تصريحات باراك.. رسائل مشفرة وطبول حرب!
تثير تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك جدلاً واسعاً وتساؤلات عميقة حول مستقبل لبنان، ففي كل مرة يطلق تصريحات حادة وصريحة لا تترك مجالاً للتأويل، وكأنها إنذار أخير قبل مرحلة جديدة. لم تعد واشنطن تتحدث بلغة دبلوماسية ناعمة، بل باتت تستخدم لغة مباشرة وحاسمة، تشير إلى نفاد الصبر الأميركي تجاه الوضع الراهن. فما هي الأهداف الحقيقية وراء هذه التصريحات، وهل هي فعلاً تمهيد لحرب محتملة؟
وفقاً لقراءة مصادر أميركية لحديث باراك، تتمحور تصريحاته حول هدف رئيسي هو نزع سلاح حزب الله، فواشنطن تعتبر أن وجود جناح عسكري موازٍ للدولة في لبنان هو السبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وتصريحه الشهير حول “قطع رؤوس الأفاعي” يوضح بجلاء أن واشنطن لا ترى أي حل وسط، فإيران وحزب الله يمثلان تهديداً مباشراً للمصالح الأميركية في المنطقة، ولا يمكن التعايش معهما.
ترى المصادر الأميركية عبر “صوت بيروت إنترناشونال”، أن باراك يشدد على أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، وأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً لنزع السلاح، هذا الموقف يهدف إلى إحراج الحكومة اللبنانية وإجبارها على اتخاذ موقف حاسم تجاه الحزب، وبإعلان واشنطن عدم نيتها التدخل عسكرياً، فهي تضع الكرة في ملعب بيروت، وتطالبها بالتحرك لوضع حد للوضع الشاذ.
من ناحية أخرى، تقول المصادر إن ” تصريحات باراك تهدف إلى تحقيق ضغط سياسي واقتصادي على الحزب وحلفائه، فهو يربط بوضوح بين نزع سلاح الحزب وتقديم الدعم الاقتصادي للبنان، فواشنطن تقول بشكل غير مباشر، “إذا كنتم تريدون المساعدة، فعليكم أولاً التخلص من مصدر التوتر”، هذه الرسالة موجهة ليس فقط إلى الحكومة اللبنانية، بل أيضاً إلى الشعب اللبناني، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وكأنها تقول له، “معاناتكم سببها وجود السلاح بيد غير شرعية”.
هل لبنان مقبل على حرب، تجيب المصادر، بقاء السلاح سيجلب الحرب حكماً، وتصريحات باراك تزيد من هذه المخاوف، والسيناتور ليندسي غراهام يتحدث صراحة عن “الخطة ب”، أي نزع السلاح بالقوة، كما أن التصريحات الأميركية الحالية، مدعومة بالموقف الإسرائيلي الذي يعتبر وجود الحزب على الحدود تهديداً وجودياً، تزيد من احتمالية حدوث مواجهة عسكرية، فإسرائيل لم تخفِ يوماً نيتها في شن عمل عسكري ضد لبنان إذا استمر الحزب في إعادة بناء قدراته، وتصريح براك بأن الحزب “يعيد بناء قدراته” هو بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل للتحرك، أو على الأقل تبرير لأي تصعيد قد تقوم به.
تختم المصادر: “يمكن القول إن تصريحات باراك هي قرع لطبول الحرب، وليست إعلانًا حاسماً لها، الهدف منها هو ممارسة أقصى درجات الضغط على جميع الأطراف، وإجبارها على اتخاذ قرار صعب، إما نزع السلاح وإعادة بناء الدولة، أو تحمل تبعات مواجهة عسكرية محتملة قد تغير وجه لبنان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|