فيديو قديم يعود لعام 2000.. شاهدوا كيف كانت الفنانة هيفا وهبي هل تغيرت كثيراً؟
سلامة خارج القضبان.. "سيقدم أدلة على المتورطين بجرائم المال"
لم يكن يعلم حاكم مصرف لبنان السابق، رياض توفيق سلامة أنه سيخضع لتحقيق موسع عن مصدر كفالته التي سدّدها للقضاء اللبنانيّ يوم الجمعة 26 أيلول قبل أن يخلى سبيله من مشفى بحنس الطبي.
الحجار يسأل: من أين لك هذا؟
ساعات قاسية عاشها سلامة. بعد تسديده كفالته الماليّة التي بلغت 14 مليون دولار أميركي و5 مليارات ليرة لبنانيّة، كان يتجهزّ لمغادرة المسشفى، ليُفاجأ بوصول المباحث الجنائية المركزية فجأة للتحقيق معه ومساءلته حول مصدر هذه الأموال التي دُفعت نقدًا لصندوق تعاضد القضاة، ولمعرفة إن كانت هذه الأموال ناتجة عن عمليات "تبييض أموال".
عند التاسعة صباحًا، توجه وكيل سلامة القانونيّ، المحامي مارك حبقة إلى قصر عدل بيروت، لدفع الكفالة الماليّة التي وضعتها الهيئة الاتهاميّة مقابل إخلاء سبيله. وعند الثانية ظُهرًا، دفع المبلغ نقدًا.
لم يكن تسديد الكفالة أمرًا بسيطًا. إذ إنها الأعلى في تاريخ القضاء اللبنانيّ. ولم يسبق لصندوق تعاضد القضاة أن تسلّم ملايين من الدولارات نقدًا بهذه الطريقة.
تشير معلومات "المدن" إلى أنه وبعد تسديد سلامة لكفالته الماليّة، تحرك المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وأوكل مهمة التحقيق إلى رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العميد نقولا سعد. فتوجه الأخير برفقة عناصر من القسم إلى مشفى بحنس للتحقيق مع سلامة داخل غرفته عن مصدر هذه الأموال التي دفعها.
تضيف مصادر "المدن" أن التحقيق لم ينته. والمباحث الجنائية المركزية مستمرة في الاستماع إلى مجموعة من الأشخاص خلال الأيام المقبلة لتبيان مصدر هذه الأموال.
خطوة الحجار لم تكن متوقعة. فبينما كان يستعد سلامة لمغادرة مشفى بحنس بعد أن سجن لمدة عامٍ و22 يوماً، اضطر إلى البقاء لأكثر من 7 ساعات إضافية محتجزًا داخل المستشفى بانتظار أن يعطي الحجار إشارة بإطلاق سراحه. ووفقًا لمعلومات "المدن" فإن ما حصل أغضب سلامة، خصوصًا أن هذا الأمر أتى بعد أن سدد كفالته نقدًا. وكان من الممكن أن يبقى محتجزًا، لو أن الحجار أعطى إشارة بتوقيفه. الأمر الذي كان سيفسر أن القضاء انقلب على سلامة في اللحظات الأخيرة.
منتجع صحّي
جالت "المدن" في مستشفى بحنس المؤلف من مجموعة كبيرة من المباني الحجرية التي تحيط بها عشرات الأشجار والأراضي الخضراء. داخل مبنى الأمراض المستعصية قضى سلامة أكثر من سبعة أشهر متواصلة. هناك، حصل على رعاية خاصة. أعطي الطابق الثالث بأكمله له. وكان محاطًا بمجموعة من الأشخاص الذين يثق بهم، وأمنوا كل احتياجاته اليومية إضافة إلى طبيب خاص يتابع حالته الصحية بشكل دائم.
هذا المستشفى مختلف عن غيره. فهو أشبه "بمنتجعٍ صحيّ". بعيد عن الضوضاء وعن أعين الناس، حتى أن شبكة الاتصالات ضعيفة وشبه منقطعة. تطل شرفة الحاكم على أرض واسعة مزروعة بعشرات الأشجار، وعلى بعد أمتارٍ من هذا المبنى، مجموعة من الأبقار تجول في أرض صغيرة. في الجانب الآخر، كنيسة صغيرة، والكثير من الأشجار.
هناك، مبانٍ مخصصة للإيجار، أي أنها لا تقدم أي خدمات طبية، وتتيح لأي شخصٍ أن يقيم لعدة أيامٍ بعيدًا عن ضجيج المدينة وتلوثها. ومبانٍ أخرى للعمليات الجراحية، وللصور الشعاعية وغيرها.
تقول سيدة لـ"المدن" إن والدتها المريضة تتلقى علاجها منذ حوالى الشهر في المبنى نفسه الذي يقيم به سلامة. ولم يسبق لعائلة المريضة أن التقت بسلامة إلا مرة واحدة، كان واقفًا على شرفته. حيث يمنع أي شخصٍ من التوجه نحو الطابق الثالث، بسبب الإجراءات الأمنية هناك حرصًا على سلامته.
مرحلة جديدة وسلامة يتوعد
عند السابعة مساءً، أعطى الحجار إشارة بتركه. وعُمّم قرار منعه من السفر على المعابر الحدوديّة. واستكمل المحامي حبقة كل الإجراءات القانونيّة المتبقية.
خرج سلامة من المستشفى. لم تتمكن عدسات الكاميرات من رصده. بدأ مرحلة جديدة ومختلفة عن كل السنوات السابقة. عنوانها ملاحقة كل من تعرض له. أمام المدخل الرئيسيّ، صرّح وكيله القانونيّ أن "خروج سلامة يشكل صفحة جديدة في محاكمته، بعدما أحاطت به التلفيقات والاتهامات التي لا أساس لها". مؤكدًا أن خطوة الحجار كانت إجراءً روتينيًا. وابتداءً من الأسبوع المقبل "سنلاحق قضائيًا كل من يتعرض لسرية التحقيق أو يحاول التأثير على القضاء عبر الشعبوية". وأضاف أن تسديد سلامة لهذه الكفالة هو احترام للقضاء وايمانًا بدولة المؤسسات، مشيرًا إلى وضوح المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائية وضرورة تنفيذها.
إذن، مرحلة جديدة بدأها سلامة، وهي الدفاع عن نفسه وبراءته، والهجوم على كل من اتهمه بالجرائم الماليّة. في حديثه لـ"المدن" قال حبقة إنه فوجئ بخطوة الحجار، ولكن سيقدم كل المستندات للنيابة العامة التمييزية خلال الأيام المقبلة للتأكيد على مصدر هذه الأموال. وسيبدأ بخطوات دفاعية لتأكيد براءته من التهم المنسوبة إليه والتقدم بدعاوى قضائية ضد كل من أثر على هذا الملف من قضاة أو محامين أو أشخاص".
نطق حبقة بكلام سلامة الذي لم نسمعه. الحاكم السابق لمصرف لبنان الذي أمضى عاماً كاملاً داخل السجن بعد أن فتحت كل ملفاته القضائية . خرج اليوم، وها هو يتوعد بملاحقة كل من تعرّض له، وكل من ساهم في اتهامه بالانهيار الاقتصادي أو بالفساد المالي أو الاختلاس وغيرها.
وكما قال حبقة أمام عدسات الكاميرات، "الموضوع فتح على مصراعيه". فسلامة سيقدم كل الأدلة التي تدين كل من تورط بالجرائم الماليّة".
فرح منصور - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|