في السويداء...مدرسة تُطفئ أنوارها بعد إعدام مؤسسيها

أعلنت مدرسة سرايا الذكية الافتراضية عن إغلاق أبوابها في محافظة السويداء، بعد شهرين على استشهاد مؤسسيها الشقيقين حسام وكريم غسان سرايا، اللذين خُطفا وتمت تصفيتهما ميدانياً فجر السادس عشر من تموز في ساحة تشرين، على أيدي قوات السلطة المؤقتة، التي قامت بتوثيق الجريمة عبر مقاطع فيديو وبثّها على مواقع التواصل الاجتماعي.

المدرسة التي شكّلت منذ تأسيسها بيتاً للعلم والأمل ومقصداً لمئات الطلاب والمعلمين، أعلنت في بيانها أن هذا القرار الصعب جاء "انطلاقاً من الحرص العميق على مصلحة الطلاب ومستقبلهم، والتزاماً بمبدأ الشفافية والمصداقية". وأضافت أن سرايا لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل فضاءً جمع قلوباً وأحلاماً، وحققت خلال مسيرتها إنجازات ستظل راسخة في ذاكرة كل من شارك التجربة.

البيان توجّه بالرحمة والدعاء للمؤسسين الشابين حسام وكريم، اللذين قدّما حياتهما حلماً ورسالة للتعليم، مؤكّداً أن أثرهما سيبقى حاضراً في القلوب والذكرى. كما وجّه البيان الشكر لطلاب المدرسة، ومعلميها الأوفياء، وأصدقائها الداعمين على ثقتهم ومحبتهم وتعاونهم طوال السنوات الماضية.

وبإغلاق مدرسة سرايا، يضاف فصل جديد إلى واقع التعليم المأساوي في السويداء؛ حيث دُمّرت وأُحرقت مدارس أخرى، وتحولت بعضها إلى مراكز إيواء، فيما تبقى القلّة الصامدة مهددة بالإغلاق، وسط غياب بيئة آمنة تتيح للطلاب والمعلمين العودة إلى صفوفهم.

الجدير بالذكر أنه فجر السادس عشر من تموز الذي شهد مجزرة إعدام ميداني لعائلة كاملة من آل سرايا، كان أيضاً شاهداً على جريمة بحق مؤسسات تعليمية في محافظة السويداء، وبالتالي بحق مئات من الطلاب والمعلمين، لتُضاف هذه الحادثة لسلسلة المجازر التي ارتكبتها قوات السلطة بعد اجتياح محافظة السويداء.

وبينما كان حسام وكريم ينشران مقاطع الفيديو من المدرسة التي أسّساها، ونجحا في جعلها أحد أبرز المؤسسات التعليمية في محافظة السويداء؛ كان هناك من يقوم بالتخطيط والتنفيذ لاغتيال الإنسان والعلم والمستقبل في السويداء. هذه الجريمة، شهادة على سياق كامل للأحداث في السويداء، يظهر فيها الفارق شاسعاً بين القاتل والضحية، بين الجهل والعلم..

المصدر -السويداء 24