الصحافة

"صوتك رصاصة" هكذا سيخوض "الحزب" حملة الانتخابات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع اقتراب الانتخابات النيابية 2026، يدخل “حزب الله” هذا الاستحقاق تحت شعار السلاح قبل أي برنامج انتخابي، محوّلًا ترسانته العسكرية إلى حجر الزاوية في خطابه وأداته المركزية لفرض معادلاته. “الحزب”، الذي يرفض أي قرار يضع سلاحه تحت سلطة الدولة، يوظّف قوته الميدانية كأداة ضغط مباشرة لتوجيه مسار الانتخابات ورسم حدود اللعبة السياسية بما يخدم مشروعه. وفي ظل هذا الواقع، تصبح صناديق الاقتراع واقعة تحت ظل السلاح، فيما يبقى النظام الديمقراطي اللبناني أسيرًا لمعطيات القوة، ما يجعل من الاستحقاق الحالي اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على فرض سيادتها .

جدلية مشاركة المغتربين

تتصدر مسألة مشاركة المغتربين أبرز القضايا الانتخابية. فالثنائي الشيعي، يتمسك بحصر تمثيلهم بستة مقاعد، بينما تطالب قوى سياسية أخرى بمنحهم حق التصويت الكامل لاختيار النواب الـ 128، خصوصًا القوى السيادية. وتعتبر هذه القوى أي محاولة لتقليص أصوات المغتربين تراجعًا عن الدستور وحرمانًا لشريحة واسعة من اللبنانيين من حقهم في تقرير مستقبل بلدهم.

,أكدت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أن توجّه “الحزب” لتقليص دور المغتربين يأتي ضمن استراتيجية لتعزيز نفوذه الانتخابي وتقليص فرص الأصوات المستقلة. وفي موازاة ذلك، يعتمد “الحزب” خطابًا هجوميًا ضد الحكومة اللبنانية، يترافق مع تحركات عملية توحي بأن الهدف الفعلي قد يكون عرقلة الانتخابات أو تأجيلها، ما يمهّد لمرحلة انتخابية مشحونة بالتوتر والانقسامات .

حملة “صوتك رصاصة”

وتكشف مصادر جنوبية لـ “نداء الوطن” أن “الحزب” يستعد لإطلاق حملته الانتخابية تحت شعار “صوتك رصاصة”، في محاولة لتغليف الاقتراع بغطاء شرعي وديني يتجاوز كونه ممارسة ديمقراطية اعتيادية. ومن خلال هذا الشعار، يسعى “الحزب” إلى تصوير التصويت كامتداد لمعركة وجودية مع خصومه، لا كمجرد منافسة انتخابية، ما يعكس استراتيجيته في استخدام الرموز الدينية والسياسية لتكريس الولاء الداخلي .وتضيف المصادر أن الماكينة الانتخابية لـ “الحزب” تركز على حماية قاعدته الشعبية من أي اختراق محتمل، مستغلة المناخ الديني والعقائدي لتثبيت ارتباط الجمهور بمشروعه السياسي، مستندة إلى خطاب متشدد يصوّر القوى السيادية كخصم داخلي يسعى إلى تقويض “المقاومة” ويخدم مصالح الخارج، ما يجعل عملية التصويت اختبارًا للولاء أكثر منها خيارًا ديمقراطيًا حرًا .

تحرك مبكر ورسائل متعددة

يرى مراقبون أن دخول “الحزب” المبكر إلى المعركة، لا يعكس رغبة حقيقية في إجراء الانتخابات في موعدها، بقدر ما يهدف إلى تثبيت معادلة سياسية مرتبطة بملف السلاح وحضوره الإقليمي. فـ “الحزب” يتصرّف وكأن الانتخابات ليست مجرد منافسة على مقاعد نيابية، بل هي جزء من صراع استراتيجي يرسخ موقعه السياسي داخليًا وخارجيًا. ومن خلال هذا المسار، يوجّه رسائل مزدوجة: إلى الداخل، لإظهار أنه قوة منظمة لا يمكن تجاوزها، وإلى الخارج، خصوصًا المجتمع الدولي، لتأكيد أن أي مسار سياسي في لبنان سيبقى مرتبطًا بقراره، ما يزيد من ضبابية الوضع السياسي قبل الاستحقاق.

تصدّع التحالفات التقليدية

في المقابل، يعيش “حزب الله” أزمة في تحالفاته السياسية. فالأحزاب والشخصيات التي شكّلت معه جبهة متينة في مراحل سابقة بدأت تنأى بنفسها تدريجيًا، خصوصًا في الساحتين السنية والمسيحية، حيث يسعى عدد من النواب إلى فك ارتباطهم به خشية أن يُفسَّر استمرار التحالف بأنه قبول بشرعية السلاح خارج إطار الدولة.

هذا التباعد يضع “الحزب” أمام تحدّ مزدوج: الحفاظ على شبكة تحالفاته التي تمنحه غطاءً وطنيًا، ومواجهة خطر الانكفاء إلى بيئته الضيقة إذا استمر الانفصال من شركائه. وبذلك، قد يدخل الانتخابات بأقل قدر من الحلفاء مقارنة بالدورات السابقة، ما يعزز الطابع الطائفي والمعزول لتحركه السياسي، ويضع مصير الانتخابات في مرمى تأثير سلاح “الحزب” وموازنات القوى الداخلية .

استحقاق مفصلي

كل هذه العوامل تجعل انتخابات 2026 محطة مفصلية في تاريخ لبنان الحديث. وشعار “صوتك رصاصة” يتجاوز حدود الدعاية الانتخابية، ليصبح عنوانًا لصراع عميق على هوية لبنان ودوره. فكل صوت انتخابي هذه المرة لا يحدد فقط خريطة المجلس النيابي، بل يقرر ما إذا كان لبنان سيتجه نحو دولة مؤسسات قادرة على استعادة سيادتها، أم نحو تكريس واقع تتحكم فيه قوة السلاح على حساب الديمقراطية، ما يجعل هذا الاستحقاق استثناءً في تاريخ الانتخابات اللبنانية .

طارق أبو زينب - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا