عون مخاطبًا العالم : لبنان حسم خياره بأن يكون أرض حياة وفرح
لبنان كان حاضرًا بقوة أمس من على أعلى منبر دولي، ومستشهدًا بالدكتور شارل مالك "الذي أُعطيَ شرفَ رئاسةِ الجمعية العمومية للأمم المتحدة بين عامي 1958 و 1959، ممثلاً للبنان"، أعلن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن لبنان حسم خياره بأن يكون أرض حياة وفرح، ومنصة لهما إلى منطقته والعالم، لا أن يكون بؤرة موت ومستنقع حروب، ومنطلقاً لتفشيهما في كل جواره.
وشدد على المطالبة بوقف الاعتداءاتِ الاسرائيلية فوراً و"انسحاب الاحتلال من كامل أرضنا وإطلاق أسرانا، الذين لن ننساهم ولن نتركهم، وتطبيق القرار 1701 كاملاً. وذلك باستمرار تفويض قوات اليونيفيل في إطار شراكتها مع الجيش اللبناني، لفرض الأمن والاستقرار، لمرحلة انتقالية."
وكان قد أطلق عون صرخة باسم اللبنانيين أعلن فيها أن "لبنان ملّ الحروب ويرغب في العيش بسلام" ، ذلك خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي أكد أن موقف الأمم المتحدة واضح لجهة دعم الجيش اللبناني في المسؤوليات التي يتولاها. وأبدى تقديره العالي لجهود الحكومة اللبنانية والعمل على تعزيز دورها على الصعيد الأمني وحصر السلاح بالقوات المسلحة اللبنانية، وتفهمه للصعوبات التي مرّ بها لبنان، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مدرك أن الرئيس عون يعمل لما فيه خير لبنان ولتأمين مستقبل آمن ومستقر له.
وتحدث عن التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب لمدة عام، وانسحابها بعد سنة أخرى. وشكر الرئيس عون الأمين العام للأمم المتحدة على اهتمامه بلبنان وحرصه على مساعدته في كل المناسبات، ومساعيه في التجديد لقوات "اليونيفيل" في الجنوب، وأهمية بقائها للمحافظة على الاستقرار والهدوء، بالتنسيق المتواصل مع الجيش اللبناني، إلى حين تمكن الجيش من الانتشار على كامل الأراضي اللبنانية، وذلك بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها، منعًا لحصول أي مشكلات في هذا الجزء من لبنان.
وعرض رئيس الجمهورية للجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة النهوض بلبنان، ولقرارها بحصر السلاح بالقوات المسلحة اللبنانية. ووضع الرئيس عون غوتيريش في أجواء ما يشهده الجنوب من اعتداءات إسرائيلية وما ترتكبه إسرائيل من مجازر على غرار مجزرة بنت جبيل التي ذهب ضحيتها رب عائلة و3 أطفال، شارحًا أنها نفّذتها بعد انتهاء اجتماع لجنة الـ Mechanism، ما يعني عدم احترامها إعلان 27 تشرين الثاني 2024، وكل القرارات الدولية ومنها القرار 1701.
وطرح الرئيس عون تساؤلات حول الغاية من تعنت إسرائيل في البقاء في النقاط التي تحتلها في لبنان، خصوصًا وأن هذه النقاط لا تمثل أي أفضلية استراتيجية، في ظل التقدم التكنولوجي الذي يسمح بمراقبة كل التحركات وبدقة عالية من دون الحاجة إلى التواجد البشري لهذه الغاية.
وتطرق الرئيس عون إلى العلاقة بين لبنان وسوريا، مشيرًا إلى أنها باتت اليوم أفضل مما كانت عليه في المرحلة السابقة، وهناك تنسيق قائم على أعلى المستويات وخصوصًا في المسائل الأمنية وتأمين الحدود لمنع أي تهريب للأفراد أو السلاح أو المخدرات أو غيرها.
وكانت لقاءات جانبية بين الرئيس عون ورؤساء: سوريا أحمد الشرع، والعراق عبد اللطيف رشيد، وبولونيا كارول ناوروكي، وولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، وغيرهم من رؤساء الوفود.
زلزال براك وردّ بري وسلام
هذا في وقت لا تزال ارتدادات الزلزال الذي أحدثه كلام الموفد الأميركي توم براك عن لبنان والجيش اللبناني، تُحدِث تصدعات وتشققات في الجسم السياسي اللبناني الهش أصلًا.
وأحدث المواقف ما أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر أن ما صدر عن الموفد الأميركي في توصيفه للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة، توصيفٌ مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، لا بل مناقضٌ لما سبق وقاله. ومما قاله الرئيس بري "ما صدر عن الموفد الأميركي في توصيفه للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة، هو توصيفٌ مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، لا بل مناقضٌ لما سبق وقاله".
وتابع بري: "نؤكّد في هذا الإطار أنّ الجيش اللبناني، قائدًا وضبّاطًا ورتباء وجنودًا، هم أبناؤنا وهم الرهان الذي نعلّق عليه كلّ آمالنا وطموحاتنا للدفاع عن أرضنا وعن سيادتنا وحفظ سلمنا الأهلي في مواجهة أيّ عدوانٍ يستهدف لبنان، وأبدًا لن يكون حرس حدودٍ لإسرائيل، وسلاحه ليس سلاح فتنة، ومهامه مقدّسة لحماية لبنان واللبنانيين.
وقال بري: "نُجدّد تمسّكنا باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان، رئيسًا وحكومةً ومقاومةً، منذ اللحظات الأولى لنفاذه في السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، في وقتٍ تمعن إسرائيل في خرقه وعدم الوفاء بأيّ من الالتزامات التي نصّ عليها الاتفاق، لجهة الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، والسماح للجيش اللبناني بالانتشار بمؤازرة "اليونيفيل" وصولًا إلى الحدود الدولية في منطقة جنوب الليطاني".
رد الرئيس سلام لم يتأخر
رئيس الحكومة نواف سلام استغرب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير توم براك والتي تشكك بجدية الحكومة ودور الجيش. ومما قاله: "أؤكد أن الحكومة ملتزمة تنفيذ بيانها الوزاري كاملًا ولا سيما لجهة القيام بالإصلاحات التي تعهدت بها وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وحصر السلاح في يدها وحدها كما ترجمته قرارت مجلس الوزراء في هذا الخصوص. وفي هذا الصدد، كلّني ثقة أن الجيش اللبناني يضطلع بمسؤولياته في حماية سيادة لبنان وضمان استقراره ويقوم بمهامه الوطنية ومن ضمنها تنفيذ الخطة التي عرضها على مجلس الوزراء بتاريخ 5 أيلول الجاري.
اتهامات براك بمثابة إنذار
مصادر سياسية مطلعة أبدت خشيتها من أن تكون مواقف براك بمثابة إنذار يمهد الطريق لتوفير غطاء سياسي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لتوسيع حربه على لبنان بحجة عدم التزام تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، واستحالة الضغط على نتنياهو في المقابل، لفرض التزامه خطوات الورقة الأميركية التي حظيت بموافقة لبنان.
جعجع: سلاح "حزب الله" يعطيه ثقلًا سياسيًا أكبر في الداخل
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعتبر أن الأحداث في لبنان أظهرت بما لا يقبل الشك، أن السلاح لا يؤثر بأي شيء. جُلّ ما فيه أنه يعطي "حزب الله" ثقلًا سياسيًا أكبر في الداخل اللبناني.
السفير البخاري والدعم للرؤساء
السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني السعودي، اعتبر أن "موقف المملكة في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه".
وتابع: "نجدد دعمنا لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ولرؤية رئيس الحكومة الإصلاحية، ونثمن دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في تقريب وجهات النظر وتعزيز المسار الوطني اللبناني".
اعتراض دورية لـ "اليونيفيل"
شهد الجنوب مزيدًا من الاعتداءات على قوات "اليونيفيل"، وفي هذا الإطار، اعترض عدد من "المدنيين" في بلدة الشهابية دورية تابعة لـ "اليونيفيل" دخلت من دون مرافقة الجيش.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|