مرفأ جونية يفتتح اليوم وينضم إلى شبكة مرافئ المتوسط: جاهز لاستقبال 3 بواخر أسبوعياً تتسع لـ400 راكب

لا يزال مرفأ جونيه السياحي، يحجز لنفسه مساحة واسعة في الذاكرة اللبنانية، بعدما تحول إلى منفذ اللبنانيين الوحيد من لبنان وإليه، عندما كان يتوقف مطار بيروت كلياً عن العمل أحياناً إبان الحرب الأهلية.

إستخدم مشغلوه حينه، حوض الصيادين فيه، لنقل المسافرين استثنائياً من جونيه إلى لارنكا في قبرص، على مدى عقد من الزمن تقريباً، بعدما أجريت تعديلات هندسية ضرورية عليه، واستحداث قاعة للركاب، ومكاتب للقوى الأمنية والأمن العام

وبعد مطالبات عدة، وفي إطار مشاريع الإنماء المتوازن، صدر عام 2008 مرسوم بإنشاء مرفأ سياحي في جونيه، في محاولة لإنعاش الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة، بناء على دراسة قامت بها شركة ألمانية. تلا ذلك، إصدار مجلس الوزراء، القرار رقم 179، الذي قضى بإنشاء المرفأ، ورصد مبلغ 35 مليون دولار لتمويل التنفيذ.

توقف المشروع لأسباب عدة. بيد أن الحاجة الملحة إليه، لتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في مدينة جونيه ومحيطها، دفعت للتفكير بإعادة تنفيذ المشروع، واستخدامه لاستقطاب أعداد قد تكون ضخمة، من السياح الأوروبيين، أو من زائري قبرص.

إعادة تأهيل المرفأ، ووضعه في خدمة أهداف التنمية السياحية والاقتصادية، وإن تكبدها وتبرع بها الجهد الخاص للنائب نعمة إفرام، بيد أن إدارة المشروع والمتابعة القانونية اليومية لعمليات النقل والدخول والخروج، هي حصراً مسؤولية أجهزة ومؤسسات الدولة الأمنية والإنمائية.

يحوز المرفأ على رخصة دولية، أهلته للانضمام إلى شبكة مرافئ المتوسط المعتمدة، ما يضعه، ويضع منطقة جونيه وجبيل القريبتين منه، على خريطة السياحة المتوسطية، ويمنحه دوراً مركزياً في رفد بيروت وطرابلس بالسياح والوافدين من ذوي الدخل المتوسط.

يمتلك المرفأ، إلى قربه من غالبية المدن السياحية اللبنانية الكبرى، ميزة القدرة على العمل طوال أيام السنة، بحكم طبيعة خليج جونية الخالية من الأنواء والموج العالي، واعتدال المناخ اللبناني عموماً. بيد أنه برغم ذلك، قد يكون المرفأ مستقبلاً، أحد المصادر المهمة التي سترفد السياحة الشتوية، وأنشطة التزلج بالسياح الأوروبيين، وزوار قبرص إذا سمح عطاء الطبيعة بذلك.

مرفأ جونية سيفتتح اليوم برعاية وزير الأشغال فايز رسامني وحضوره، ووزراء ونواب وفاعليات اقتصادية وروحية وعسكرية وقضائية، احتفاء بعودة الحياة إلى هذا المرفق.

رئيس مرفأ جونيه جوزف عواد، أكد لـ"النهار" جهوزية المرفأ للبدء باستقبال السفن السياحية، فيما أكد رئيس بلدية جونية فيصل افرام أن "مرفأ جونية، وإن كانت مبادرة اعادة تأهيله من القطاع الخاص، بيد انه كما المرافئ اللبنانية الاخرى ستتولى ادارته الدولة اللبنانية من الالف إلى الياء (وزارة اشغال، أمن عام، مخابرات الجيش)".

ووفق عواد فإن "البواخر ستكون محملة بين 300 و400 راكب. وانطلاق البواخر سيكون مبدئياً بين لبنان وقبرص، على أن يستقبل المرفأ نحو 3 بواخر أسبوعياً، ولاحقاً يمكن أن يرتفع عددها. وهذا كله مع إضافة وجهات جديدة، خاضع للعرض والطلب. علما أن رصيف المرفأ قادر على استقبال أكثر من باخرة.

أهمية المرفأ لا تكمن فقط في إعادة تشغيله، بل أيضاً في حصوله على الترخيص الدولي المعتمد ضمن شبكة المرافئ السياحية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ما وضع جونيه مجدداً على الخريطة البحرية العالمية. كما أصبح المرفأ مجهزاً بالكامل لاستقبال السفن السياحية، وهو مفتوح أمام أي شركة أو وكالة سفر ترغب بالتشغيل من خلاله.

إعادة تأهيل المرفأ وتجهيزه تمت بتمويل من جمعية إفرام، فيما ساهمت بلدية جونية بتجهيز قاعة الاستقبال والمواقف وقاعات الضيافة بما يلبي المعايير الدولية.

ووفق المعلومات فقد تعهد النائب افرام أنه "في حال لم تبد أي جهة خاصة اهتماماً من اليوم وحتى أيار المقبل باستخدام المرفأ، وحتى لا يكون الأمر اقتصر على الافتتاح الشكلي، فإنه سيعمل على استقدام سفينة لتسيير خط بحري بين جونية وقبرص، بهدف فتح المجال أمام السياح القادمين إلى قبرص لزيارة لبنان. فلو أفاد لبنان من 2% فقط من السياح القادمين إلى قبرص، لكان لذلك أثر اقتصادي وسياحي كبير على الفنادق والمطاعم والمعالم السياحية اللبنانية، خصوصاً في جونيه، جبيل، بعلبك، وسائر المناطق".

الميزة الإضافية لهذا الخط البحري أنه "يوفر أسعاراً أقل كلفة من تذاكر الطيران، ويمنح تجربة سياحية ممتعة للركاب. فرحلة بحرية من أربع ساعات بكلفة معقولة قد تشكل خياراً مثالياً للبنانيين المغتربين والطلاب لزيارة أهلهم في الصيف".

وتكمن أهمية المرفأ الاستراتيجية في أن "لبنان يبعد عن أوروبا 200 كيلومتر فقط، ورغم ذلك لا يوجد حتى اليوم أي خط بحري منتظم يربطه بالقارة الأوروبية".

المرفأ غير جاهز لاستقبال سفن تجارية، في انتظار افتتاح المرفأ الكبير الواقع بالقرب من بورتيميليو، في إطار خطة تطوير المرافئ اللبنانية.

سلوى بعلبكي -النهار