بغاية الجمال.. زوجة محمد فضل شاكر تتصدر السوشيل ميديا تعرّفوا إليها (فيديو)
لو نرفع رؤوسنا في وجه أميركا..
اذاً، أبوابنا، مقابرنا، مشرعة أمام هولاكو القرن. كم يسخر منا العالم حين يسأل: "ماذا يفعل ملايين جنودكم، بآلاف الطائرات، وبآلاف الدبابات؟". تريليونات الدولارات التي تصب في الصناديق الأميركية، والأوروبية، وحتى الروسية، أنفقت من أجل حراسة عروشنا المقدسة، كما لو أن بنيامين نتنياهو، أو دونالد ترامب، لا يستطيع ازالة أي عرش عربي بضربة على الرأس. الأكثر غرابة هنا أن الأنظمة العربية لا تكتفي بالجحافل الجرارة، ولا بأجهزة الاستخبارات التي تجثم بأقدامها على صدور الناس، بل تستعين بالقواعد وبالأساطيل الأجنبية.
ما يثير ذهولنا، كأساقفة لليأس، أن مساجدنا، من الخليج الى المحيط، تغص بالمصلين الذي يدعون الى الله بتشتيت أعدائنا، لنلاحظ أننا نحن الذين نتشتت، وأن جثثنا هي التي تتناثر أما في العراء، أو تحت الأنقاض. ليتكم تصغون الى الأئمة في خطب الجمعة، ودائماً بمكبرات الصوت. تهديد لاسرائيل بالويل والثبور. يا جماعة اقفلوا المساجد، وأفتحوا الثكنات. هذه أيام لحفر الخنادق لا لحفر القبور، بعدما كنا قد كتبنا أن الديانات تحولت الى ايديولوجيات خارجة للتو من الوثنيات الكبرى.
كثيراً ما نتحدث عن الشعار الذي رفعه بنيامين نتنياهو بتغيير الشرق الأوسط. نفهم من ذلك تغيير الخرائط، أو تغيير الأنظمة، وربما تغيير الوجوه. لكن الحقيقة، يا أولياء أمرنا في الدين والدنيا، تحويلنا، بأمر من يهوه، من كائنات بشرية الى دمى بشرية. ولكن ألسنا، حقاً، الدمى البشرية، دائماً عبر ذلك الخط الطويل من الجماجم، ما يحمل المؤرخ الاسرائيلي، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، آفي شلايم، على التساؤل "هل تعني الدولة الآمنة ألدولة المحاطة بأسوار من الجماجم؟". متى رأت التوراة في الرؤوس التي على أكتافنا رؤوساً بشرية؟
نكون في ذروة الغباء اذا ما ظننا أن اتفاقيات السلام مع "أبناء عمومتنا"، كما كان يردد أنور السادات، بغليون الحشيش، تؤمن للدول المعنية السلام الأبدي. ها أن الاسرائيليين، بترحيل أهل غزة، وتالياً أهل الضفة، يمزقون اتفاقية كمب ديفيد لتفجير مصر من الداخل اذا ما أخذنا بالاعتبار مدى الاحتقان الاقتصادي في أرض الكنانة، كما يمزقون اتفاق وادي عربة لتفجير الأردن اذا ما أخذنا بالاعتبار مدى هشاشة البنية السوسيولوجية في المملكة الهاشمية.
ثم ماذا عن اتفاق أوسلو الذي كان يفترض أن يقود المسار السياسي في اتجاه انهاء الصراع العربي ـ الاسرائيلي. ياسر عرفات الذي فاخر بحكم لبنان، والذي كان يسعى الى الدولة، ولو على ظهر حمار، كما نقلت شخصية فلسطينية بارزة، أطفأ انتفاضة الحجارة التي هزت الرأي العام العالمي، بعدما دفن القضية تحت الثلوج، والورود، الاسكندنافية.
الأتراك بدأوا يتوجسون من أن يكونوا الهدف التالي بعدما أصاب ايران ما أصاب. السعوديون الذين ما زالوا يصرون على الدولة الفلسطينية باتوا داخل العين الاسرائيلية الحمراء، اذا ما سألنا من هي الأقرب الى "الروح الأميركية"، كما كتب المعلق الأميركي، الهندي الأصل، السعودية أم اسرائيل؟ لا وجود لأي دولة قوية، وسواء بالتكنولوجيا أم بالمال، سوى الدولة العبرية لنتذكر ما قاله جورج سوروس، اليهودي ونجم وول ستريت، لصحيفة "جويش كرونيكل"، منذ نحو عقدين من الزمان، من أن يهوه بعث بالنفط الى هذه المنطقة ليكون "الثروة المقدسة لليهود" لا من أجل ادارة المنطقة، وانما من أجل ادارة العالم.
حقاً، لنتصور أنه لو كانت الثروة النفطية في يد اليهود ؟ ماذا كانوا فعلوا بالبشرية جمعاء؟ اذا ما سألنا الفيلسوف اليهودي الفرنسي الراحل روجيه غارودي لأجاب "... لكانت نهاية اليهود في أصقاع الدنيا"!
زعيم الليكود، وقد أصبح زعيم الشرق الأوسط، لم يعلن هباء أنه في "مهمة روحية" لاقامة "اسرائيل الكبرى". هو يعلم أن العرب في الغيبوبة الكبرى، في المقبرة الكبرى. لا مقاومة على الاطلاق، بل الاستعانة بأميركا، كما لو أن اسرائيل ليست الابنة الكبرى، الابنة الوحيدة، لأميركا، وكما لو دونالد ترامب لم يعد بتوسيع مساحتها. البداية بدول منزوعة السلاح، وهذا ما يحدث في سوريا، وأيضاً في لبنان، دون أن نعي ما يمكن أن يلحق بنا اذا ما تعرينا من أسلحتنا، أسلحة المقاومة تحديداً التي باتت للدفاع عن لبنان، وعن أرض لبنان فقط، بعدما سقطت كل المشاريع الجيوسياية اللآأميركية في المنطقة.
لكن حكومتنا تسند رأسها الى توم براك، أو الى مورغان أورتاغوس. ولكن أيها الأقرب الى المصالح الأميركية، قطر، وحيث مقر القيادة المركزية الأميركية، وأكبر قاعدة جوية أميركية خارج الولايات المتحدة. ناهيك عن ثروتها الغازية الهائلة، ولبنان الذي يقف حافياً أمام الصناديق الدولية، وبتصداعاته السياسية، والطائفية، المروعة. بالرغم من ذلك غارة اسرائيلية في قلب قطر، فيما أميركا تراوغ وتتفرج...
الأحد والاثنين قمة عربية ـ اسلامية للبحث في الهجوم الاسرائيلي على قطر. لا حظوا كم هو بائس عنوان القمة، كما لو أن المسألة الأساسية هي في أن العرب، وبوجود الجنون الاسرائيلي، والجنون الأميركي، ليسوا أمام مأزق وجودي. دول مهددة بالزوال، وتغيير دراماتيكي في الخرائط.
ماذا يعني ذلك العنوان سوى هروب القمة من المسألة الأساسية الى مسألة جانبية، مع أن اللقاء ينبغي أن تكون الاختبار الأخير للدول العربية (ولا تعنينا الدول الاسلامية). اما أن نرفع رؤوسنا في وجه أميركا أو أن نطأطئ رؤوسنا، ونذهب زرافات ووحداناً الى الجحيم. لو رفعنا رؤوسنا لتغير الشرق الأوسط كما نريد نحن لا كما يريد هولاكو القرن، ولكن...
نبيه البرجي -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|