من البريق الخافت في شنغهاي الى الدعوة لتخزين المواد الأساسية... إيران...
بموازاة اشتعال "حرب الأبراج" في قطاع غزة، وما يبدو أنه المراحل الأخيرة لحرب 7 أكتوبر 2023، وسط التحذيرات "النهائية" التي توجّهها الإدارة الأميركية لحركة "حماس"، تبقى احتمالات الاشتعال العام في المنطقة كبيرة.
ففرص تأجيج النيران على مختلف جبهات القتال الشرق أوسطية لا تزال مرتفعة، وهو ما تعزّزه اليوميات الإيرانية الثابتة على رفض التسليم بالوقائع الإقليمية والدولية الجديدة.
تجاوزت "القطوع"؟
أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي توصية مباشرة الى الحكومة الإيرانية بضرورة تخزين المواد الأساسية، محذّرا من مخاطر مُحتَمَلَة لا يمكن التنبّؤ بها. وهذه أشبه بدعوة للاستعداد الى مراحل أسوا بكثير، تتعدّى التعامل مع عقوبات أميركية أو أممية، أو حتى مع احتمال هجوم عسكري خارجي، إذ تصل الى حدّ الإيحاء بأن إيران تسير نحو حقبة سوداوية وغامضة جداً، على المستويات كافة، يمكن لكثير من متاعبها أن تكون داخلية أيضاً.
يؤكد مراقبون أن الحرب الإسرائيلية على إيران تركت الكثير من النّدوب في بُنية الحكم الإيراني، وأنه من المُبكر جداً القول منذ الآن، إن طهران تجاوزت "القطوع"، وأن الآتي من المراحل سيُعيد كل شيء الى ما كان عليه في الماضي، في ما لو تحسّنت العلاقات الإيرانية مع دول "الترويكا" الأوروبية، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية.
الاتجاه شرقاً...
فالنتائج غير المباشرة لحرب حزيران 2025 بين إسرائيل وإيران لم تتوضّح بالكامل بعد، لا سيّما في الشقّ المرتبط منها بالداخل الإيراني. ورغم اللُّحمَة التي تبدو عليها إيران اليوم، إلا أن أكثر من مُتابِع للشؤون الإيرانية يُفيد بوجود معطيات تؤكد أن هناك شيئاً يتغيّر في الداخل الإيراني، وأن هذا الشيء قد لا يكون اضطراباً، بل ربما مسيرة لتحقيق نقلة معيّنة، لا تزال غير واضحة المعالم تماماً حتى الساعة.
فحتى مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في قمة شنغهاي في الصين، بحسب أكثر من مُتابِع، حملت صورة خافتة لإيران بالمقارنة مع ما كانت عليه صورة مشاركاتها السابقة بمؤتمرات في الصين أو في غيرها من الدول الصديقة لها، الى درجة أن كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونغ أون حظيا باهتمام بكين وموسكو في تلك القمة، وباهتمام الإعلام العالمي، أكثر من رئيس إيران، وهو ما يضع حتى سياسة الاتّجاه شرقاً الإيرانية نفسها أمام علامة استفهام كبرى، في أوان تدهور العلاقات مع الغرب.
حروب جديدة؟
إيران تشهد تغييرات، عبّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن بعضها بقوله إن مشاكل بلاده ليست كلّها خارجية، أو ناجمة عن العقوبات، وإن جذور بعضها داخلية، وهذا يتطلب شجاعة للاعتراف به.
فهل ينضج التغيير الإيراني، ويُثمر بمفاوضات واتّفاقات مع الغرب تنزع فتيل الحروب من الشرق الأوسط؟ وهل يسرّع ذلك مسار إنهاء حرب غزة، وما نتج عنها من جبهات مضطربة في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر 2023؟ أم نحن أمام فصل تحضيري جديد لاقتتال إيراني جديد مع إسرائيل، قد يُجدد حروب الإقليم لمدة زمنية طويلة بعد؟
أخبار اليوم - أنطوان الفتى
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|