"الحزب يعرض عضلاته"... وموقف "سعودي" لافت من أحداث الروشة!
بالرغم من الوعود والالتزامات التي قدّمها، وبالرغم من قرار الحكومة بمنع إضاءة صخرة الروشة بصور معيّنة، وبدون أي مراعات لباقي الأطراف والأفرقاء في البلد، خرج حزب الله مساء الخميس خلال إحياء ذكرى استشهاد أمينيه العامين الأولى، باستعراض قوة وعرض عضلات، انحدرت من ضرب حيفا وما بعد بعد حيفا، لتصير صورة على صخرة الروشة، يستفزّ بها اللبنانيين، ويكسر هيبة الدولة ويدفع بالمجتمع الدولي نحو الاعتبار أن لبنان ما يزال ورقة للمفاوضات على الطاولة الإيرانية.
في قراءة لهذه الأحداث، يقول الكاتب والباحث السياسي والمستشار الإعلامي السعودي، السيّد مبارك آل عاتي لموقع "الكلمة أونلاين"، ان ما فعله الحزب متعمّد، وفيه إرادة واضحة لإحراج الدولة وإخراجها بصورة الضعيفة، وتصوير نفسه كمتحكّم بزمام الأمور ومالكًا لقراره خارج سرب الإجماع اللبناني، إنما في تبعيّة واضحة لمشغّليه الخارجيين .
يحاول الحزب التأكيد أنه أقوى من الدولة، كما أنه فوق الجيش اللبناني والقوى الأمنية وأي قرار يصدر عن أي منهم، بينما الحقيقة، يقول آل عاتي، أن الدولة اليوم أقوى من أي وقت مضى في لبنان، والعهد الجديد برئاسة جوزيف عون، والحكومة برئاسة نواف سلام، والتناغم الذي يجمع الرجلين، أدّى إلى القيام بخطوات واضحة وثابتة نحو استعادة الهيبة وتحسين العلاقات بالدول الصديقة والشقيقة، وهو الأمر الذي لا يناسب الحزب، مما يدفعه لإحراج ليس عون وسلام فقط، بل حليفه الأول، رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
يتابع الكاتب السعودي بالتأكيد على ضرورة الاستمرار بما بدأ العهد الجديد بالقيام به، بل المطلوب أكثر مما نُفّذ حتى اليوم، لاسيما في إطار فرض السلطة والقانون، ومحاسبة كل من خالف، وتقوية القوى الأمنية والعسكرية بكل ما يلزمها من عتاد وعديد، وعندها، سيكون المجتمع الدولي بكامله إلى جانب لبنان، والدول العربية ستكون بمقدّمة الدول الداعمة على كلّ الأصعدة.
وفي الحديث عن نزع السلاح، وإظهار أحداث الأمس أن الدولة تعاني حتى اليوم بوجه الحزب، إذ لم تستطع أن تمنع فعالية له، فكيف ستكون قادرة على نزع ترسانة سلاحه، يقول آل عاتي أن السلاح لا يُمكن نزعه بلا مساعدة دولية، والدعم الدولي موجود فعلًا لكن المطلوب لا يحقّقه إلا الداخل، بطريقة تُقنع فيها الحكومة العالم أنها قادرة.
من ناحية أخرى، يلفت آل عاتي التهوّر الذي يتصرّف به حزب الله، فالإسرائيلي الذي يرصد ويراقب حصل على ذريعة واضحة لشنّ عدوان جديد على لبنان، والحزب قام باستدعائه بهذه الطريقة، فكان يصبّ اهتمامه على المصالح الضيّقة والمصلحة الإيرانية في لبنان، دون أن يحسب نتيجة الفعل على البلد، فهو الذي خسر سوريا من المحور الذي ينتمي له، تعرّض لضربة قوية يحاول تعويضها داخليًا.
يشدّد آل عاتي في الختام على إمعان الحزب وتماديه في تعقيد الموقف، وهو سلوك ليس بغريب عنه، وفيما يعتقد أن استجرار ضربة إسرائيلية على لبنان سيزيد من شعبيته أو يكسبه تعاطفًا، فهو بالحقيقة يحوّل لبنان إلى أرض مستباحة من الإسرائيلي ومساحة سائبة ويجلب المزيد من الموت والدمار، ولا ينفع الآن سوى حركة حقيقة للدولة، فالأمر بيدها، وإذا استطاعت هي الوقوف بوجه تمرّد الحزب، سيقف العالم كلّه معها.
تقلا صليبا- الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|