ليس روسيا أو الصين.. هدف جديد في استراتيجية الدفاع الأميركية
فخ "شراء الوقت".. ما سر الاحتجاج "الباهت" لأنصار حزب الله ضد "حصر السلاح"؟
فور إعلان الحكومة اللبنانية مساء أمس إقرار خطة الجيش لحصر السلاح، خرج المئات من مناصري جماعة “حزب الله” و”حركة أمل”، في مسيرات على متن دراجات نارية في الضاحية الجنوبية لبيروت، رفضًا لخطة حصر السلاح في يد الدولة.
وقرأ محللون لبنانيون في تظاهرات البارحة، تسجيل موقف ليس إلا، مستبعدين أن يحشد الثنائي الشيعي أنصاره بأعداد كبيرة، خاصة أن الحكومة أبقت على "السرية" فيما يتعلق بمداولاتها وتفاصيل خطة الجيش، في خطوة اعتبرها بعضهم محاولة من حكومة نواف سلام لعدم إثارة غضب الحزب و"أمل"، وتقديم خطة نزع السلاح في صورة قرار سيادي لا يستهدف طائفة ولا طرفًا سياسيًا.
وقال صحفيون ومحللون لبنانيون في حديث لـ"إرم نيوز"، إن التظاهرات الليلة الماضية كانت عفوية ولم يكن مخططًا لها، كما أن عدم استمرار الاحتجاجات يظهر أن حزب الله وحركة أمل لا يريدان التصعيد في وجه الحكومة، حتى لا يقعا في خانة الرفض الشعبي كون خطة نزع السلاح تلقى شبه إجماع في الداخل اللبناني.
خطة "شراء الوقت"
وتقول الصحفية اللبنانية، فينوس فرحات في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه بعد "ما جرى في مجلس الوزراء يوم أمس، بدا وكأنّ هناك تراجعًا جزئيًا عن القرار الذي اتُّخذ في جلستي الخامس والسابع من أغسطس/ آب الماضي، حيث كانت جلسة الأمس أكثر ليونة في ما يتعلّق بحصرية السلاح"، وقد تركز النقاش بشكل خاص على استخدام عبارة “رحّب مجلس الوزراء” بخطة الجيش بدلًا من القول إنّه “أقرّ” الخطة، وهو ما يفهم منه أن القصد هو إرضاء مختلف الأطراف نوعًا ما.
وتضيف أن "ما جرى يُعدّ تراجعًا نسبيًا في نبرة الحكومة، فقد اعتُبرت الخطة ذات مضامين سرّية، بما يعني أنّ تنفيذها متروك للجيش اللبناني وفق ما يراه مناسبًا، على أن تبقى تفاصيلها غير معلنة، كما أنّ الخطة لم تُحدَّد لها مهلة زمنية للتنفيذ، بعدما كانت الحكومة قد طالبت سابقًا بأن تكون هناك مهلة واضحة".
أما الصحفي اللبناني أحمد شلحة، فاعتبر أن "الطريقة التي صاغ بها الجيش خطة حصر السلاح أرخت نوعًا من الارتياح لدى قيادة حركة أمل، وهو ما عبر عنه رئيسها ورئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله إن خطة الجيش تعكس أجواء إيجابية، والانطباع نفسه عبر عنه أكثر من مسؤول لدى حزب الله من أن طريق إخراج الخطة في جلسة الحكومة، هي فرصة لعودة الحكومة إلى الحكمة والتعقل".
وقال شلحة في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "خطة حصر السلاح، راعت كثيرًا مخاوف حزب الله في نواحٍ عديدة أبرزها عدم تحديد مهل زمنية، كما أن الشروط التي وضعتها الحكومة بهدف إنجاح الخطة وتنفيذها، منها الانسحاب الإسرائيلي، فضلًا عن التأكيد على ضعف معنويات الجيش، وهي أمور تتسق مع طرح الحزب، وهو ما جعله يعبر عن ارتياحه لها، ولا شك أن هذا الارتياح سينعكس على البيئة الشعبية للحزب وعلى أنصاره بالدرجة الأولى وأنصار حركة أمل"، وفق تعبيره.
موقفان لافتان
ويفسر بعضهم كون تظاهرات أنصار "الثنائي الشيعي" كانت محدودة الليلة الماضية ولم تشهد أعمال عنف، بأن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، سارع مساء أمس إلى الإشادة بالخطة العسكرية للجيش اللبناني، معتبرًا أن ما جرى "يحفظ السلم الأهلي".
ونقلت وسائل إعلام عن بري قوله إن "الأمور إيجابية.. وأعتقد أن الرياح السامة بدأت تنطوي". واعتبر نبيه بري أن "ما حصل في موضوع الخطة العسكرية للجيش تحفظ السلم الأهلي"، وفق تعبيره.
ولم يخرج أول تعليق صدر من حزب الله صباح اليوم، كثيرًا عما ذهب إليه رئيس مجلس النواب، حيث نقلت وكالة "رويترز، عن المسؤول في ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، محمود قماطي، قوله إن الحزب يعد جلسة مجلس الوزراء أمس بشأن خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة "فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل ومنع البلاد من الانزلاق إلى المجهول"، على حد وصفه.
وبحسب مراقبين، يكشف هذان الموقفان أن الجماعتين تستعدان لاتخاذ موقف يسير مع الركب وإن بتحفظات لا تخطئها العين، والأهم من ذاك أنها تعد تراجعًا واضحًا عن نبرة التهديد، التي ميزت خطابات نعيم قاسم، أمين عام الحزب الأخيرة، حيث أكد في أكثر من مناسبة، أن حزب الله "لن يسلم سلاحه إلا في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإيقاف عدوانها على البلاد، والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار".
الجنوح للتهدئة
ورغم أن المسيرات التي خرجت في بعض أحياء بيروت رفضًا لخطة الجيش حصر السلاح، شهدت هتافات طائفية من قبل أنصار حزب الله، حيث ردد بعضهم "شيعة.. شيعة"، لكن عدم وجود احتكاكات معهم من قبل باقي اللبنانيين، أفرغت تلك الهتافات من طابعها الطائفي، حيث لم يهتف مسيحي و لا سني بعبارة طائفية ردًا على أنصار الحزب، وفق تعبير من تحدثوا لـ"إرم نيوز".
ويؤكد الصحفي أحمد شلحة في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "ما حصل يوم أمس كان بمنزلة نوع من شراء الوقت، وهذا لا يلغي إمكانية أن توجه إسرائيل ضربة جديدة للبنان على خلفية ما حصل داخل الحكومة".
وأشار إلى أنه في الوقت الذي أعلن فيه "حزب الله أنه يدرس الخيارات على خطة حصر السلاح، إلا أن أجواء الشارع لدى حزب الله وحركة أمل لا توحي بإمكانية الذهاب إلى تحركات أو تصعيد شعبي في الشارع خلال المرحلة الحالية".
أما فينوس فرحات، فتقول في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "كل المؤشرات تؤكد أن الأمور ذاهبة نحو التهدئة، والبيئة الشيعية بشكل عام شعرت بعد جلسة مجلس الوزراء أمس بنوع من الإنصاف".
خطة مبهمة
يشار إلى أن خطة الجيش لحصر السلاح، تتضمن 4 مراحل تبدأ من جنوب الليطاني وتشمل منع نقل السلاح في كل لبنان، وقد خلفت الموافقة عليها، تفسيرات متباينة لقرار حصر السلاح بيد الدولة، في ضوء الغموض الذي اكتنف مخرجات الاجتماع الوزاري أمس، حيث اكتفى وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، بالتأكيد أن "مجلس الوزراء استمع إلى خطة الجيش لحصر السلاح ورحب بها، وقرر الإبقاء على مضمونها ومداولاته بشأنها سرية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|