اتفاق تعاون بين وزارة الزراعة اللبنانية ومؤسسة SEAL لدعم المزارعين
صراع الأجنحة في كردستان.. مخاوف كردية من استغلال إيران للفوضى عبر تحريك الفصائل
وسط تصاعد الاستقطابات السياسية في إقليم كردستان العراق، والذي يهدد بدوامة عنف خطرة، حذرت مصادر رسمية رفيعة في الإقليم من مغبة استغلال الميليشيات وإيران لـ "صراع الأجنحة" المتأجج داخل صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK).
وشهدت مدينة السليمانية بمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق توتراً أمنياً كبيراً بدءاً من مساء أمس الخميس، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة داخل فندق يُعتقد أنه مقر رئيس جبهة الشعب، لاهور شيخ جنكي.
واندلعت تلك المواجهات عقب تحرك قوات أمنية مشتركة من مكافحة الإرهاب والكوماندوز وآسايش الاتحاد الوطني الكردستاني لتنفيذ مذكرة توقيف قضائية بحق القيادي السياسي لاهور شيخ جنكي، استناداً إلى المادة 56 من قانون العقوبات العراقي.
وحذر مصدر رفيع في الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، من خطورة الصراع العائلي السياسي بين اثنين من أولاد عمومة لاهور -بافل - بعد أن كانا شريكين في قيادة الحزب، مشيراً إلى خلافهما على السلطة السياسية في الحزب وعلى مستوى الدولة.
وذكر المصدر أنه قد "تتدخل وساطات من بغداد؛ لأن بافل له حلفاء فيها، والتدخل قد يكون بجانب سلمي أكثر من الانحياز إلى طرف دون الآخر".
وأضاف: "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والمشهداني يميلان إلى رأب الصدع، على عكس الميليشيات التي تود اشتعال الحرب الأهلية من السليمانية وحتى دهوك".
وفي حين تلعب إيران دوراً كبيراً في دعم بعض الأحزاب السياسية بالعراق، مما يؤثر على التوازن في إقليم كردستان، فإن الخطر الأكبر، على حد قول المصدر لـ"إرم نيوز"، قد يكون من جانب طهران، مبيناً: "هناك خشية كبيرة منها في أن تدعم الفوضى وتأجج هذه الاشتباكات، لذلك يجب التوصل إلى حل سريع".
وذكر أن الموقف الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني يدعم الصلح والتوافق بينهما ووقف هذا الصراع، قائلاً: "إن الحزب سيعمل على وقف هذا الصراع بين الرجلين ولن يدعهما يستمران في صراعهما".
وأردف: "مسعود البارزاني هو قريب من الطرفين، من لاهور وبافل، وأستطيع أن أقول إن مسعود لم ينم هذه الليلة، حيث أجرى اتصالات عدة بين الطرفين لاحتواء التصعيد".
وأضاف المصدر: "اعتقال لاهور أمر خطير على الاتحاد الوطني، خصوصاً أن لاهور لديه نفوذ مهم في السليمانية وليس عادياً".
واستطرد قائلاً: "إن لم يكن بمستوى نفوذ بافل فإنه لا يقل عنه"، مبيناً أن كلا منهما يعرف نقاط قوتهما وضعفهما. وتابع: "لاهور له جمهور كبير، وليست كل المفاتيح بيد السيد بافل، حيث إن الكثير من المفاتيح بيد لاهور"، مؤكداً أن "عملية اعتقاله ليست سهلة ولها ارتدادات خطيرة إن لم يتم تجاوز الخلاف خلال الساعات القادمة"، وفق قوله.
ويأتي هذا الحادث في خضم صراع سياسي متأجج داخل صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK)، حيث يتصدر لاهور شيخ جنكي الأدبيات السياسية كرمز خارج التيار التقليدي، منذ تأسيسه حزب جبهة الشعب في أوائل العام 2024، بعد خلافات داخل حزبه السابق، وفق مصادر سياسية.
وأفادت وسائل إعلام مقربة من لاهور جنكي أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أجرى اتصالًا هاتفيًا دعا فيه إلى التهدئة وضبط النفس، في محاولة لاحتواء الموقف المتصاعد.
وفي بيان لرئيس حكومة إقليم كردستان، طالب مسرور البارزاني بوقف الاشتباكات فورًا ومنع إراقة الدماء، محذراً من أن "هذا التصعيد يهدد أمن واستقرار الإقليم".
ودعا إلى حل جميع الخلافات من خلال القنوات القانونية والدستورية، مؤكداً أنه يجري اتصالات مع جميع الأطراف المعنية للعمل على تهدئة الأوضاع.
وقال رئيس الإقليم في بيان نقلته وسائل إعلام كردية اليوم الجمعة: "هذه التوترات والاشتباكات التي تجري في السليمانية تستهدف أمن واستقرار إقليم كوردستان، لذلك يجب على جميع الأطراف أن يضبطوا أنفسهم ويوقفوا هذه المواجهات، وألا يُترك شباب هذا الوطن ضحية لها. وأي مشكلة أو خلاف موجود ينبغي أن يُحل بالطرق القانونية".
وتابع: "لقد عملت مع جميع الأطراف من أجل إنهاء هذه التوترات ومنع إراقة الدماء والعنف". ويرى المتابعون للشأن الكردي أن الأزمة الراهنة ليست مجرد إجراء أمني، بل صراع داخلي محتدم بين أجنحة الاتحاد الوطني الكردستاني.
لاهور شيخ جنكي، الذي شغل مناصب أمنية وحزبية بارزة، ظل على خلاف حاد مع بافل طالباني منذ الإطاحة به من مواقع النفوذ العام 2021. ومنذ ذلك الحين، تصاعد التوتر بين الطرفين ليصل إلى مواجهة علنية وصلت إلى مرحلة حصار المنزل.
ويرى مراقبون أن "لجوء القيادة الحالية للحزب إلى خطوات أمنية بهذا الحجم يعكس رغبة في إزاحة لاهور نهائيًا من المشهد"، خصوصًا بعد محاولاته تشكيل تكتلات سياسية جديدة مثل "جبهة الشعب"؛ الأمر الذي أثار مخاوف من تفكك الاتحاد الوطني.
ووفقًا لهم، فإن ما يثير القلق أكثر هو أن أي مواجهة مسلحة في السليمانية قد تتوسع لتشمل مناطق أخرى في الإقليم، خاصة مع وجود أنصار لاهور في صفوف الأجهزة الأمنية والبيشمركة.
ويشير المراقبون إلى أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى انقسام دموي داخل المؤسسة الأمنية الكردية، الأمر الذي من شأنه تقويض استقرار الإقليم بأكمله.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|