"مستعدون لأقصى التحديات"... قاسم للحكومة: فكّروا خارج الصندوق!
التقت بقائد الجيش.. ماذا كشفت "التايم" عن لبنان؟
نشرت مجلة "التايم" الأميركية تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مسألة نزع سلاح "حزب الله" في لبنان، طارحة سؤال أساسياً عما إذا كانت لدى لبنان القدرة على تجريد الحزب من سلاحه أم لا.
ويقولُ التقرير إنه في وقت سابق من هذا الشهر، أقرّت الحكومة اللبنانية خطة الجيش المدعومة من الولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله، ومن المقرر أن يبدأ الجيش اللبناني تنفيذ الخطة هذا العام فيما يصفه المسؤولون بـ"اللحظة الحاسمة ".
وأضاف: "القرار تاريخيٌّ بكل معنى الكلمة. مع ذلك، كان من المستحيل تحقيقه لو لم يتلق حزب الله خسائر أمام إسرائيل خلال الحرب الأخيرة عليه عام 2024، ولو لم ينهار نظام بشار
الأسد السوري - الراعي القديم لحزب الله وحليف إيران - في كانون الأول 2024. ولكن، فإن لبنان يُفكّر في فرصةٍ تاريخيةٍ لاستعادة استقلاله في شؤون الحرب والسلم، وإعادة بناء مؤسسات دولته.
ويتابع التقرير: "السؤال المطروح الآن والذي يُهيمن على النقاش العام في لبنان هو كيف سيتمكن الجيش اللبناني فعليًا من نزع سلاح حزب الله؟ وهل يمتلك الجيش الدعم السياسي والقوة العسكرية الكافية لأداء هذه المهمة دون المخاطرة باندلاع حرب أهلية؟".
يقولُ كاتب التقرير بلال صعب إنه "بحثاً عن إجابات، التقى بقائد الجيش رودولف هيكل خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان"، وأضاف: "لقد التقيت بهيكل في مكتبه باليرزة لبضع ساعات، وناقشنا استراتيجيته العسكرية بالتفصيل، بالإضافة إلى مخاوفه المختلفة".
ويضيف: "يرى بعض النقاد أن استراتيجية هيكل تنطوي على مخاطر. في المقابل، وبينما يرى آخرون أنها ليست جريئة بما يكفي لأن خطة نزع السلاح لا تتضمن جدولاً زمنياً واضحاً أو محدداً، إلا أنني أجدها حكيمة استراتيجياً، وسليمة تكتيكياً".
وقال: "ترسم الاستراتيجية ثلاثة سيناريوهات رئيسية، مع مخطط تفصيلي وجدول زمني لكل منها. يفترض السيناريو الأول عدم تعاون حزب الله، بل وحتى مقاومة مسلحة، كما يفترض عدم تقديم أي تنازلات من إسرائيل، التي لا تزال تحتل 5 قمم تلال في جنوب لبنان، وتصر على إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية، كجزء مما وصفه وزير دفاعها باستراتيجية ردع لحماية التجمعات الشمالية من إطلاق الصواريخ".
وأضاف: "أما السيناريو الثاني فيتبع نسخة من الوضع الراهن، حيث يقوم الجيش اللبناني بتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله جنوب نهر الليطاني، في حين تغض الجماعة الطرف وتحافظ القوات الإسرائيلية على مواقعها. على السيناريو الثالث فينص على تحول حزب الله إلى حزب سياسي عادي من دون سلاح، وموافقة إسرائيل على الخطة المدعومة من الولايات المتحدة وإخلاء الأراضي اللبنانية".
وأكمل: "كثيرون في لبنان يرون أن الاحتمال الثالث صعب التحقق جداً، لأن حزب الله يعتبر إلقاء سلاحه انتحاراً سياسياً. لقد نجح الحزب على مر السنين في ربط مسألة سلاحه بهويته ومصير الطائفة الشيعية اللبنانية التي كانت تعاني من التهميش. في غضون ذلك، لا يتوقع الكثيرون انسحاب إسرائيل من الجنوب نظراً لسلوكها العسكري المتهور في المنطقة مؤخراً".
ويوم أمس الخميس، شنت إسرائيل غارات عنيفة استهدفت عدداً من البلدات في جنوب لبنان، معلنة أن القصف طال بنى تحتية لـ"حزب الله". بدورها، الدولة اللبنانية استنكرت ما حصل، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها.
وفق التقرير، "يخشى الجميع في لبنان السيناريو الأول، وهو سيناريو سيبذل القادة اللبنانيون، والجنرال هيكل، قصارى جهدهم لتجنبه. لكن بالنسبة لحزب الله، فإن الصدام مع الجيش اللبناني ليس خياراً بلا ثمن، ويمكن للأخير في المقابل أن يكلف الحزب ثمناً باهظاً. في الواقع، فإن الجيش اليوم بقدرات أفضل بفضل سنوات طويلة من الدعم العسكري الأميركي، بينما حزب الله ضعيف بشدة. لكن السبب الأهم الذي يدفع حزب الله إلى تجنب الصدام مع الجيش اللبناني هو أن ذلك سيُخالف رغبات غالبية المجتمع اللبناني، التي تدعم الجيش والحكومة الجديدة. سيكون ذلك وصفةً للعزلة التامة والخروج من الحكومة. هناك بالفعل غضبٌ واضحٌ تجاه حزب الله لجرّه البلاد إلى حربٍ مدمرة أودت بحياة الآلاف".
وقال: "السيناريو الثاني هو الأرجح، ولكن لتحقيق أقصى قدر من الفعالية، يحتاج الجنرال هيكل بشدة إلى مزيد من الموارد. وحتى في السيناريو الأمثل لتعاون حزب الله، قدّر هيكل أن الجيش اللبناني قد يحتاج ما بين 12 و 16 شهراً لنزع سلاح البنية التحتية العسكرية للحزب بالكامل".
وتابع: "بالإضافة إلى الدعم السياسي، تتطلب استراتيجية هيكل دعماً عسكرياً أميركياً قوياً. لم يضطر الجيش قط للدفاع عن حدوده الجنوبية وإدارة حدوده الشرقية غير المرسومة مع سوريا، مع ضمان السلم الأهلي في الوقت نفسه".
وقال: "برفقة نائب المبعوث الأميركي الخاص مورغان أورتاغوس، التقى قائد القيادة المركزية الأميركية الجديد، الأدميرال برادلي كوبر، مع هيكل لاستعراض استراتيجية الجيش واحتياجاته، وعلى رأس هذه الاحتياجات زيادة التمويل لنشر المزيد من القوات اللبنانية على طول الحدود، وأنظمة الاستخبارات وتحليل البيانات، بما في ذلك الطائرات المسيرة وقدرات الذكاء الاصطناعي، والمركبات التكتيكية والاستطلاعية، والمروحيات. ويُعدّ قرار البنتاغون الأسبوع الماضي بالموافقة على مساعدات عسكرية بقيمة 14.2 مليون دولار خطوة إيجابية".
وتابع: "كلما كانت القوة التي يستطيع هيكل نشرها أكثر قدرة، كلما زادت ثقة الشعب اللبناني ــ والولايات المتحدة ــ في قدرات الجيش. ورغم كل التعقيدات السياسية، يبقى محور الاهتمام هو الجيش اللبناني، الذي يجب أن يضمن الاستقرار في بلدٍ متنوعٍ دينياً. إذا عجز الجيش عن أداء هذه المهمة، فسيكون القرار التاريخي بنزع السلاح بلا جدوى".
واستكمل: "في الوقت نفسه، يُعدّ البُعد الإسرائيلي بالغ الأهمية. يجب على واشنطن أن تُصرّ على موافقة تل أبيب على الاقتراح الأميركي الذي تحوّل إلى خطة لبنانية. فبدون ذلك، ستكون مهمة هيكل أصعب بعشر مرات. صحيح أن حزب الله كان له دورٌ أساسي في إجبار إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، لكن حججه للاحتفاظ بسلاحه غير شرعية، فقد فشل اليوم في الدفاع عن لبنان وجلب الدمار عليه. ومع ذلك، كلما طالت مُضيّ إسرائيل في عرقلة خطة نزع سلاح حزب الله، قلّ تقبّل معظم شيعة لبنان لها".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|