بعلبك-الهرمل: سجلّ الصراع المسلح والتحدي الأمني المتعدد الأوجه
جعجع : نحن أمام مهمة كبرى وهي النهوض ببلدنا
أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أنه "إذا لم يعملْ كلّ واحدٍ منّا للصالح العامّ، فكيف سيتحقق هذا الصالح العامّ؟ وهنا يكمن السبب الجوهري لعدم تحققه، لأنّنا لسنا جميعًا نعمل في سبيله. فهناك من بيننا من يعملون لمصلحتهم الصغيرة هنا، ولزعيمٍ صغيرٍ هناك، ولحكايةٍ صغيرةٍ هنالك… وهكذا لا نصنع خُبزًا ولا وطنًا".
وتوجّه إلى المخاتير بالقول: "أنتم كمخاتير، على تماسٍ مباشرٍ مع جميع الناس. أنتم خطُّ التماس الأوّل بين السلطة السياسيّة والناس، وبالتالي دورُكم فعّالٌ جدًّا. لذا أرجوكم ألّا تأخذوا الفكرةَ الخاطئة أنّ المختار يجب أن يبقى مستقلًّا دائمًا؛ هذا غيرُ صحيح. أنتم يجب أن تبقوا دائمًا مع مصلحة الناس ومع المصلحة العامّة كما تفهمونها أنتم وتعتقدون بأنها صواب. وأتمنّى ألّا يكون أحدٌ من بينكم "بيلاطسياً"، أي أن يقول "أنا أقوم بواجباتي كمختار والسلام". لا، واجباتُكم أن تسعوا لتحصيل مصلحة الناس قدر ما تستطيعون. هذه مسؤوليّةٌ ملقاة على عاتق كلّ واحدٍ منا، وليست على عاتق المسؤولين الحزبيّين فحسب، بل على عاتق كلّ مختار، وعلى عاتق كلّ مواطنٍ يفكّر جديًّا في مستقبل البلد".
أضاف: "نحن أمام مهمّةٍ كبرى: أن ننهضَ ببلدنا ونطوِّره ونبني واقعاً نوعيّاً مختلفاً. ولكن ذلك يقتضي أن يتحمّل كلُّ مواطنٍ مسؤوليّتَه. في الزمن الماضي كان هناك شعارٌ يقول: «كلّ مواطنٍ خفير». أمّا اليوم فالمطلوب ليس أن يكون كلُّ مواطنٍ خفيرًا، بل أن يكون كلُّ مواطنٍ مسؤولًا عن نفسه وعن أولاده وعن عائلته وعن مستقبله. كيف يكون مسؤولًا؟ بأن يضعَ في الانتخابات الورقةَ المناسبة في المكان المناسب، بغضّ النظر عن محبّته لشخصٍ أو كرهِه له - فهذا ليس هو المهمّ - فليُحِبَّ من يشاء، ولكن عليه أن يُصوّتَ لمن تقتضي المصلحةُ العامّة أن يُصوّتَ له".
وأوصى المخاتير بأن ينشروا هذه الأفكار، قائلاً: "أعتبر أنّكم أنتم أكثرُ الناس أهلًا لنشر هذه الأفكار، ومحاولةِ القيام بتحوّلٍ نوعيّ في المجتمع كي نُطوّره ونرفعَه من الوضع الذي هو فيه إلى وضعٍ أفضلَ فأفضلَ فأفضل. ولا تسألوا يومًا: هل هناك خلاصٌ لنا؟ نعم، هناك خلاص. ولكن لا تفكّروا أنّ الخلاص سيأتي من الشرق أو من الغرب، من أميركا أو من فرنسا أو من دول الخليج. هذه جميعُها عواملُ مساعدةٌ وهذه الدول صديقة للبنان، ولكنّ الخلاص بالدرجة الأولى يجب أن يأتي منكم، من الناس، كل بدوره، مجموعةً بعد محموعة، ليتحقق الرهان الكبير".
كلام جعجع جاء خلال لقاء ضمّ 400 مختار، من الملتزمين والمناصرين لحزب "القوّات اللبنانيّة"، الفائزين في الإنتخابات الإختياريّة الأخيرة، والذي نظمه في المقر العام للحزب في معراب مكتب الشؤون الإختياريّة في "القوّات اللبنانيّة"، في حضور: الأمين العام للحزب اميل مكرزل، المفتش العام في الحزب ادغار مارون، الأمين المساعد لشؤون المناطق جورج عيد، رؤساء روابط مخاتير: بشري - اليكسي فارس، جبيل - كريستيان القصيفي، كسروان - جو ناضر، البترون - جاك يعقوب، عاليه - زياد اصفر، الكورة - شادي المسيح، منسقي "القوّات" في مناطق: الكورة - رشاد نقولا، طرابلس - فادي محفوض، صور - فؤاد عودة، بنت جبيل - جوزيف سليمان، بعبدا - جورج مزهر، مرجعيون حاصبيا - شربل القلعاني، زغرتا - طوني ليشا، البقاع الغربي راشيا - ملحم منصف، صيدا الزهراني - عماد روكز، زحلة - الآن منير، البترون - بول حرب، جبيل - سافيو بركات، بيروت - مارك عازار، أمين سر منسقيّة بشري شربل مخلوف، رئيس مكتب الشؤون الإختياريّة في حزب "القوّات اللبنانيّة" ميشال الحرّان، رؤساء مكاتب الشؤون الإختياريّة في المناطق: المتن الشمالي - شربل خوري، البترون - منير ضو، بيروت - خليل واكيم، سيمون خوري، الكورة - الياس عبيد، الشوف - جوزف خوري، بعبدا الساحل - ايلي قيصر، البقاع الغربي - الياس سكاف، عاليه - فادي سعد، كسروان - جيلبير زوين، البقاع الشمالي - سليم الهاشم، المنية الضنيه - ماريو أيوب، حنا ابراهيم، مرجعيون - مخول ابي راشد، طرابلس - ميلاد حلبوتي، زغرتا - ريمون علوان، جورج قزي، جزين - طوني كرم، عكار - نديم داوود، البقاع الشرقي - طوني نصرالله، صيدا الزهراني - يوسف جرجس، جبيل - ايلي سليمان، صور - يوسف بربور، زحله - جوزف مزرعاني، بنت جبيل - قيصر رزق.
وقال جعجع متوجهاً إلى المخاتير: "لا تظنّوا أنّني أجاملكم أو أُغالِي؛ لا، بل أنا مؤمنٌ بأنّ المختار يشبه على سبيل المثال، رئيسَ المركز عندنا. فأنا دائمًا أقول لرؤساء المراكز: بالنسبة إلى أهالي بلدةٍ معيّنةٍ ليس رئيسُ الحزب هو رئيسَهم، بل رئيسُ المركز، لأنّ هذا هو الذي يلتقونه يوميًّا. فإذا كان حسنَ التعامل مع الناس أخذوا فكرةً عن "القوّات" أنّها عظيمة، وإذا لم يكن حسنَ التعامل مع الناس، فمهما تكلمتُ أنا، ومهما كان خطابنا وسياستُنا ومسارُنا كُلَّه، فإنّ الناس سيكونون في هذه البلدة ضدّ "القوّات" لأنّ رئيسَ المركز أخطأ في كلمةٍ أو في تصرّف. والمختار كذلك: مهما فعلت الدولة، إذا أسأتم إلى إنسان، أو "دعستم على طرف" أحدٍ - لا سمح الله - أو صدر عنكم تصرّفٌ غيرُ مقبول، فإنّ الناس يأخذون فكرةً عن الدولة كلّها من خلال هذا التصرّف. من هذا المنطلق، إنّكم حقاً خطُّ التماس الأوّل مع الناس".
وتابع: "لذلك أنا لا أريد اليوم أن أتحدّث إليكم عن السياساتٍ والإستراتيجيات الكبرى وما يحصل في العالم والشرق الأوسط، بل أريد أن أتكلم عن بعض النقاط التي تهمّنا. لأنّ بيتَنا الداخليّ في نهاية المطاف يبقى أهمَّ من كلّ شيء. فقد اعتاد اللبنانيّون أن ينظروا إلى ما يجري في العالم والشرق الأوسط: ماذا يحصل بين أميركا والصين؟ وماذا تفعل روسيا في حرب أوكرانيا؟ ولكنّهم لا يفعلون ما يجب عليهم فعلُه. الأهمّ أن نبدأ دائمًا من حيث نحن، من حيث يجب أن نبدأ، وممّا نستطيع نحن أن نفعله، وبالتالي علينا دائمًا أن نبدأ نحن بما يجب أن نفعل".
أضاف: "أريد أن أبدأ من مسلّمةٍ أساسيّةٍ جدًّا، وأتمنّى أن تأخذوها كما هي لأنّ لكم دورًا في إيصالها إلى الناس. أنتم تعرفون كم يشكو الناس عندنا. في كلّ سهرةٍ أنتم موجودون فيها يبدأ الناس بالشكوى: لا كهرباء، الأولاد يهاجرون ولا يعودون، الأراضي تُباع… وهكذا تمضي السهرة. هذا الكلام كله، يدور حول غياب الدولة في لبنان. كلّه يدور حول الحوكمة العامّة، حول طريقة إدارة الشأن العامّ في لبنان، حول طريقة عمل الدولة. إلا أن واقع الحال، لا تظنوا أبداً أنه، وحتى منذ ثلاثين عاماً، هناك سلطة في لبنان تمكنت من الوصول إلى الحكم سوى بأصوات الناس. فنحن وبالرغم من أننا فقدنا في لبنان الكثير من الأمور، إلا أن هناك أمراً واحداً لم نفقدْه ولم نسمحْ لأحدٍ أن يُفقِدَنا إيّاه: وهو الانتخابات. فكلّ أربعِ سنواتٍ هناك انتخابات. وفي الانتخابات يستطيع الإنسانُ أن يغيّر السلطة بأكملها. هذا الأمر وحده يكفي للتغيير لو استطعتم أن تقوموا بتوعية كلَّ إنسانٍ ليعرفَ موقعَه الحقيقيّ. قبل أن نفكّر بما تريده أميركا أو إسرائيل أو بمواقف الخارج، أو كيف يمكن للدول الصديقة للبنان أن تساعدنا، علينا أن نساعد أنفسَنا. كيف نساعد أنفسَنا؟ أنتم تعرفون، أيّها الإخوة والشبابُ والصبايا، أنّ مصيرَكم بأيديكم. إذا صوّتّم كما يجب، فإنّ مستقبلًا صحيحًا بانتظاركم، هذه هي حدود المسألة، والمطلوب ليس تحقيق المعجزات، بل التصويت بشكل صحيح لا أكثر، لأنكم إن لم تُصوّتوا كما يجب سنبقى في ما نحن عليه اليوم".
وشدد على ان ما يهمه كثيراً هو أن يتولى المخاتير إفهام الناس بأن الصوت الذي يدلون به في صندوق الإقتراع هو الذي يحدد جوهر الأمور، وقال: "في لبنان ليست الدول الخارجيّة هي من تحدد مسار الأمور كما هو الإعتقاد السائد وإنما الصوت الذي يدلي به الناس في صندوق الإقتراع، إن صوّتوا بشكل صحيح يحصلون على مستقبل جيّد ويعود أولادهم من الإغتراب، ولكن إن لم يفعلوا ذلك فسنبقى في الوضع الراهن".
واستطرد جعجع: "هذه المرّة الأولى التي نخوض فيها الانتخاباتَ البلديّة بالشكل الذي خضناها فيه. أنتم أبناءُ مناطقكم، وأسألكم - "بشرفكم" - هل هناك بلدةٌ خُضنا فيها الانتخاباتَ البلديّة ودعمنا رئيس بلديّة عليه أي شائبة من الشوائب، أو أنه ليس أهلاً للمنصب، أو غير قادر على صناعة الفرق، أو أنه ليس الرجل المناسب في المكان المناسب؟ القوّات تعمل بهذه الطريقة: لا تخوض الإنتخابات من أجل حصد المراكز فحسب وبعدها على الدنيا السلام ومن يصلون إلى سدّة المسؤولية لا يفعلون شيئًا، بل تخوض "القوّات" المعارك لتعمل وتخدم الناس. لذلك، ورؤوسكم مرفوعة، وبكلّ قناعةٍ، تستطيعون أن تقولوا للناس: "بعد مسيرةٍ نضاليّةٍ طويلةٍ نحن صادقون مع الناس، والمصلحةُ العامّة هي غايتُنا".
وتناول جعجع مع المخاتير مسألةَ الإلتزام الحزبيّ، وقال: "أيّها الإخوة، المجتمعات المتحضّرة كلها، من أميركا إلى اليابان، ومن روسيا إلى أوستراليا، أي في مختلف جهات الأرض الأربع، لا يقوم أيُّ مجتمعٍ حديثٍ إلّا على الأحزاب. أميركا مثلًا، حيث لا غبار على الديمقراطيّة، فهي تضم ثلاثمئة وخمسة وثلاثين مليون نسمة، فإن نظامها الديمقراطيّ قائمٌ على حزبين فقط. إذًا العملُ الحزبيّ هو العملُ الأساسيّ في السياسة. لا يوجد نظامٌ ديمقراطيّ فعليّ من دون أحزاب. أمّا نحن فمجتمعُنا لا يزال تقليديًّا يعيش على نظريّة الأعيان منذ القرن السابع عشر. لذلك يجب أن نعمل - وخصوصًا مع الأجيال الصاعدة - على أن تنتسبَ إلى الأحزاب. وهذا لا يعني بالضرورة أن يصبح كلّ واحدٍ بيننا حزبيا ملتزما وعضوا ناشطا في الحزب، بل يكفي أن يرتبطَ بحزبٍ من الأحزاب. هذا ما يخلق الوعيَ السياسيّ الوطني، باعتبار ان الأحزاب لها انتشار واسع على أراضي الوطن كافة، وبالتالي وبِحُكم هذا الإنتشار تجدها على اطلاع على هموم جميع المواطنين وشؤونهم وقضاياهم، ولا تنحصر رؤيتها السياسيّة في منطقة معيّنة بل تنظر إلى السياسة من بابها الوطني العريض وتعمل للمصلحة العامة، هذا ناهيكم عن أن حجمها يسمح لها بالتأثير في مسار الأمور وبالتالي تحقيق هذه المصلحة العامة، وهذا ما نحتاجه للنهوض بمجتمعنا وإيصال وطننا إلى بر الأمان، أن تكون لنا قوّة دافعة قويّة في اتجاه تحقيق المصلحة العامة".
وكان جعجع استهل كلمته بالقول: "الناس عندنا قد يتندّرون أحيانًا على منصب المختار كأنّه أمرٌ بسيط أو عاديّ أو مألوف؛ ولكن لا، فهو يبقى من أهمّ المراكز في الدولة، وقد يستغرب البعض هذا الحديث، غير أنّ المركز لا يكبر ولا يصغر في ذاته، بل يكبر بمدى تأثيره في الناس. أنا مع كلّ كلمةٍ قالها رفيقُنا ميشال حران. أتدرون لماذا يستطيع أن يقول ذلك الكلام؟ لأنّ ما يقوله ليس فكرًا منظّمًا يصطنعه، ولا شعرًا موزونًا ينظمه، ولا تحليلًا وضعيًّا مجرّدًا، وإنّما لأنّه عاشه بالضبط. أنا أعرف ميشال منذ الثمانينيات، أيّام الحرب، ومنذ ذلك الحين وفي المراحل كلها، حتّى في أصعب المراحل، مرحلة "نظام الوصاية"، التي تعرفون كم كانت صعبةً، وكم ضحّى الناس فيها، لم يحِد ميشال لحظةً، ولا غيّر لحظةً، ولا استكان لحظةً، ولا سكت لحظةً. إنّ منطلقه واضحٌ في ما يقول، وما يقوله يظهر جليًّا لأنّه شيءٌ عاشه وشيءٌ يؤمن به إلى النهاية؛ عاش إلى النهاية، وضحّى ميشال إلى النهاية. وأتصوّر أنّ أمثال ميشال كثيرون من الموجودين في هذه القاعة عاشوا الأمرَ ذاته".
ولفت إلى أن "خمسين عاماً مضت ونحن نناضل في نضال مستمر من دون أي انقطاع، وفي نهاية المطاف كان الله سبحانه هو الذي كافأنا بأنّ أجزاءَ كبيرة ممّا ناضلنا من أجله تحقّقت وصارت واقعًا، وبالتالي تحقّق الكثير الكثير الكثير فعلًا، وبقي أمامنا أمورٌ أخرى نريد أن نحقّقها. ولكن على الأقلّ تبيّن لنا بعد هذه المرحلة كلّها أنّه صحيح: "ما بصحّ إلّا الصحيح".
واعتبر أن "ما أوصلنا إلى هنا ليس ميزان القوى العسكريّة، وإنّما إيمانُنا وصلابتُنا وتمسّكُنا بالحقّ. نحن لو كنّا نطالب بشيءٍ ليس لنا فيه حقّ، أو نطالب بشيءٍ على حساب الآخرين، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. لكن بمجرّد أنّ مطالبَنا كانت مطالبَ حقّ، ومواقفَنا كانت مواقفَ حقّ، ولأنّنا لم نُرِدْ أن نتعدّى على أحدٍ وفي المقابل لم نرضَ أن يتعدّى علينا أحد، ولأنّنا صمدنا وصمدنا وصمدنا، وصلنا إلى ما نريد".
وفي ختام كلمته، فتح جعجع باب الأسئلة والمداخلات، وتناول مع المخاتير المشاكل التي يعانيها المختار بشكل عام، هذا بالإضافة إلى المشاكل التي تعانيها بلداتهم ومناطقهم.
وكان اللقاء قد استُهلّ بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب "القوّات اللبنانيّة"، فكلمة لرئيس مكتب الشؤون الإختياريّة ميشال حران، قال فيها: "بدايةً، نودّ أن نشكرك يا "حكيم" على استضافتك لنا في المقر العام، ونشكر جميع الرفاق الذين ساهموا في تنظيم هذا اللقاء وإنجاحه. لقاؤنا هذا هو الثاني بعد تأسيس مكتب الشؤون الاختيارية، والأول بعد الانتخابات البلدية والاختيارية التي تمت منذ بضعة أشهر. هذه الانتخابات أثبتت مرةً جديدة أنّ "القوّات اللبنانية" موجودة وحاضرة على كامل الأراضي اللبنانية، في كل بلدة وقرية من بلدات لبنان. كما أثبتت أيضًا أنّ ثقة اللبنانيين بـ"القوّات" تكبر وتزداد، واليوم باتت "القوّات" ممثّلة في صفوفها بأكثر من أربعمئة مختار، بين ملتزم ومناصر".
ولفت حران إلى ان "هذه النتيجة لم تتحقّق بالصدفة، بل تحقّقت بفضل وضوح وصدق وثبات مشروع "القوّات اللبنانية"، الذي ارتكز إلى تاريخ راسخ وصمود في مختلف الظروف والتحدّيات، وبفضل قيادة حكيمة من الدكتور سمير جعجع وإدارة كفوءة أثبتت حضورها".
وتوجّه إلى المخاتير بالقول: "إنّ موقعنا الاجتماعي ودورنا في مشاركة الناس همومهم اليومية والحياتية، ووقوفنا إلى جانبهم في أفراحهم وأتراحهم، وخدمتهم على مختلف الأصعدة، جعلنا مصدر ثقة وملجأ لهم، كل ذلك يجعل من كل واحدٍ منّا شخصية مؤثرة في بيئته، ويجعل من المختار قائدَ رأيٍ في المجتمع. وهذه المسؤولية لا تقتصر على المعاملات الإدارية، بل هي مسؤولية وطنية، لأنّنا نؤثّر على الناس وعلى خياراتهم السياسية، وبالتالي على خياراتهم الانتخابية".
وتابع: "نعم، المختار - وبكل تواضع - قادر على التأثير في الناس وفي خياراتهم الوطنية، بفضل التواصل اليومي والمباشر معهم، ومن خلاله يقتنع كثيرون بخياراتنا أو يذهبون إلى خيارات أخرى. ونحن اليوم على مشارف انتخابات نيابية هي الأولى منذ نحو أربعين عامًا في ظلّ خطاب قسم وبيان وزاري يلتقيان مع مشروعنا السياسي. هذه الانتخابات النيابية الأولى في حقبة جديدة من تاريخ لبنان، وهي الفرصة الحقيقية والجدية الأولى أمام اللبنانيين لتحديد مصيرهم ومصير بناء دولتهم. وهذا الأمر يُلقي على عاتقنا كمخاتير مسؤولية تاريخية، لأنّ المختار ليس ناخبًا عاديًّا كسواه، بل هو شخصية مؤثرة".
واعتبر أنه "انطلاقًا من هذا الدور، من واجبنا أن نظلّ نذكّر الناس دائمًا بأهمية هذه المرحلة في تاريخ لبنان وفي مسار بناء الدولة، ومن واجبنا كمخاتير، وكقادة رأي، أن ننشر يوميًا الوعي السياسي في محيطنا، وأن نؤثّر على الناس في خياراتهم السياسية، ونوجّههم نحو الخيار الصحيح في صندوق الاقتراع. والخيار الصحيح، من دون شك، هو "القوّات اللبنانية".
وقال: "نحن كمخاتير حزبيّين ومناصرين ومؤيّدين لمشروع القوّات اللبنانية، قادرون على إحداث فرق كبير في الانتخابات النيابية المقبلة، في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من مستقبل لبنان. وما ينقصنا شيء من التنظيم، لأنّنا خلال السنوات الثلاث الماضية أثبتنا أنّنا منخرطون في تنظيم صلب، موجود في مختلف المناطق، ومتماسك عبر شبكة تواصل وتنسيق فعّالة".
وتابع: "لدينا تواصل مباشر مع الناخبين، ومع رؤساء المراكز، ومع المنسّقين، ومع نوّاب المناطق، ومع القيادة القواتية، ومع الماكينات الانتخابية، وهذا الجسد التنظيمي ديناميكي وفعّال، متقدّم ومتفوق على باقي الأفرقاء. ويبقى علينا أن نحسن الإفادة منه وأن نتحرّك ونشتغل بأفضل طريقة ممكنة لتحقيق هدفنا، الذي هو مصلحة جميع اللبنانيين، لا مصلحة القواتيين وحدهم".
وقال: "هدفنا هذه المرّة، وبكل صراحة، ليس فقط الوصول إلى أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي، بل الوصول إلى أكبر كتلة نيابية لحزب سياسي يقود مشروع بناء الدولة في لبنان، من دون طمع بالمواقع أو المراكز، بل انطلاقًا من الاستفادة من الفرصة التاريخية لتحقيق الأهداف التي ناضلنا خمسين سنة من أجلها، وتوارثتها خمسة أجيال مناضلة، وآن أوان تحقيقها".
وختم متوجهاً إلى المخاتير بالقول: "أيّها الرفاق المخاتير، أنتم تعرفونني وأعرفكم، وكثيرون من الحاضرين هنا عاشوا فترة الحرب وضحّوا فيها، وعاشوا فترة السلم وضحّوا فيها. لكلّ مرحلةٍ تضحياتُها. ومن منّا لم يُضحِّ بأخٍ أو أبٍ أو صديقٍ أو جارٍ أو قريبٍ أو حبيب؟ كلّ هذه التضحيات، كلّ هذه النضالات، جميع هؤلاء الشهداء، كلّ هذا التعب والعرق والدموع والألم، كان من أجل هدف واحد. هذا الهدف حقّقنا جزءًا منه، وبقي أن نحقّقه بالكامل. أمامنا فرصة لا يجب أن نفرّط فيها، وممنوع أن نتراجع أو نستكين، لأنّ العمل كثير والفعلة قليلون، والاتكال على الله وعلى القوّات وعلى كلّ واحدٍ منكم".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|