ماذا بقي من قدرات حزب الله العسكرية؟
فتحت جلسة الحكومة اللبنانية التي عُقدت الجمعة واحدًا من أعقد الملفات في البلاد المتمثل بخطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة.
وبدت الحكومة في مؤتمرها الصحفي الذي أعقب الجلسة في القصر الرئاسي في بعبدا وكأنها تمشي في حقل ألغام. وقال وزير الإعلام بول مرقص إن مجلس الوزراء رحب بخطة الجيش لحصر السلاح وقرّر الإبقاء على مضمونها سريًا.
ومن بيروت إلى واشنطن وتل أبيب، التفتت كل الأنظار نحو هذه الخطة التي بقيت سرية، وإلى مصير السلاح الأبرز في المعادلة اللبنانية، سلاح حزب الله.
إسرائيل تزعم تدمير 80% من سلاح حزب الله
فعقب انتهاء "العدوان" الإسرائيلي على لبنان، واستهداف مواقع عدة وبنى تحتية، ما تزال إشارات الاستفهام تحوم حول ما وصف يومًا بأنه أهم أرصدة القوة الرادعة لإسرائيل في المنطقة.
وقدّم الجيش الإسرائيلي روايته أولًا، إذ أعلن، في تصريحات نقلتها "تايمز أوف إسرائيل"، أن عملياته العسكرية دمّرت ما بين 70 إلى 80% من القدرة الصاروخية للحزب.
وأكد أن ما تبقى لا يتجاوز بضعة آلاف من الصواريخ، أغلبها قصيرة المدى، مع بضع مئات فقط بعيدة المدى، وأن غالبية المخزون انتقل إلى شمال نهر الليطاني، بعيدًا عن خط القتال المباشر.
لكن منشأة عماد أربعة، والتي كان حزب الله قد نشر مشاهد من داخلها خلال الحرب، لم يعرف حتى الآن إن كانت ما تزال قائمة.
صواريخ ومسيّرات
وتشير تقارير لوكالتي "رويترز" و"أسوشييتد برس" إلى أن الحزب ما زال يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ قصيرة المدى، مثل فجر -ثلاثة وفجر-خمسة، إضافة إلى مخزون محدود وفعال من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، من طراز خيبر-واحد، وزلزال-اثنان، وفاتح-110، والمحفوظة في مواقع محصنة داخل سهل البقاع وشمال الليطاني.
وبعيدًا عن الصواريخ، برز سلاح آخر في واجهة المواجهة وهو الطائرات المسيرة. فبحسب "رويترز" أيضًا، نفذ حزب الله أكثر من ألف طلعة بمسيرات هجومية من طرازي أبابيل ومرصاد.
وقد دفع ذلك إسرائيل إلى استهداف مواقع تصنيع المسيرات في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في يونيو/ حزيران 2025.
مضادات دبابات وصواريخ بحرية
ولا تقتصر ترسانة حزب الله على هذه الأسلحة. فوفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، لا يزال الحزب يحتفظ بمخزون كبير من مضادات الدبابات المتطورة مثل كورنيت وآر بي جي- 2، وقد تشكل رادعًا لأي توغل بري.
كما يملك الحزب صواريخ بحرية من طراز سي-802 /نور. ويرجح أيضًا احتفاظه بأنظمة دفاع جوي متنقلة مثل "بانتسير" و"أوسا".
ورغم الضربات الموجعة التي طالت سلاح الحزب، فإن تقارير عدة تفيد بأن قدرة حزب الله تحوّلت من إستراتيجية الكم إلى إستراتيجية النوع والمرونة، مع اعتماد أكبر على الأنفاق والمسيرات لتعويض تراجع الرشقات الصاروخية الكثيفة.
والمحسوم في هذه الزاوية، أن ترسانة حزب الله بعد الحرب الأخيرة لم تعد كما كانت قوة مدمرة بالأرقام، لكنها ما زالت ورقة سياسية وأمنية لا يمكن تجاهلها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|