الصحافة

زيارة بن فرحان وشرارة الانتخابات: المعركة على 5 مقاعد شيعية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

جاءت زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، بحسب مصادر سياسية مطّلعة، لتطلق عملياً صافرة البدء في سباق الانتخابات النيابية المقبلة. رسالته بهذا الشأن كانت واضحة بأن الرياض عادت لاعباً في الساحة اللبنانية، وهذه العودة ستتجلى أولاً عبر صناديق الاقتراع، وبترتيب التحالفات السياسية التي بدأت ملامحها تظهر منذ الآن، لا على الساحة السنية وحسب بل على الساحة اللبنانية.

مقاعد شيعية تحت المجهر

المصادر نفسها تشير إلى أن محور الحركة الانتخابية يتركّز على أمرين: الأول هو تحقيق توازن سياسي في المجلس النيابي المقبل لم يكن موجوداً قبل هذه الإنتخابات، والثاني هو في المقاعد الشيعية تحديداً، في محاولة لفتح ثغرة داخل البيئة التي يحتكرها الثنائي الشيعي منذ سنوات، علماً بحسب المصادر أن المعركة التي يعلمها الثنائي الشيعي لن تكون على كل الدوائر، بل على خمسة مقاعد أساسية هي مقعد في دائرة البقاع الثالثة في بعلبك الهرمل، مقعد في البقاع الغربي، مقعد في بعبدا، مقعد في جبيل، ومقعد في دائرة الجنوب الثالثة.

هذه المقاعد تُعتبر الأكثر قابلية لأن تكون محل مواجهة انتخابية، عبر تحالفات جديدة يتم العمل على نسجها بين قوى سياسية وشخصيات مستقلة، على أن تُمنح زخماً سعودياً كاملاً.

تحالفات وتقسيم أصوات تفضيلية

في المقابل، بدأ الثنائي الشيعي تحضيراته باكراً. هدفه الأساسي هو تحصين المقاعد ومنع أي خرق شيعي، ولو بمقعد واحد، لأنه يدرك أن الخرق، ولو كان رمزياً، سيُستخدم كسلاح سياسي وإعلامي ضده في الداخل والخارج، وقد يصل حدّ فتح معركة على رئاسة المجلس النيابي. لذلك يتجه الثنائي إلى اعتماد مزيج من التعبئة الشعبية المبكرة، وتوسيع رقعة تحالفاته التقليدية، وإعادة ضبط ماكينة انتخابية خبرت المعارك في أصعب الظروف.

بحسب مصادر قيادية في الثنائي، العمل الانتخابي بدأ من أجل الاستعداد الكامل للمعركة الانتخابية. ففي دائرة بعلبك الهرمل هناك 6 مقاعد شيعية، والتحدي سيكون بكيفية رفع الحاصل الإنتخابي أولاً، ومن ثم توزيع الأصوات التفضيلية على المقاعد الستة بالتساوي، من دون الدخول في معارك حزبية أو شخصية بين المرشحين، لأن النتائج في الدورة الماضية أظهرت أن غياب هذا التوزيع العادل سيضع أحد المقاعد بخطر. وتضيف المصادر عبر "المدن": "تُظهر الأرقام حصول المرشح جميل السيد في الدورة الماضية على حوالي 12 ألف صوت، كأقل مرشح شيعي ضمن المرشحين الستة، حيث يبعد عن ثاني أقل مرشح حصولاً على الأصوات التفضيلية حوالي 9 آلاف صوت. في المقابل، حصل مرشح القوات اللبنانية الماروني انطوان حبشي على 17 الف صوت، وبالتالي إذا قررت القوات اللبنانية خوض معركة المقعد الشيعي والتخلي عن المقعد الماروني، وهذا وارد، فإنها ستكون قادرة على المنافسة إذا لم يتم توزيع الأصوات التفضيلية للثنائي على المرشحين الستة بالتساوي، بحيث يحصل كل مرشح على حوالي 19 ألف صوت، هذا إذا لم ينجح الثنائي برفع الحاصل الإنتخابي ونسب المشاركة".

هذه المشكلة تسري على كل دائرة يخوض فيها الثنائي الشيعي المعركة على أكثر من مقعد شيعي، في الجنوب الثالثة حيث كان هناك تفاوت كبير بالأصوات التفضيلية بين المرشحين الشيعة، وهو ما يعتمد عليه من يستعد شيعياً لخوض المعركة انطلاقاً من الخروقات التي حصلت في الدورة الماضية، على اعتبار أن وجود قائد ومدير للمعركة قد ينقل المعركة من المقاعد غير الشيعية الى المقاعد الشيعية اعتماداً على أصوات السنة والمسيحيين والدروز، وفي بعبدا التي برز فيها فارق كبير بين مرشح حزب الله ومرشح حركة أمل، ويُخشى ان يقوم تحالف بين القوات اللبنانية والكتائب والأحرار والحزب التقدمي لمحاولة تحقيق الخرق الشيعي، أما في الدوائر التي يخوض الثنائي فيها المعركة على مقعد شيعي واحد فالمشكلة تكمن في التحالفات التي تمكّن من الوصول إلى الحاصل الانتخابي، كما في جبيل والبقاع الغربين حيث هناك خشية من عدم رغبة أحد بالتحالف مع الثنائي لعدم إغضاب السعوديين أو الأميركيين.

بالنسبة إلى جبيل، يبدو بحسب المصادر أن الثنائي الشيعي يتجه نحو نقل المقعد من حزب الله إلى حركة أمل من أجل تسهيل مهمة الرئيس نبيه بري بنسج تحالفات قادرة على الوصول باللائحة إلى الحاصل الانتخابي الذي بلغ في الدورة الماضية حوالي 14800 صوت، علماً ان قوة الثنائي الشيعي تصل الى حوالي 10 آلاف صوت، كذلك الأمر في البقاع الغربي – راشيا، حيث الحاصل الانتخابي كان حوالي 11 ألف صوت، بينما قوة الثنائي وحده تبلغ حوالي 10 آلاف صوت أيضاً، في ظل حديث عن نية النائب حسن مراد تشكيل لائحة لا يكون فيها الثنائي الشيعي، وبحسب المصادر سيسعى الثنائي إلى بناء تحالف قد يكون الحزب التقدمي الإشتراكي جزءاً أساسياً فيه، خصوصاً أن التيار الوطني الحر لم يكشف بعد عن نواياه الانتخابية.

معركة مبكرة

كثيرة هي التعديلات التي ينوي الثنائي الشيعي الخوض بها في الانتخابات المقبلة لناحية الأسماء، وفي أكثر من دائرة، وسيكون لهذا الشق تفصيل لاحق، فالمؤشرات الحالية تقول إن المعركة بدأت فعلياً، وإن زيارة بن فرحان كانت بمثابة إشارة الانطلاق الرسمية وتشكيل الغرف الإنتخابية المركزية، التحالفات تتشكّل بصمت، الاتصالات تجري على مستويات مختلفة، والماكينات بدأت تُشحذ قبل أشهر من موعد الانتخابات على أن يتبلور في المرحلة المقبلة شكل القانون الإنتخابي الذي سيكون له تأثير في سياق المعركة.

محمد علوش - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا