منصة "اكس" انها رفعت منع السفر عن صفير نظرا لحالته الصحية. مع العلم ان صفير ظهر بعد رفع منع السفر في احتفال في مدينة فلورنس الايطالية الى جانب قيادة التيار.
وديع عقل... محارب المصارف؟؟
من أكثر ما يثير السخرية في هذه القضية، هو الدور الملتبس للمحامي وديع عقل. فالرجل الذي قدّم نفسه طويلاً كـ"محارب شرس ضد المصارف" و"حارس أموال المودعين"، يتحوّل فجأةً، بحسب ما كشفه التقرير، إلى وسيطٍ باسم الرئيس عون لدى القاضية غادة عون، لرفع منع السفر عن أحد أبرز رموز المنظومة المصرفية، سليم صفير نفسه!
كيف يمكن لمن يدّعي الدفاع عن المودعين أن يتوسّط لمصرفي متهم بإفقارهم؟
إنها ازدواجية فاضحة لا تحتمل تبريراً، تُسقط عنه كل شعاراته الشعبوية.
ونفيه المتأخر لم يزد الرأي العام إلا قناعة، بأنه يتخفّى خلف شعاراتٍ أخلاقية، ليمارس نفوذاً سياسياً مصلحياً. فمن يتحدث عن العدالة لا يذهب إلى أبواب القضاة، طالباً وساطات مالية-سياسية.
سليم صفير... الصمت أبلغ من الاعتراف
أما سليم صفير، فيستمرّ في الصمت وكأنّ شيئاً لم يكن.
رجلٌ يتصدّر واجهة القطاع المصرفي اللبناني، ويتحكّم بمصير أموال الناس، لا يجد نفسه معنياً بالردّ على اتهامٍ خطير يتحدث عن تبرّع مالي مقابل تسوية قضائية!
هذا الصمت لم يعد حياداً، بل تواطؤ بالصمت. فمن يملك الجرأة على جمع المليارات من ودائع اللبنانيين، ثم يزعم النزاهة، عليه أن يواجه الرأي العام لا أن يختبئ خلف جدران "جمعية المصارف".
الإعلام بين الحقيقة والتخويف
ما نشره موقع "التفاصيل" أثار ضجة حقيقية، لكن بدلاً من الردّ بالمستندات، اختار وديع عقل أن يشنّ حملة نفي على المنصات، وأنصاره يهاجمون الصحافيين، بينما صفير يلوذ بالصمت.
إنها استراتيجية واحدة: التشكيك بدل التوضيح، والتهجّم بدل التوثيق.
وهنا تكمن خطورة المشهد اللبناني: كل فضيحة تُواجه بالإنكار، وكل تساؤل يُقابل بالتهديد.
المال... القضاء... المصارف
القضية لم تعد مجرّد شبهة مالية، بل مسألة مبدئية تتعلق باستقلال القضاء وهيبة الدولة.
فحين يصبح "التبرّع" وسيلة لتبديل قرار قضائي، وحين تتورط شخصيات تدّعي النزاهة في صفقات من هذا النوع، فإنّ العدالة اللبنانية تكون قد سُلّمت بالكامل إلى من يدفع أكثر.
ولا يكفي أن تُنكر القاضية أو أن يصمت المصرفي. المطلوب تحقيق شفاف، لا بيانات متناقضة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|