الصحافة

من السلاح إلى "كتيبة الأهالي" فـ "الرّوشة"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يقل الموفد الأميركي توم برّاك ما فاجأ الوسط السياسي اللبناني إلا من حيث الشكل، إذ أتى كلامه عالي السقف والنبرة. لكن من حيث المضمون، يعرف أهل الحكم ومَن يتابعون التطورات اللبنانية جيدًا، أن الولايات المتحدة تعتبر ما تقوم به الدولة، على خط حصر السلاح بيدها، غير كاف. على أي حال، هذا ما قالته السفيرة الأميركية ليزا جونسون بوضوح منذ أيام قليلة، حين أشارت، في حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني الأميركي، إلى أن الحكومة والجيش قاما بخطوات جبارة، إلا أن المزيد مطلوب منهما. النظرة هذه إلى مسار الأمور في لبنان، ليست أميركية فحسب. ففرنسا وأيضًا السعودية، تتشاركان مع واشنطن وتستعجلان حصر السلاح، وذلك من باب خوف هذه الدول على أمن لبنان واستقراره في ظل الجنون الإسرائيلي، ولخشيتها من تفويت لبنان قطار التبدلات الكبرى الآتية إلى المنطقة، فيبقى وحيدًا على قارعتها، يتخبط في انهياره المالي وفي دمار حرب الإسناد وتكاليفها.

شواذات كثيرة

على أي حال، فإن قوى سياسية داخلية تعتبر أيضًا، وبغض النظر عن مواقف المجتمع الدولي، أن لا بد للدولة اللبنانية "الجديدة" أن تعتمد نهجًا جديدًا في إدارة البلاد والتعاطي مع شواذات كثيرة تُسجَل يوميًّا على الأرض وفي السياسة، وتعطي انطباعًا بأن أسلوب التمييع والترقيع، خوفًا من "فتنة وحرب أهلية" ومن "استفزاز حزب الله"، لا يزال سائدًا، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"نداء الوطن". فهل ردّ أحدهم بحزم وصرامة على مواقف مسؤولي "حزب الله"، من أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إلى نائب رئيس مجلسه السياسي محمود قماطي التي أعلنا فيها أن قرارات 5 و7 آب ماتت ودُفنت مع "تكويعة" 5 أيلول؟ وهل أبلغ أحدٌ "الحزب" بالمباشر، في بيان أو تصريح، أن كلامه المستمرّ عن التمسك بالسلاح ورفض تسليمه، يشكّل تمردًا على الدولة والشرعية ويعرضه للمساءلة، ناهيك بكونه يقدّم خدمة للإسرائيلي للمضي قدمًا في استهداف لبنان؟ الجواب هو كلا. لا أحد يردّ على "الحزب" بالمباشر أو يردعه.

"الروشة" و"كتيبة الأهالي"

وإذ تسأل عن كيفية تعاطي الأجهزة مع إصرار "الحزب" على إضاءة صخرة الروشة بصورة أمينيه العامين السابقين مساء الخميس، متحديًا تعميم رئيس الحكومة نواف سلام في هذا الخصوص، وهو اختبارٌ "سيادي" جديد للحكومة، تعتبر المصادر أن "الميوعة" نراها أيضًا في التعاطي مع المعتدين على دوريات "اليونيفيل" في شكل شبه يومي، جنوبًا. فـ"كتيبة الأهالي" التي يحرّكها "الحزب"، تزداد جرأة وتنظيمًا، بدلًا من أن تكون الدولة قد لجمتها وأنهتها منذ أول احتكاك بينها وبين القوات الدولية.

فأي إشارات نُرسل إلى عواصم العالم عن دولتنا، إذا كانت القوات الأممية تتعرض يوميًّا للاعتداءات والمضايقات من قبل "حزب الله" تحت ستار الأهالي، من دون أن توقف الدولة اللبنانية معتديًا واحدًا؟ وهو السؤال الذي طرحه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان الأسبوع الماضي، وبقي من دون جواب.

العبرة في التنفيذ وسرعته

قرارات الحكومة ممتازة، إلا أن العبرة في تنفيذها، وفي شكل هذا التنفيذ وسرعته، وفق المصادر، وقد بات واضحًا أن الخارج لن ينتظرنا إلى الأبد ولن يحمينا إذا لم نقم بواجباتنا، وبقينا نلوم إسرائيل على خروقاتها وننتظر منها خطوات، بينما هي باتت تضرب في قلب قطر. والمطلوب أيضًا، الخروج من مربع تدوير الزوايا والمسايرة التي لا ولن يقابلها "الحزب" إلا بمزيد من التشدد. وقد رأينا أن لا مكان للرمادية وأنصاف الحلول في مستقبل المنطقة. فإما يتم القضاء على الدويلة وكل مظاهر الفوضى التي ترافقها، من الكبتاغون إلى قطع الطرق على "اليونيفيل"، فتركب البلاد رحلة النهوض والتعافي كما حصل في سوريا، أو ستبقى غارقة في أزماتها والحروب. الوجهة التي سنسلكها يحددها مدى حزم الشرعية وصرامتها، تختم المصادر.

لارا يزبك - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا