الصحافة

جميل السيّد يفضح "حزب الله" ومنظومته الفاسدة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما يسقط الطغاة تتسارع منظوماتهم وأبواقهم إلى الانهيار، وتحت وطأة وهول الضغوطات يفقدون القدرة على إدارة أزلامهم ومكانتهم والعاملين في صفوفهم.

هذا حال "حزب اللّه" اللبناني مع اقترابه من نقطة الانهيار ووصوله إلى حافة الضياع على المستوى السياسي إثر تلقيه ضربات عسكرية أميركية إسرائيلية أطاحت بمنظومة الأسلحة الصاروخيّة لديه، وضربات سياسية دمّرت فريقه وأبعدته عن دائرة القرار.

وإذا كان "حزب اللّه" يرفض الاعتراف بالهزيمة العسكرية الواضحة ويتمسّك بسلاحه الداخلي لغاية في نفس خامنئي، إلّا أن نتائج الضربات السياسية الواضحة والمثبتة لا يمكنه التنصّل منها وهي بدأت مع انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون ولم تنته بقرار الحكومة في 5 أيلول المنصرم، وبين كلّ هذه الهزائم، تراجع ملحوظ وخوف مصحوب بحملات تخوين وحرب ضروس على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها فريق إيرانيّ الهوى لبنانيّ الجنسية.

بين هؤلاء، برز من هو أعلى مرتبة وانتماؤه ليس لإيران بل هو أسديّ المنهج والمدرسة، وهو اليوم نائب في البرلمان اللبناني بعدما كان لسنوات طويلة المسؤول الأبرز عن اعتقال وتعذيب عشرات اللبنانيين السياديين المناهضين للاحتلال السوري للبنان. ولأن هذا النائب يعرف ما يقول ولا يختلف اثنان على قدراته وذكائه الشرير، يبدو واضحًا أنه أراد إطلاق رصاصة الرحمة على "حزب اللّه" وعلى عدد كبير من السياسيين والضباط والقضاة والإعلاميين. فهل يكون جميل السيّد يهوذا "حزب اللّه" مع حرصنا على عدم تشبيه "الحزب" بالمسيح ويسلّم رقبة "الحزب" ورقاب المنتفعين على منصة "إكس" عوضًا من بستان الزيتون؟

في هذه التغريدة، يقول السيّد: "كيف ترُدّ على السفَلَة وتشفي صدور قومٍ مؤمنين؟! ‏على "حزب اللّه" أن ينشر فورًا لائحة بأسماء السياسيين والإعلاميين والقضاة والضباط وغيرهم الذين تلقوا منه موازنات وأموالًا ومنافع وظيفية وخدماتية واستفادوا بسمسرات وحمايات وغيرها على مدى سنوات عديدة، ‏وهذا النشر ليس انتقامًا من هؤلاء الذين انقلبوا عليه، بل نصيحة لمن يستخدمهم اليوم بأن الذين اغتنوا وخانوا هنا سيخونونك هناك…".

هذا ليس شفاء لصدور المؤمنين يا جميل، هذا الشفاء لقلوب آلاف اللبنانيين الذين تعبوا وهم يقولون إن السلطة القضائية في لبنان والأمنية والسياسية والإعلامية منخورة بالفساد وبالتحديد فساد "حزب اللّه" الذي اشترى ويشتري النفوس بالترغيب والترهيب.

هذه التغريدة من أحد أبرز العارفين بارتكابات "حزب اللّه" بسبب قربه من أصحاب القرار في سوريا على عهد الأسد وبسبب علاقته الممتازة التي ربطته لسنوات بالأمين العام السابق لـ "حزب اللّه" السيد حسن نصراللّه، الذي كان يترك وعلى الرغم من رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري، مقعدًا شيعيًا شاغرًا في البقاع لجميل السيد، ويدعمه بكلّ ما يلزم وفاء لدعمه اللامحدود لـ "الحزب" وللسوريين يوم كان مديرًا عامًا للأمن العام.

وبسبب أهمية المغرّد وقربه من "الحزب" وعلمه بالخفايا، وُجب على القضاء التدخل لمعرفة الأسماء وكشفها للرأي العام. فكم من قاضٍ ارتشى وحكم بحسب ما دُفع له وظلم كثيرين، وهنا يجب إعادة المحاكمات لعودة الحقوق إلى أصحابها. وكم من ضابط وُضع في موقع حسّاس سهّل التهريب وركّب الملفات وخان قسمه الوطني وضميره الإنساني طمعًا في مال إيرانيّ حرام. وكم من سياسيّ وهم كثر، باع ضميره وسهّل لـ "حزب اللّه" تحقيق حلمه الإيراني عبر إقرار قوانين واستعمال نفوذ. وكم من إعلاميّ ارتهن بالكلمة والصوت والموقف لمشروع فارسيّ وتنعّم لسنوات وسنوات بالمال الإيراني؟

هذه يا سعادة السيّد ليست فضيحة لصالح "حزب اللّه" بل هي جريمة موصوفة اتهمته بها علنًا، فإذا كنت لا تعرف فتلك مصيبة أما إن كنت عارفًا، وهذه قناعتي، فالمصيبة أعظم.

وهنا نطالب المعنيّين، وأوّلهم النواب الحاليون، والكتل النيابية والسيادية بالتحديد، بعدم التساهل مع هذه التغريدة والمطالبة برفع الحصانة عن جميل السيّد لمساءلته وتبيان الحقيقة لأن ما كتبه سيستدعي استنفارًا أمنيًا من "حزب اللّه" لطمس الحقيقة ومحاولة تأويل المكتوب أو سيعتبرون تغريدة السيد تعنيه ولا تعنيهم محاولين إقفال الموضوع وعدم الغوص في تفاصيله. ونطالب رئيس الحكومة القاضي نواف سلام بمتابعة تداعيات هذا الكلام الخطير والذي يفتح الباب على الكثير من ارتكابات "حزب اللّه" ونسأل رئيس الجمهورية جوزاف عون ملاحقة الموضوع لنصل إلى خواتيم واضحة في أسماء الراشين والمرتشين ويُعطى كل ذي حقّ حقّه.

رامي نعيم -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا