جَمرُ معارك السويداء تحت رماد التهدئة... صحفي سوري يحذّر: لا شيء مُستَبعَد!

مازال جمر التوتّرات في السويداء السورية راقدًا تحت رماد التهدئة، إذ تخرج كلّ يوم أخبار وروايات عن عمليات قتل من هنا أو خطف من هناك، تصفيات لشخص ما أو ثأر من شخص آخر، إلا أن الحقيقة تظلّ مجهولة لمن لا يعيش في الداخل ويعرف مجريات الأحداث اليومية، لكنّ منشورًا لافتًا لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب السابق طلال إرسلان، سأل فيه عن عمليات اختطاف وتعذيب تطال نساءً وأطفالًا على أيدي تكفيريين، أعادت إلى الواجهة هذه الأزمة.

يسأل موقع "الكلمة أونلاين" الصحفي السوري الآشوري، سام ادوارد، الذي لا ينفي ولا يؤكّد أي واقعة من هذا النوع، باعتبار أن الأمور معقّدة جدًا في سوريا، لاسيما في مناطق الجنوب، وليس مستبعدًا أي تصرّف من هذا النوع، إذ قد حصل بالفعل سابقًا، لكن لا يمكن تأكيده حاليًا لأن لا أحد يملك المعلومات الكافية.

وبالرغم من هذه المخاوف من نشاطات ضدّ الإنسانية، إلا أن ادوارد يرى في أن السلطة السورية اليوم تقوم بعدّة مبادرات، ربما تؤدّي إلى تهدئة حقيقية عميقة، منها إعفاء قائد الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي من منصبه، في إشارة إيجابية من الدولة لمحاولة إيجاد المخارج، وفي الوقت نفسه يتمّ العمل على فتح المعابر المؤدّية إلى السويداء، مما يعيد ربطها بالعاصمة دمشق، لا جغرافيًا فقط، بل سياسيًا أيضًا.

أما عن الدور الإسرائيلي في سوريا، وفي السويداء خصوصًا، يرى الصحفي السوري في كلّ التصرفات الإسرائيلية أعمالًا تخدم مصلحتها فقط، ويأسف من ناحية أخرى لأزمة محاولة الاستئثار بالسلطة لدى الحكّام السوريين الحاليين، مما يخلق مخاوفًا، ليس في المناطق الدرزية فقط، بل في كلّ المناطق التي تسكنها أقليّات، والمطلوب من السلطة أن تعدل عن هذه السياسة، فتنتج عنها حلول سريعة ومناسبة للجميع.

يختم ادوارد باستبعاد عودة المعارك الكبيرة في السويداء، مع الإبقاء على إمكانية حصول بعض "المناوشات"، ويضع مطالب أهل السويداء ضمن "السياق الوطني"، الذي يعبّر عن رغبتهم في البقاء تحت كنف الدولة إنما بالطريقة التي تصون كرامتهم ووجودهم.

تقلا صليبا-الكلمة أونلاين