الصحافة

خطة طوارئ شتوية... هل تنجح بعد سنوات من الغرق؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على أبواب فصل الشتاء، حيث كان يُفترض أن تكون الأمطار نعمةً للبنانيين، باتت تتحوّل إلى نقمةٍ نتيجة تراكم المياه على الطرقات، وما يرافقها من بقاء المواطنين ساعات طويلة عالقين في سياراتهم بانتظار وصول فرق المتعهّدين التابعة لوزارة الأشغال العامة لسحب المياه.

وللتدارك قبل وقوع أزمة مماثلة، بدأت الوزارة بتنفيذ سلسلة أشغال شملت سحب النفايات وتنظيف مجاري المياه والطرقات، تمهيدًا لموسم الشتاء. وقد أشارت المعطيات إلى أنّ أربعين مليمترًا فقط من المياه كافية للتسبّب في فيضان على الطرقات، وهو عامل طبيعي بغضّ النظر عن الأشغال القائمة.

كما لفتت الوزارة إلى وجود العديد من النقاط السوداء على الشبكة العامة، وأبرزها ثماني نقاط أساسية يجري العمل على تنظيفها لتسهيل عملية تصريف المياه مع بداية موسم الشتاء.

وفي هذا السياق، أكد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أن "على المواطن أن يُحاسب نفسه ويتوقّف عن الكبّ العشوائي للنفايات على الطرق وخصوصًا قبل حلول فصل الشتاء". وقال: "لزّمنا متعهّدين ليتسلّموا ويراقبوا الطرق خلال الشتاء وعملنا على حملات توعية للمواطنين ونطالب بعض الشركات بخطوات إضافية".

ودعا "البلديات إلى تكثيف حملات التوعية وتنظيم محاضر ضبط للحدّ من رمي النفايات على الطرق".

وحول ما يُعتمد في بعض البلدان العربية من وسائل وآليات لسحب المياه وشفطها من أماكن تجمّعها، أكّد رسامني لـ "نداء الوطن" أنّ الوزارة درست هذا الأمر، مشيرًا إلى أنّه "لدينا قرارات واضحة في هذا المجال، وقد أنهينا في العام الماضي سلسلة إجراءات تتعلّق بزيادة عدد الآليات المخصّصة لمعالجة هذه الأوضاع، وذلك منعًا لتراكم المشاكل أو إعادة تعويمها بما يشبه الضرائب على الناس".

وأعلن أنّ الوزارة طلبت بشكل واضح تجهيز الآليات قبل موسم الشتاء لتكون جاهزة فورًا عند الحاجة، لافتًا إلى أنّ المطلوب أن يكون المتعهّدون على الأرض 24/24 في هذه الظروف، مع كلّ الإمكانات والمعدّات اللازمة لمعالجة المشكلة في حينها، "إذ لا نريد أن يتكرّر المشهد بحيث يعود المتعهّدون متأخرين لمعالجة الخلل".

وأشار رسامني إلى أنّ "الوزارة كانت قد طلبت العام الماضي أيضًا زيادة هذه الإمكانيات والأجهزة"، وكشف أنّ بعض الموظفين والمتعهّدين خضع للتفتيش على خلفية ما حصل، متوقعًا صدور نتائج التفتيش قريبًا، ومؤكدًا أنّ "كل طرف سيتحمّل مسؤوليته كاملة".

ولفت إلى أنّ هناك نقاطًا حسّاسة على الطرقات، موضحًا أنّ العمل قائم على معالجتها تدريجيًا على مقاطع عدة، ومشدّدًا على أنّ بعض هذه النقاط أخطر من غيرها. وقال: "كما رأينا هنا، فقد شرح المتعهد بالضبط أسباب المشكلة وكيفية معالجتها، وقد عالجنا أيضًا مشكلات مماثلة في جونية، وفي أماكن أخرى مثل الكوستابرافا وطريق المطار وتحت المطار، وكلّها كانت نقاطًا خطرة تمّ العمل عليها".

وختم رسامني حديثه لـ "نداء الوطن" مؤكّدًا أنّ "الوزارة اليوم أكثر استعدادًا لموسم الشتاء"، مضيفًا: "لا أستطيع أن أحدّد نسبة جاهزية الطرقات، لكن يمكنني القول إننا نقوم بكل واجباتنا، وإذا حصل لا سمح الله أي طارئ، نكون قد قمنا بما هو مطلوب منا، ونحن عقدنا هذا المؤتمر وشرحنا الخطوات، واجتمعنا جميعًا، وفي حال ظهرت أمور أكبر من إمكانياتنا، فنحن نكون قد أدّينا واجبنا بالكامل، ونحن لا نريد التهويل أو تقديم وعود وهمية".

مشكلة ضبية المزمنة

من جهته، أكّد رئيس بلدية ضبية نبيه طعمه لـ "نداء الوطن" أنّ "هذه النقطة تُعتبر من أكثر النقاط التي تتسبّب في تجميع مياه الأمطار على الأوتوستراد". ولفت إلى أنّ هذه المشكلة "مزمنة، فهنا نقطة حساسة، وهناك أيضًا نقطة أخرى أمام كاربت بلاس، وهاتان النقطتان عند تساقط الأمطار للأسف تشكّلان خطرًا كبيرًا على أوتوستراد ضبية".

وأشار طعمه إلى أنّ الوزير قام بهذه المبادرة، قائلًا: "نحن إلى جانبه بالكامل، وإن شاء الله تكون خطوة نحو حلّ جذري لهذه المشكلة". أضاف: "المطلوب حلّ كامل لكل المجرور الذي يصبّ في ساحل ضبية".

وأوضح أنّ ما يحصل تنفيذه فعليًا اليوم هو قيام وزارة الأشغال، بمبادرة ودعم مباشر من معالي وزير الأشغال، بفتح هذا المجرور هنا وتنظيفه، وكذلك فتح النقطة الأخرى إلى الأمام وتنظيفها"، مؤكدًا أنّ هذه الخطوة ستسهم في معالجة المشكلة بشكل مباشر.

وختم رئيس بلدية ضبية حديثه لـ "نداء الوطن" بالقول: "الآن ننتظر لنرى على الأرض في موسم الشتاء ما الذي سيحصل، وما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدّي فعلًا إلى النتيجة المرجوّة".

إنّ ما يُحسب هذا العام لوزارة الأشغال العامة هو تداركها المبكر للأزمة، إذ نشهد للمرّة الأولى عملًا استباقيًا يُنفَّذ قبل موسم الشتاء، بدل الاكتفاء بالمعالجات الطارئة بعد وقوع الكارثة، والأمل أن تلتزم الوزارات الأخرى، من وزارة الداخلية إلى وزارة البيئة، بالتدابير اللازمة والصارمة، وبوضع قيود واضحة تمنع تراكم النفايات على جوانب الطرقات وانسداد مجاري الصرف، وبذلك فقط يمكن تحويل الشتاء من نقمةٍ إلى نعمةٍ حقيقيةٍ للبنانيين.

ريشار حرفوش - "نداء الوطن"
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا