سلام استقبل رابطة قدماء القوى المسلّحة اللبنانية.. هل من جديد في ما يخصّ رواتب العسكريين؟
بين الشيخ نعيم قاسم والسفير جوني عبدو
كان يحلو للسفير السابق جوني عبدو أن يروي أنه في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، "كان يُرسِل معلومات، فتُرسَل إليه تعليمات".
يطابق هذا القول، ولكن بالمقلوب، ما تقوم به بعض"شركات الاستطلاع" التي تصلها "تعليمات" فتردها "معلومات".
مناسبةُ هذا القول ما أعلنه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في خطابه الأخير يوم الثلاثاء الفائت، في موضوع سلاح"حزب الله"، يقول: "هل تريدون أن تعرفوا رأي الشعب؟ هناك استطلاعان للرأي: واحد لـ "الدولية للمعلومات"، والثاني لـ"المركز الاستشاري". وفي الاستطلاعين ظهر أن بين 58 % إلى 60 % ضدّ تسليم الحزب سلاحه في هذه الظروف".
نتوقف عند الاستطلاع الأول الذي نشرته إحدى الصحف التابعة لـ "حزب الله"، في الحادي عشر من آب الفائت، الاستطلاع أجرته " مديرية الإحصاء واستطلاعات الرأي في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق"، وفي التدقيق في هوية المركز، يتبين أن "الهيئة الاستشارية" فيه مؤلفة في معظمها من شخصيات من "حزب الله"، هوية شخصيات "الهيئة الاستشارية" تُفقِد المركز حياديته وموضوعيته وصدقيته.
وفق الاستطلاع الذي نشرته الصحيفة،"بلغ عدد أفراد العيّنة 600 مُستطلَع"، هذا العدد الهزيل يمكن أن يكون مأخوذًا من مبنى سكني واحد أو مجمَّع سكني، وهذه العيِّنه اختزل بها الشيخ نعيم قاسم "الشعب"، بقوله: "تريدون أن تعرفوا رأي الشعب؟ هناك استطلاع للمركز الاستشاري".
كلام الشيخ نعيم يذكِّرنا برواية السفير جوني عبدو عن "المعلومات والتعليمات"، تُعطى "تعليمات" للمركز الاستشاري، فيعطيها "معلومات".
لكن على الشيخ نعيم قاسم أن يقرِّر، هل يتمسك بالسلاح بناءً على نتائج الاستطلاع؟ في هذه الحال، هل يعود هناك لزوم لوضع "استراتيجية دفاعية"؟ وهل الأمور المصيرية يحدِّدها استطلاع تجريه هيئة حزبية؟ ويختزل فيه ستمئة شخص "الشعبَ اللبناني"؟
ضعيغة حجة الشيخ قاسم، إلى درجة أنه يحتاج إلى استطلاع لترجيح وجهة نظره.
يقول الخبير في الاستطلاعات والإحصاءات الأستاذ طوني شهوان، ردًا على الاستطلاع، وما نشرته صحيفة الممانعة: "قبل إبداء أي رأي في نتائج هذا الاستطلاع، أطلب من الجريدة الكريمة، إذا ما كانت تريد أن تعزز الثقة بمصداقية ما تنشره، نشر ما يلي:
- أسئلة الاستمارة.
- توصيف دقيق للعينة (في أوزان الفئات المستجوبة، وتوزّعهم الجغرافي، وفئاتهم العمرية، والتوزّع الجندري).
- تقنية تنفيذ الاستمارة.
- مجريات هذا البحث الاستطلاعي.
فتكون بذلك قد اعتمدت النزاهة الأكاديمية والصحافية في نشر أخبار من هذا النوع.
العام 1954، كتب الصحافي المخضرم "داريل هاف" كتابًا بعنوان:
أي "كيف تكذِّب بالإحصاءات"، ويبدو أن هذا الكتاب موجود لدى "المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق"، الذي يُفترض فيه أن يقدِّم نسخة منه إلى الشيخ نعيم قاسم، فيبتعد في خطابه الآتي عن تبرير إبقاء سلاحه بالاستعانة باستطلاع "من حواضر البيت".
جان الفغالي -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|