الجيش يرفع سقف خطابه السياسي
لم يكن انفجار الوضع الأمني جنوبا أمرا عبثيا فالكل يعلم ان ما يجري هو في اطار الضغط الأميركي والاسرائيلي على الحكومة اللبنانية لمحاصرة حزب الله وسحب سلاحه وتفكيك مواقعه العسكرية، وليس عاديا أيضا ان الجيش رفع سقف خطابه السياسي ببيان عسكري أدان الخروقات الاسرائيلية التي وصلت الى 4500 خرق لمح فيه الى احتمال ان تتعرض خطة الجيش لانتكاسات، فماذا أخفى البيان العسكري في خلفياته وهل باتت خطة الجيش وعمل لجنة الميكانيزم في خطر؟
تؤكد مصادر سياسية ان الكلام الصادر عن القيادة في اليرزة كان واضحا ويحمل في طياته تلميحا الى امكانية فرملة خطة الجيش اذا استمر التصعيد الاسرائيلي على هذه الوتيرة مع اتهام مباشر لإسرائيل بعرقلة عمل الفرق العسكرية جنوب الليطاني .
وتوقف المراقبون عند ملاحظات كثيرة على هامش اجتماع الناقورة الذي عقد يوم الأحد الماضي في الشكل المضمون، فإجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار "الميكانيزم" لم يكن موفقا على صعيد النتائج او الخطوات المنوي اعتمادها في المرحلة المقبلة استكمالا لمسار سحب السلاح جنوب الليطاني.
وتؤكد مصادر سياسية مطلعة ان إجتماع الناقورة الذي شاركت فيه الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس جاء على وقع تصعيد اسرائيلي عنيف وغارات مكثفة غير مسبوقة منذ إنطلاق اجتماعات لجنة الميكانيزم، وهذا التصعيد انعكس ارباكا لدى المجتمعين وادى الى إلغاء الجولة الميدانية المقررة للجنة مما دفع مندوب لبنان الى التحفظ امام اللجنة على الخروقات المستمرة التي تشكل حاجزا امام استكمال الجيش مهامه.
وتقول مصادر مطلعة ان إجتماع الناقورة الأخير شكل نقطة تحول في موقف الجيش الذي قدم شرحا عسكريا وافرا ومفصلا لما تم إنجازه من خطوات تتعلق بالمرحلة الاولى من خطة السلاح الممتدة الى نهاية العام مع عرض بالأرقام والتفاصيل لحاجات الجيش لإنجاز الخطة.
وتشير التوقعات الى ان مهمة سحب السلاح من المخازن والمواقع دخلت في مرحلة "سباق" مع الوقت قبل الدخول في موسم الشتاء الذي يعيق عملية تفكيك المخازن وضياع المعالم الجغرافية، وينقل عن المطلعين على الوضع على الارض ان الفرق العسكرية تواجه تعقيدات ميدانية ولوجستية تتعلق بالنقص في التجهيزات والعديد والعتاد مما يعقد حركة الفرق العسكرية.
وتكشف مصادر خاصة ان مندوب لبنان في الاجتماع سجل اعتراضا حاد اللهجة على الخروقات الإسرائيلية ودعا اورتاغوس لممارسة ضغوط على اسرائيل لوقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط التي تحتلها لان بقاء الإحتلال واستمرار الخروقات الإسرائيلية يعيقان اي تقدم في عمل الجيش.
لهذه الاسباب تقول المصادر ان البيان الاخير للجيش كان عالي اللهجة وسببه ان الجيش عالق في الوسط بين الضغوط والإصرار الأميركي على تطبيق خطة سحب السلاح ومندرجات إتفاق وقف النار مقابل التصعيد الاسرائيلي الذي وصل الى ارتكاب مجازر بحق العائلات فيما الجيش ليس في وارد المواجهة مع بيئة تدفع يوميا شهداء.
ابتسام شديد -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|