مخطّط خطير... لماذا تستهدف إسرائيل الجرّافات والحفّارات؟
تتكرّر في الأشهر الماضية الاستهدافات الإسرائيلية للآليات الهندسية في جنوب لبنان، من جرّافات وشاحنات وحفّارات، ما يثير تساؤلات حول خلفيّة هذه العمليات والهدف منها.
تأتي هذه الغارات اللافتة من حيث نوعية أهدافها، في وقت لا تزال منطقة الشريط الحدودي شبه مدمّرة بالكامل، ما ينطوي على مخططات إسرائيلية حول مستقبل تلك المنطقة.
يعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني، عبر موقع mtv، أن إسرائيل تريد توجيه رسالة من خلال نوعية الأهداف التي تقوم بضربها، والتي تختلف عن الأهداف الحربية والذخائر والأشخاص، ومفادها أن هذا النوع من الأعمال ممنوع في القرى الأمامية المدمّرة في جنوب لبنان.
ويضيف جوني: "هذه الاستهدافات تشير إلى أن إعادة الإعمار ممنوعة قبل التسويات، وهذه الجرافات هي وسائل تدخل في عملية إعادة الإعمار، وبالتالي الرسالة واضحة".
ورداً على سؤال، عمّا إذا كانت هذه الآليات الهندسية تُستَخدم لأي أغراض عسكرية، يجزم جوني أن "لا عمليات لإعادة تحصين مراكز عسكرية أو مواقع لحزب الله في الجنوب. فمنطقة جنوب الليطاني واقعة بشكل كامل تحت سيطرة الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، ولا إمكانية لإعادة تنفيذ أي أنشطة عسكرية ولا إعادة إنشاء أو ترميم مواقع، ولا أعتقد أن هناك رغبة أصلاً لدى "الحزب" أو قرار بالعودة الى جنوب الليطاني، بل العكس".
تطرح الخطوط الحمراء الإسرائيلية على عملية إعادة الإعمار الكثير من الشكوك، لا سيما في ظل تصاعد الحديث عن منطقة عازلة ترغب تل أبيب في إنشائها عند حدودها الشمالية.
يوضح جوني أن "مسألة المنطقة العازلة يبدو أنها جدية، وطرحها الموفد الأميركي توم برّاك عبر وسائل الاعلام. فمسألة إقامة مناطق عازلة على تخوم المستوطنات الاسرائيلية تُعتبَر استراتيجية شاملة على مدى كل الحدود الاسرائيلية. بالتالي هذا يؤكد أن هذه الفكرة واردة وإسرائيل تريد أن تقوم منطقة اقتصادية وصناعية بدلاً من القرى السكنية المتاخمة تماماً للحدود. ما يوحي بالدخول في استراتيجية جديدة أو فهم جديد للدفاع وحماية مناطق المستوطنات الحدودية".
ولكن أين ستقوم هذه المنطقة، وفي أي عمق؟
يجيب جوني: "شكل المنطقة ومداها لا يزال غامضاً، لكنها ستلغي حوالى 10 قرى متاخمة للحدود، من كفركلا غرباً الى الناقورة. والغاية هي إنشاء شريط اقتصادي صناعي ممكن مراقبته، ويشكّل منطقة عازلة أمنياً ما بين الداخل اللبناني والداخل الاسرائيلي، وتخضع للمراقبة الامنية". ويضيف "يحكى عن استثمار أميركي لهذه المنطقة، وطبعاً الاستثمار يترافق دائماً مع مواكبة أمنية. فالحضور الاقتصادي سيرافقه بطبيعة الحال حضور أمني".
تزامن التلميح لهذه المنطقة مع إنهاء مهمة "اليونيفيل" في الجنوب مع حلول كانون الاول 2026، ما يتعدّى كونه مصادفة.
ويعلّق جوني بالقول: "إنهاء مهمات اليونيفيل يرتبط بإلغاء القرار 1701 بشكل كامل. فالطروحات التفاوضية بين لبنان واسرائيل كالورقة الأميركية تخطت هذا القرار، في حين أن اليونيفيل موجودة بموجب الـ1701 وبهدف تنفيذه. والمطالب بإنهاء مهماتها هي عدم قبول بهذا القرار"، معتبراً أن "الميكانيزم" فشل، متوقفاً عند الاجتماع الذي حصل في الناقورة بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وعدم صدور أي موقف عنه.
أمام هذا المشهد، يصبح السؤال مشروعاً: هل دخل جنوب لبنان رسمياً في مخطط إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد؟
نادر حجاز -mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|