"فعّالة وبصمت"... الحجار: توقيف مجموعات إرهابية وعملاء لإسرائيل بعمليات استباقية
3 رسائل مترابطة للرئيس عون في قمة الدوحة
تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة مع انعقاد القمة العربية - الإسلامية الاستثنائية التي تحمل أبعادا غير تقليدية في سياقها وتوقيتها ومضمونها، إذ تنعقد في ظل عدوان إسرائيلي على قطر، عبر استهداف قادة من حركة «حماس» في الدوحة، بما يمثل تجاوزا لكل الخطوط الحمراء الإقليمية والدولية. كما ان هذه القمة تضع العرب والمسلمين أمام استحقاق مصيري يتصل بمستقبل التضامن الجماعي، وبقدرة الدول المعنية على صياغة موقف واحد حازم يواجه الخطر الإسرائيلي المتزايد ويعيد الاعتبار لمبدأ السيادة الوطنية، وهذا ما يشكل مدخلا أساسيا لدور لبنان فيها.
وقال مصدر سياسي لبناني رفيع لـ«الأنباء»: «لبنان الذي يعاني منذ سنوات من أزمات متشابكة اقتصادية وسياسية وأمنية، يجد في هذه القمة مساحة لإعادة طرح ثوابته الوطنية أمام الأشقاء العرب والمجتمع الدولي. ومن هذا المنطلق، يستعد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لإلقاء كلمة تحمل في جوهرها ثلاث رسائل مترابطة: أولها التشديد على ضرورة التمسك بالتضامن العربي والإسلامي كشرط واقعي لحماية الدول المستهدفة والضعيفة، بما في ذلك لبنان نفسه. ثانيها المطالبة الواضحة بضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط التي لاتزال تحتلها على الأراضي اللبنانية، من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وصولا إلى الجزء الشمالي من بلدة الغجر، باعتبار أن استمرار الاحتلال ينسف أي فرصة لاستقرار مستدام. أما الرسالة الثالثة فتتمثل بالدعوة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل في خرق واضح للقرار 1701 واتفاق وقف الاعمال العدائية».
وأضاف المصدر: «هذه النقاط ليست جديدة على الخطاب الرسمي اللبناني، لكنها في السياق الحالي تأخذ بعدا أوسع، إذ إن انعقاد القمة على أرض قطر، الدولة التي تعرضت مباشرة لعدوان إسرائيلي، يمنحها زخما مضاعفا، ويجعل من خطاب الرئيس عون تعبيرا عن تطابق المظلومية اللبنانية ـ القطرية في مواجهة انتهاكات إسرائيل. كما أن التذكير بتمسك لبنان بمبدأ «حصرية السلاح بيد الدولة» يندرج في خانة إعادة تأكيد الالتزام الداخلي بالمشروع الوطني الجامع، والرد على الاتهامات الإسرائيلية المتكررة بأن لبنان يتبنى سياسة ازدواجية في مسألة السلاح».
وأوضح المصدر ان «الجانب الأهم في مشاركة لبنان هو أنه يسعى إلى توظيف القمة كمنبر سياسي لإعادة إدراج قضيته على جدول الاهتمام العربي والإسلامي. فقضية الاحتلال والاعتداءات لم تعد شأنا لبنانيا صرفا، بل باتت مرتبطة بمنظومة التهديد الإسرائيلي الشامل الذي لا يستثني دولة عربية أو إسلامية، وهذا ما أثبته العدوان الأخير على قطر. لذا فإن الموقف اللبناني يتجاوز البعد الدفاعي التقليدي».
ورأى المصدر انه «إن الرهان اللبناني سيكون على تحويل القمة إلى فرصة لتجديد الالتزام بالوحدة، وإلى محطة لإعادة تأكيد أن أي عدوان على دولة عربية هو عدوان على الجميع. هنا يكتسب لبنان مكانته التاريخية، كون موقعه الحدودي المتقدم مع إسرائيل يجعله خط الدفاع الأول عن المشرق العربي، وبالتالي فإن أي دعم له هو دعم للأمن القومي العربي برمته».
من هنا، تغدو كلمة الرئيس عون بمثابة امتحان جديد لمدى قدرة لبنان على لعب دور يليق بتاريخه وموقعه، على رغم كل ما يمر به من أزمات. إنها لحظة اختبار للإرادة العربية والإسلامية مجتمعة، وللإرادة اللبنانية في آن، في مواجهة مشروع إسرائيلي لا يميز بين الدوحة وبيروت، ولا بين غزة ودمشق. وبالتالي، فإن قمة الدوحة قد تشكل فرصة استثنائية لإعادة إنتاج خطاب عربي ـ إسلامي جامع، يكون للبنان فيه صوت صريح وواضح، يربط بين حماية سيادته وتحصين التضامن العربي في مواجهة خطر واحد ومشترك.
داود رمال - الانباء الكويتية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|