" القطبة الاسرائيلية " بافتتاح سد النهضة الأثيوبي وتهجير الغزيين عبر مصر

تبع عملية طوفان الأقصى كلاما اسرائيليا ، توزع بين شعبي -ديني ورسمي تمحور حول ضرورة تهجير ابناء قطاع غزة ، والى جانب وزراء حكومته المطالبين بترحيل فلسطينيي قطاع غزة ، استشهد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو بهدف التسهيل لعملية التهجير ، بما شهدته كل من اوكرانيا ، سوريا ، الصومال والسودان ...من تهجير لملايين المواطنين ، دون ان يلاقي الأمر ردات فعل دولية وانسانية ، على غرار المواقف التي تعارض تهجير ابناء القطاع الفلسطيني ...
واسقاطا لمشروع تهجير ابناء القطاع ، سارعت مصر الى اتخاذ اجراءات عسكرية مكثفة بهدف منع لمغادرة الفلسطينيين الى مصر ، لأن حصول هذه الخطوة اذا ما حصل يشكل حكما طيا لصفحة القضية الفلسطينية والتي قد تستتبع بتهجير ابناء الضفة الغربية الى الأردن ..

كانت واضحة مواقف وتحركات كل من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، الذي زار البيت الابيض مرار للاستعانة بالولايات المتحدة لاسقاط هذا المخطط ،والذي هو بمثابة لعبة الدومينو وفق المراقبين ، لكون سقوط النظام الأردني لصالح دولة فلسطينية له تداعيات على انظمة المنطقة ،ويعتبر حاليا متراسا امامها وهي تعي ذلك ...

ومن الجانب المصري كان الرئيس السيسي ،الذي هو على علاقة باردة مع نظيره الأميركي الذي لم يزوره في البيت الأبيض ،جد حازما بعدم السماح لاسرائيل بأن تهجر فلسطينيي القطاع الى مصر ، فاتحا المعابر للحالات الطبية والانسانية فقط ، وكلف الجيش باتخاذ كل الاجراءات لعدم السماح بتهجير الفلسطينيين اليها ، بتكثيف الحضور العسكري ومشددا كما اعلن مرارا بعدم السماح بأي خرق ، لا سيما ان نتانياهو لا يزال يردد بأن اسرائيل تسهل الخروج لمن اراد انما مصر هي التي تغلق معبرها لدخولهم الى مصر، منتقدا بقاء المعبر من الجانب المصري ، مفتوحا للحالات الانسانية والطبية فقط وادخال المساعدات ...

في ظل هذا الواقع اتى تدشين اثيوبيا منذ عدة ايام لسد النهضة ، وهي الدولة التي لديها علاقات عسكرية وسياسية جيدة مع اسرائيل ، في مقابل علاقة متوترة بين القاهرة وبين اديس ابابا ، لعدم مراعاتها الحقوق المصرية في هذه المياه ، فيؤدي تخزين كميات منها في سد النهضة واستعماله من قبل اثيوبيا دون مراعاة الحقوق الدولية للمياه العامة ،الى تراجع منسوب نهر النيل وانعكاس الأمر سلبا على الأراضي والسهول والمصالح واستعمال المياه لعدة غايات ،التي يغذيها منذ الاف السنوات ،على ضفافي امتداده داخل مصرعلى مدى 1530 كلم حتى وصوله الى مصبه على البحر المتوسط .

وفي ظل اصرار اسرائيل على تهجير ابناء غزة واصرار الرئيس السيسي لصد هذا المخطط ، يعتبر افتتاح سد النهضة على وقع اعتراضات مصرية اتخذت بعدا دوليا، اثر تحول القاهرة الى المراجع الدولية لحفظ حقوقها وحصتها التاريخية والطبيعية في نهل النيل ، كون اثيوبيا تجاهر بأن حقوقها مغايرة لما تحدده لها مصر .

وقد بدا واضحا بأن حجم العلاقة بين اثيوبيا وبين اسرائيل التي ساعدت اديس ابابا في بناء سد النهضة ،بأن تل ابيب حاضرة بقوة ولها تأثيرها الاقتصادي والعسكري -الأمني في اثيوبيا ، وقادرة في الوقت ذاته تغذية الخلاف على المياه بين الدولتين ..

اذ في ظل الواقع المأساوي لغزة وتجويع اهاليها والقتل والدمار الذي تشهده ومستمر عليه نتانياهو ، وبات يطالب بمعبر من اجل عبور الغزيين الى دول غير مصر اسوة بالسودان و الصومال ... اتى توقيت افتتاح سد النهضة كورقة اسرائلية بيد اثيوبيا للضغط على السيسي من اجل تسهيل العبور لاهالي القطاع نحو بلدان اللجوء ، بقوله ان عددا كبيرا يريد المغادرة لكن مصر لا تسمح لهم في ذلك ، محملا مسؤولية المأساة الى السيسي الذي رد مؤخرا بمواقف حادة تجاهه فيما اقدم الجيش المصري على تنفيذ مناورات عسكرية واسعة ، للتأكيد بجهوزيته على منع اسقاط اسرائيل العوائق التي اقامها الجيش المصري ،منعا لتهجبر الغزيين وتدفقهم الى سيناء ومنها الى ...

واستنادا الى ذلك ،فإن الترقب يتوسع دوليا من ان تعمد اثيوبيا نتيجة تحفيز اسرائيلي ، الى الهاء مصر باحتكاكات عسكرية محدودة معها ، بهدف ارباكها او للضغط عليها من اجل تمكين نتانياهو من تنفيذ خطته ، وهو امر تظهره الأيام طالما نتانياهو لا توقفه ضوابط ...

سيمون أبو فاضل -الكلمة أونلاين