الصحافة

أورتاغوس "عرضت" وبيروت "تحفّظت"؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التوترات بين لبنان و "إسرائيل"، وتنامي المخاوف الدولية من انهيار وقف إطلاق النار الهش على الحدود الجنوبية، جاءت زيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس، وقائد القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية، الأدميرال براد كوبر إلى جنوب لبنان، والتي جمعت بين البعدين السياسي والعسكري، حاملة رسائل اميركية استراتيجية متعددة الأبعاد، إلى الداخل اللبناني كما إلى تل أبيب.

فمن جهة، تُقرأ هذه الزيارة على أنها محاولة من واشنطن لإعادة ضبط الإيقاع السياسي والأمني في الجنوب، في ضوء التحديات المتراكمة، وتعقيدات ملف قوات الطوارئ الدولية بعد التمديد لها، ومن جهة أخرى، فهي تعكس المسعى الاميركي لتثبيت دورها كطرف راعٍ للترتيبات الحدودية، بعد أن تراجعت فعالية "اللجنة الثلاثية" وتعثرت المبادرات الفرنسية في ظل تضارب الحسابات الإقليمية.

فاورتاغوس، التي باتت تؤدي دورًا مكمّلًا للوسيط توم براك في لبنان، حملت رسالة سياسية مباشرة إلى المعنيين، عن ان واشنطن تتابع عن كثب، وتنتقل من مراقبة الوضع إلى التأثير المباشر في صياغة المرحلة المقبلة، من هنا قرار ادارتها بعدم لقائها باي مسؤول لبناني رسمي، وفقا لمصادر سياسية، أما وجود الأدميرال كوبر، فليس تفصيلًا عسكريًا، بل مؤشر على دخول العامل البحري - الحدودي - الأمني على خط الحسابات الأميركية، خصوصًا في ظل الحديث عن ترتيبات أمنية جديدة ومناطق صناعية على الحدود، ومع تفكيك القوة البحرية لليونيفيل.

مصادر واكبت تفاصيل الزيارة، كشفت ان اورتاغوس، عرضت خلال نقاشات لجنة مراقبة وقف النار، تفعيل العمل، وعقد اجتماع كل عشرة ايام لمتابعة الاوضاع الميدانية، الا ان الجانب اللبناني، بدا غير متجاوب، معتبرا ان اجتماعين في الشهر كافيان، انطلاقا من مخاوف لبنانية من ان يكون تفعيل عمل لجنة الـ"MECANISM" هدفه الالتفاف على المراحل الخمس التي حددتها قيادة الجيش في خطتها، بما يمكن اسرائيل من التحكم بآليات التنفيذ عبر فرض "مداهمات" لمواقع محددة خارج منطقة جنوب الليطاني، التي تشملها حصرا المرحلة الاولى الممتدة حتى بداية العام الجديد.

وتتابع المصادر ان الوفد الاميركي، لم يبد اهتماما بمعرفة تفاصيل خطة الجيش، حيث جرى نقاش "سطحي" لها، فيما استخلص من كلام الادميرال كوبر، ان جولته التي تعمد ان يبدأها من تل ابيب، حيث بحث مع رئيس الاركان الاسرائيلي سبل وكيفية مواجهة المخاطر التي تواجهها الدولة العبرية على حدودها، ومن ضمنها لبنان وسوريا، هي استطلاعية على الصعيد اللبناني، للوقوف على حاجات الجيش اللبناني، وما يمكن تلبيته منها في اطار برنامج المساعدات المخصص للبنان، والذي حتى الساعة لم يتخذ أي قرار برفع المبالغ المخصصة له.

واشارت المصادر، الى ان انه بدا واضحا من اتصالات اورتاغوس مع عدد من الشخصيات اللبنانية خلال الايام الماضية، ان الورقة الاميركية التي تسلمها لبنان من براك، لا تزال محط اهتمام واشنطن، بوصفها اقرت من قبل الادارة كخارطة طريق لحل الملف اللبناني، وبالتالي فان أي تغيير لم يطرأ عليها، كاشفة انها شاركت في اعدادها الى جانب عدد من اللبنانيين الذين تركوا بصماتهم في اكثر من نقطة تضمنتها.

وختمت المصادر بان المعنيين في واشنطن، يبدون دهشتهم من طريقة تعامل لبنان الرسمي مع الاحداث، والايجابية المفرطة التي يبثونها، خلافا للوقائع، داعية اللى قراءة دقيقة لغياب أي زيارة رسمية من قبل الموفد الاميركي توم براك، او لاي من اعضاء فريقه الى بيروت، للاطلاع على تفاصيل الخطة العسكرية الرسمية، في وقت تشهد فيه بيروت زحمة وزارء اجانب.

عليه، فإن ما بعد الزيارة لن يكون كما قبلها، سواء على صعيد التوازنات الداخلية اللبنانية، أو في ما يتعلق بالملفات الاستراتيجية، من مستقبل الجنوب، الى دور الجيش، ووضع اليونيفيل خلال الفترة المقبلة، فيما يبقى السؤال المركزي مطروحا: هل نجحت واشنطن عبر هذه الزيارة في رسم خارطة طريق جديدة للجنوب اللبناني؟ وهل ستتلقّف القوى اللبنانية والإقليمية الرسائل كما أرادتها واشنطن، أم أن الاشتباك سيتعمّق أكثر بين المعنيين؟

ميشال نصر -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا