"فورين أفيرز": الإدارات الأمريكية زرعت الوهم و"الأكاذيب" بالشرق الأوسط
رأت مجلة "فورين أفيرز"، أنه على مدى عقود، كرَّرت الولايات المتحدة وعودًا دبلوماسية "جوفاء" حول قدرتها على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لكنها فشلت في تحقيق أي نتائج ملموسة، على حد تعبير التقرير.
وكشف التقرير، أن المسؤولين الأمريكيين لطالما أعلنوا وبشكلٍ متكرر قرب وقف إطلاق النار في غزة، وحرص واشنطن على حماية المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإمكانية التوصل إلى اتفاقات تاريخية، إلَّا أن هذه التصريحات لم تتحقق على أرض الواقع.
أخفقت في تفسير المعلومات
وأكد أن الإدارة الأمريكية امتلكت المعلومات اللازمة لفهم الواقع، لكنها أخفقت في تفسيرها أو تعاملت معها بطريقة مغلوطة؛ ما أدى إلى سلسلة متكررة من الفشل في الشرق الأوسط، وبدءًا بأخطاء تقديرات الاستخبارات حول مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، مرورًا بتجاهل علامات صعود حماس وفوزها في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، وصولاً إلى المفاجآت في أفغانستان وسقوط الأسد في سوريا، تكرر الفشل الأمريكي بلا محاسبة حقيقية.
وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها المجلة فإن "المسؤولين الأمريكيين استمروا في تكرار وعودهم رغم علمهم بفشلها، وهو ما حوّل الأوهام المتكررة إلى أكاذيب مقصودة".
وأضافت أن "إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أعلنت مرات عدة التزامها بحل الدولتين ووقف العنف، رغم معرفتها بأن أي تقدم أصبح مستحيلاً، وهذه الأكاذيب، كانت جزءًا من إستراتيجية مستمرة لتغطية الفشل، لكنها أسهمت في فقدان مصداقية واشنطن بين القوى الإقليمية"، وفقًا لتقرير المجلة.
تضارب السياسات الأمريكية
ويرى الخبراء أن الأزمة لا تقتصر على وعودٍ فارغة، بل تشمل تضارب السياسات الأمريكية نفسها؛ فقد تبنَّت الولايات المتحدة في أحيان كثيرة مواقف متناقضة: دعم إسرائيل عسكريًّا دون أي شرط، وفي الوقت ذاته الإعلان عن حرصها على حماية المدنيين الفلسطينيين، ودعم عمليات المعارضة المسلحة في بعض الدول، بينما تدعم الأنظمة المستبدة في دولٍ أخرى، وهذا التضارب أضعف مصداقية واشنطن، وجعل الأطراف الإقليمية تتصرف وفق مصالحها الخاصة، متجاهلةً التصريحات الأمريكية.
والنتيجة، كما يوضح التقرير، هي تآكل النفوذ الأمريكي؛ فالقوى الإقليمية، سواء إسرائيل أو الفصائل الفلسطينية أو جهات أخرى، لم تعُد تأخذ التصريحات الأمريكية على محمل الجد، وبدأت تتصرف وفق مصالحها المباشرة، متجاهلةً التزامات واشنطن، كما أن العمليات العسكرية والضغوط الأمريكية لم تحقق التغيير المتوقع، بل أسهمت أحيانًا في تعزيز مواقع الفصائل المحلية أو صعود قادة جدد كما حدث في سوريا أو مع الحوثيين.
الخطاب الإيجابي إلى سياسة ثابتة
خبراء السياسة يرون أن الإدارات الأمريكية حولت التفاؤل والخطاب الإيجابي إلى سياسة ثابتة، بغض النظر عن الواقع؛ ما خلق فجوة بين الكلمات والأفعال، وهذا النمط، كما يشير مراقبون، أصبح علامة مميزة للسياسة الأمريكية في المنطقة: وعود لا تُحقِّق نتائج، وتضارب في المواقف، وأكاذيب متكررة تؤدي إلى فقدان السلطة والنفوذ الفعلي.
في النهاية، يكشف التقرير أن مشكلة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليست مجرد أخطاء فردية، بل أزمة مؤسسية عميقة، خصوصًا أن الأكاذيب المتكررة وتضارب السياسات أسهما في تآكل النفوذ الأمريكي، لتصبح التصريحات الرسمية مجرد كلام لا يغير الواقع؛ ما يضع واشنطن في موقف هشٍّ أمام التحديات الإقليمية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|