الحاج حسن: الحكومة ضربت الدستور بعرض الحائط

رأى رئيس تكتل بعلبك النيابي حسين الحاج حسن، ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "الحكومة ارتكبت في جلستي الخامس والسابع من آب مجموعة من الخطايا، أولها أنها ضربت الدستور بعرض الحائط، فعندما ينسحب خمسة وزراء من مكوّن من جلسة، لا ينبغي أن تستمر الجلسة" وذلك خلال افتتاح مهرجان التسوق والسياحة الثاني والعشرين، في احتفال أُقيم على طريق رأس العين في بعلبك، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل حسين الحاج حسن، ورجال دين، وممثلي قادة الأجهزة الأمنية، وفاعليات نقابية واقتصادية وتربوية واجتماعية.

وأكد الحاج حسن حرصه على اتفاق الطائف، مشدداً على أن "عندما كان يغيب جزء من مكوّن، كان الرئيس لا يرفع الجلسة، أو لا يبدأ بها أصلاً، حرصاً على مقدمة الدستور، فلا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك. خمسة وزراء شيعة انسحبوا من الجلسة في ٧ آب، واستمرت الجلسة بطلب وضغط أميركي دون مراعاة للميثاقية والدستورية، وهذا فاول كبير جداً. ويتسرب إلينا أخبار –لن أخوض فيها– أنه إذا وإذا نُعيّن بديلاً عنهم. هذه الطائفة يمثلها حركة أمل وحزب الله وحلفاؤنا بنسبة لا أعلى تمثيل لأي طائفة أخرى. تمهّلوا من أجل الحفاظ على الدستور، تمهّلوا، هذا هو الفاول الخطيئة. هناك فاول ثانٍ حاولوا تصحيحه ببعض التصريحات".

كما أشار الحاج حسن إلى أه "أنتم لم تضعوا ورقة أميركية معدّلة، أنتم وضعتم ورقة أميركية في تصريحات متلفزة ومسجّلة، وعندما حصلت انتقادات تبنيتم أنكم وضعتم ورقة أميركية على جدول الأعمال. نعم، صحيح، هذا مسّ بالسيادة. أي حكومة في العالم –دلّوني– تضرب السيادة وتضرب القوة، والفاقدة للعزة، تضع ورقة موفد أجنبي على جدول الأعمال؟! صيغوا أنتم الورقة وسجّلوها على جدول الأعمال، وعنونوها بالجمهورية اللبنانية كي نصدّقكم". مؤكداً أنه "حتى في الشكل لم يُحترم الشكل لأنكم مستعجلون، ولأن الضغط عليكم كبير، رغم وعود كثيرة بألا يتم هذا الاستعجال حرصاً على الوضع الداخلي وحساسياته وتركيبته وتشعباته. أصدرتم هذا القرار، مبروك تصريحات ليندسي غراهام، وإهانة توماس براك للإعلاميين ومن ورائهم لمن يريد أن يكون حليفاً لأميركا".

وأضاف "لقد أهان براك الجسم الإعلامي عندما وصفهم بـ "animalistics" على منبر لبناني، ولم يعتذر. والبعض أصدر بياناً، وأنا أطالبهم بمقاطعته. قاطعوه، قاطعوا تغطية أخباره. طبعاً ما قام به براك ليس بانفعال، ما قام به تعبير عن الشخصية الأميركية الاستعلائية المستكبرة الفاقدة لأي حس. أمّا ليندسي غراهام، فماذا قال للإعلاميين؟ قال لهم: لا تسألوني ماذا ستفعل إسرائيل، نفّذوا وبعدها نرى. وسمعنا تصريحات لبعض المستعجلين أن الأميركي لم يأت بشيء جديد، فماذا أنتم فاعلون؟ في الخامس من أيلول تتنازلون بمزيد من التنازلات من أجل بعض الأوهام، أم تعودون إلى المصلحة الوطنية اللبنانية؟" لافتاً الى انه "سمعنا تصريحات لبنانية مهمة أن ما يُعرض على لبنان هو استسلام. وأطال الله بعمر الرئيس بري، ماذا قال؟ قال: ما عُرض هو أسوأ من اتفاق ١٧ أيار. نعم، ما يُعرض وما يُراد فرضه هو أسوأ من اتفاق ١٧ أيار. لذلك، هناك وقت من أجل أن تعيدوا النظر بما أخطأتم، وإن لم تكونوا تعتبرونه خطأ وهو خطأ وخطيئة، فهو كذلك. راجعوا أنفسكم، إن لم تكن أميركا قد عادت بأي شيء، بأي وعد، بأي خطوة مقابل خطوة، فإلى أين تدفعون البلد؟ لتجريده من كل أسباب قوته لقاء أوهام، لقاء مزيد من التنازلات الآتية. إذا تنازلتم في الخامس من أيلول، هل ستتنازلون أكثر؟ هذا المسار التنازلي لن يؤدي إلا إلى مزيد من التنازلات ولن يحقق للبنان أي نتيجة. في هذا الوقت يتحدث نتنياهو عن إسرائيل الكبرى، وسموتريتش يقول: لن ننسحب من النقاط الخمس".

كما تخلل لقاء عدة كلمات لكل من رئيس نقابة تجار البقاع وبعلبك الهرمل محمد حسن كنعان، عرض في كلمته نشاطات المهرجان من ثقافية وتربوية وفنية ورياضية، رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي الذي أكد أن "بعلبك التي صمدت في وجه الأزمات، تعود اليوم لتؤكد إرادة الحياة عبر مهرجان التسوق والسياحة الثاني والعشرين" ورئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان الذي شدّد على أن "نجاح أي مدينة يبدأ من تجارها الذين صمدوا في وجه الأزمات وكانوا عصب الحياة فيها".

وتخلّل الاحتفالَ عروضٌ فولكلورية وتراثية، وفقراتٌ رياضية وكشفية قدّمتها جمعيات وأندية محلية. وفي ختام الحفل، انتقل الحضور إلى وسط السوق التجاري حيث افتُتح معرض المونة والحرف والأدوية، بمشاركة واسعة من العارضين من بعلبك ومختلف قرى البقاع، في خطوة تهدف إلى دعم الإنتاج المحلي وتحريك الدورة الاقتصادية.