جوزاف عون والحلم الذي أقلق "الممانعة"
لم تمرّ مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الذكرى الثالثة والأربعين لاغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل مرور الكرام. فالكلمات التي قالها عن الحلم اللبناني الذي حاول الاغتيال طمسه لكنّه لم يمت، فجّرت حملة مركّزة شنّها ذباب الممانعة على مواقع التواصل الاجتماعي، في مشهدٍ أعاد إلى الواجهة الصراع على هوية لبنان وروايته الوطنية.
عون الذي شدّد على أنّ اغتيال الجميّل لم يكن مجرد تغييب لرئيس منتخب أو زعيم سياسي، بل محاولة لقتل فكرة لبنان الحر والمستقل، أطلق رسائل أبعد من إحياء ذكرى. فهو قدّم نفسه حارساً لذاكرة وطنية تحاول الممانعة طمسها منذ عقود، وأعاد التذكير بأن لبنان الذي آمن به بشير الجميّل، دولة قوية بمؤسساتها وعادلة في قوانينها، ما زال ممكناً إن توافرت الإرادة.
لكن ما أثار غضب خصومه لم يكن النص بحد ذاته، بل رمزيته. فإحياء الحلم بدولة السيادة والمؤسسات يتناقض جذرياً مع مشروع الممانعة القائم على إبقاء لبنان ساحة مفتوحة لصراعات المحاور. من هنا جاء الردّ على شكل حملة تشويه وتخوين عبر الذباب الإلكتروني، الذي حاول تصوير كلام الرئيس وكأنّه استفزاز، بدل أن يكون استعادة لثوابت وطنية لا تزال تعني كثيرين من اللبنانيين.
اللافت أنّ الضجيج الافتراضي لم يفلح في إخفاء الرسالة الأساسية: أنّ فكرة الدولة لا تموت، وأن هناك من ما زال يجرؤ على قول ذلك من موقع الرئاسة. وهذا ما جعل الحملة تكشف أكثر مما أخفت، إذ أظهرت حجم القلق لدى الممانعة من أي خطاب يعيد الاعتبار إلى لبنان السيد الحر المستقل.
في الجوهر، ما قاله جوزاف عون هو إعلان تمسّك بخيار تاريخي يذكّر اللبنانيين بأن هناك طريقاً آخر غير الانهيار والتبعية. والحملة التي استهدفته تؤكد أنّ معركة الأفكار في لبنان لا تقل ضراوة عن المعارك السياسية والأمنية. بين لبنان الذي يريدونه ساحة، ولبنان الذي يصرّ آخرون على إبقائه وطناً، يستمر الصراع، ويعود السؤال الدائم إلى الواجهة: أي لبنان سنتركه للأجيال المقبلة؟.
داود رمال – "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|