الصحافة

علاقة بري - سلام: الرئاسة الأولى وسيطٌ!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا تشبه علاقة رئيس المجلس النيابي نبيه بري برئيس الحكومة نواف سلام علاقته بأي من رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على السراي الحكومي منذ 33 عاما وهي المدة التي قضاها بري رئيسا للبرلمان. فبالرغم من أن علاقته لم تكن بأحسن أحوالها مع كل هؤلاء لكنها لم تكن يوما بهذا المستوى من التردي وبخاصة انها كانت سيئة منذ اللحظة الاولى من تعيين سلام رئيسا لمجلس الوزراء بخلاف ارادة "الثنائي الشيعي".

فمنذ تولي نبيه بري رئاسة المجلس النيابي في العام 1992 حتى اليوم، تعاقب على رئاسة الحكومة 8 شخصيات تولى بعضها رئاسة مجلس الوزراء أكثر من مرة، وهم رفيق الحريري، سليم الحص، عمر كرامي، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري، تمام سلام، حسان دياب ونواف سلام.

واتسمت علاقة بري بمعظم هؤلاء بالإيجابية وكانت أقرب للجيدة جدا وقائمة على التعاون الوثيق، باستثناء علاقته برئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والذي بقي على رأس السلطة التنفيذية منذ العام 2005 وحتى العام 2009 اذ سادت علاقة متوترة جدًا بينهما خصوصًا بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان. وقتذاك كان بري رأس حربة في "8 آذار"، بينما كان السنيورة يقود "14 آذار". وبلغت القطيعة ذروتها خلال الاعتصام وسط بيروت (2006 – 2008) وأحداث 7 أيار 2008، ثم عاد الحد الأدنى من التواصل بعد "اتفاق الدوحة".

ومرت علاقة بري بالحريري الأب كما الابن بـ "طلعات ونزلات" فيما كانت علاقته بباقي رؤساء الحكومات ممتازة، ولعل علاقتة بنجيب ميقاتي كانت اشبه بنوع من الشركة في ادارة البلد باعتبارهما عايشا معا مراحل طويلة نسبيا من الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولايته، وقد كان الامر مماثلا مع تمام سلام الذي كان يتولى رئاسة الحكومة خلال فترة الفراغ الرئاسي الذي سبق انتخاب ميشال عون.

ويبقى كل ما سبق في كفة والعلاقة مع نواف سلام في كفة باعتبار ان بري الذي لم يكن راضيا على تعيينه شكلا ومضمونا ظل يشعر ان الهوة أخذت تتعاظم معه بدل ان تتقلص.

ويتهم "الثنائي الشيعي" وبري ضمنا سلام بتنفيذ أجندة اميركية ويحاول الثنائي تحييد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قدر الامكان عن الهجوم المتصاعد على سلام وحكومته وبخاصة بعد القرارات التي اتخذت في الخامس والسابع من آب الماضي والمرتبطة بحصرية السلاح.

وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان هناك قنوات بين عين التينة والسراي الحكومي لكنها تعمل حصرا عند الضرورة القصوى، لافتة في حديث لـ "الديار" الى ان الرئيس عون يشكل حاليا القناة الاساسية للتنسيق بين الطرفين، ويبدو دوره الى حد كبير اقرب الى الوساطة بينهما في ظل اصرار سلام على المضي قدما في تطبيق قرار حصرية السلاح بغض النظر عن تطبيق اسرائيل المطلوب منها باطار الورقة الاميركية واصرار "الثنائي في المقابل على الرجوع عن القرار "الخطيئة" بحصرية السلاح.

وبحسب المعطيات الراهنة لا يبدو واضحا ما اذا كانت الهوة ستبقى تتسع بين "الثنائي الشيعي" وسلام، ما يُدخل البلد عندئذ عمليا في أزمات متتالية.

بولا مراد -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا