عربي ودولي

"ديبلوماسيّة ناعمة".. ميلانيا ترامب قوّة خفيّة خلف الكواليس

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

خلال الإدارة الأولى، اشتهرت ميلانيا بأنّها لم تنتقل من نيويورك إلى البيت الأبيض إلا بعد 6 أشهر من التنصيب، بانتظار انتهاء عام ابنها بارون الدراسي. 

غالباً ما كانت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب تُفضِّل ألّا تتحدّث كثيراً، لهذا كان تدخّلها في مستنقع ديبلوماسي بحجم حرب أوكرانيا بمثابة صدمة كبيرة، وفق تقرير "الديلي ميل". 

ففي رسالة – سلّمها زوجها الرئيس دونالد ترامب باليد إلى فلاديمير بوتين خلال قمّتهما للسلام الأسبوع الماضي في ألاسكا – خاطبت ميلانيا الزعيم الروسي بعبارات إطراء، مؤكّدة أنّه يستطيع "بمفرده" أن يعيد "ضحكات الأطفال العذبة"، وأنّه بذلك "سيخدم الإنسانية نفسها".

وبغضّ النظر عن جرأة محاولة استمالة الجانب اللطيف لدى الرئيس الروسي، فإن نبرة الرسالة كانت لافتة. فلم تذكر ميلانيا أوكرانيا بالاسم ولو مرّة واحدة. لكن رسالتها كانت واضحة: كانت تشير إلى عشرات آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين اختُطفوا قسراً على يد القوّات الروسية خلال الحرب المستمرّة منذ 3 سنوات.

وما يزيد المفاجأة أن الرسالة – على الأقل كما قال ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الإثنين – قد "لاقَت ترحيباً كبيراً" من بوتين.

هل هو تباهٍ على الطريقة الترامبية؟ ربّما. لكن "ديبلوماسية ميلانيا الناعمة" حصدت إشادة نادرة حتى من خصوم سياسيين.

فلا أقل من مايكل لاروزا، السكرتير الصحافي السابق لجيل بايدن (زوجة الرئيس السابق)، قال لصحيفة "ديلي ميل": "هذه خطوة مقصودة من ترامب والسيدة الأولى كفريق واحد، وهو أمر لا نراه غالباً. إنّها من اللحظات القليلة التي أستطيع أن أقول إنهما عملا معاً بفعالية كقوة سياسية واحدة".

ويقول أصدقاء إن ما حصل لم يكن سوى عرض علني للقوة الخفية التي لطالما مارستها ميلانيا في الكواليس.

ووفقاً لكيليان كونواي، مديرة حملة ترامب عام 2016 ومستشارته البارزة في ولايته الأولى: "خلف الأبواب المغلقة، كان ترامب، لسنوات طويلة، يعتبر زوجته مستشارة وصاحبة رأي مهم. سواء كان رجل أعمال عالمياً أو نجم تلفزيون أو رئيساً للعالم الحر، فإن رأي ميلانيا هو ما كان يسعى إليه دوماً. هو يخشاها لكنه في الوقت ذاته يجلّها".

 "الأبواب المغلقة"

لكن إذا أثبتت رسالة الأسبوع الماضي شيئاً، فهو أن ميلانيا لم تعد تريد أن تبقى "خلف الأبواب المغلقة". ولكن الأمر لم يمر من دون ملاحظة.

فأحد المطلعين في البيت الأبيض قال لـ"الديلي ميل": "هذا بالتأكيد حديث العاصمة. يثير التساؤل: ما الذي تغيّر في الكواليس؟ هل نحن بصدد مشاهدة شرخ داخل الصفوف؟".

وفي إشارة إلى تهديد ميلانيا الأخير بمقاضاة هنتر بايدن – ابن الرئيس السابق – بمليار دولار بسبب ما وصفته بأنّه "ادعاءات كاذبة ومسيئة وافترائية" بأنّها التقت بترامب عبر المجرم الجنسي جيفري إبستين، أضاف المصدر: "القاعدة الأولى لكونك سيدة أولى هي تجنّب الحديث عن الفضائح المحيطة بزوجك. لكن ها هي في الواجهة، تُطلق التهديدات بشأن مزاعم هنتر عن إبستين. إنها تُؤجّج النار وتُظهر أنها لا تقبل أن يُملى عليها ما تفعل".

وربما كان ذلك مقصوداً منذ صورتها الرسمية كسيدة أولى في كانون الثاني/ يناير ، حيث لم ترتدِ فستاناً أنيقاً، بل بدلة توكسيدو من "دولتشي آند غابانا" بطيّات حريرية وقميص قطني ناصع وحزام من "رالف لورين". جلست منحنية فوق طاولة عاكسة وحدّقت للكاميرا بصرامة ذكورية. رسالتها كانت واضحة: "أنا هنا للعمل بجدّية".

ولهذا، وبخلاف ولايته الأولى، بنت ميلانيا هذه المرة فريقاً ضخماً في جناحها الشرقي، واستعانت بجون روجرز – المساعد السابق لرونالد ريغان ونائب الرئيس التنفيذي في غولدمان ساكس – لتقديم المشورة بشأن التوظيف.

انتزاع صلاحيات!
خلال الإدارة الأولى، اشتهرت ميلانيا بأنّها لم تنتقل من نيويورك إلى البيت الأبيض إلا بعد 6 أشهر من التنصيب، بانتظار انتهاء عام ابنها بارون الدراسي. لكنّها مع ذلك وجدت وقتاً لإحباط محاولات إيفانكا ترامب لانتزاع جزء من صلاحياتها.

فبحسب القصّة، اقترحت إيفانكا – وهي الآن في الثالثة والأربعين – أن يُعاد تسمية مكتب السيدة الأولى في الجناح الشرقي ليصبح "مكتب العائلة الأولى". اقتراح أغضب ميلانيا بشدّة.

وقال لاروزا: "يمكن أن يُستهان بدور السيدة الأولى أو يُقلّل من تغطيته إعلامياً، لكن هناك قوى خفية هائلة يمكنها امتلاكها إذا شاءت".

أنيتا ماكبرايد التي كانت رئيسة ديوان لورا بوش، ترى في رسالة ميلانيا إلى بوتين لحظة مفصلية، مشبّهة إياها بخطاب إذاعي شهير للورا بوش عام 2001 انتقدت فيه "طالبان" على معاملة النساء.

لكن بالنسبة لميلانيا، الأمر يتجاوز الديبلوماسية والنفوذ داخل البيت الأبيض. فهي تبحث بحثاً متزايداً عن هوية مستقلّة خارج السياسة، وعن مالها الخاص، رغم زواجها من ملياردير.

ففي نيسان/أبريل وتموز/يوليو الماضيين، حصلت ميلانيا على 240 ألف دولار لقاء خطابين ألقتهما أمام مجموعة "لوغ كابن ريبابليكانز" (جمهوريون مثليون). وفي تشرين الأول/أكتوبر أصدرت مذكّراتها، ثم في كانون الثاني/يناير كُشف عن صفقة بقيمة 40 مليون دولار مع "أمازون" لفيلم وثائقي واقعي.

ومع تزايد حضورها، يجدر التفكير بأنه في سن التاسعة والسبعين قد يكون حضور ترامب نفسه في انحسار. فبالرغم من نشاطه، هناك تغيّرات طفيفة في العلاقة.

وقال مصدر مقرّب من العائلة: "من المحتمل أن يكون ترامب بات يعتمد على ميلانيا للاستقرار العاطفي والجسدي. الرئيس يتقدّم في العمر. خطواته لم تعد ثابتة".

قبل زواجها بست سنوات، عام 1999، قالت ميلانيا كناوس البالغة آنذاك 26 عاماً لقناة "أي بي سي" إنّها لو أصبحت سيدة أولى فستكون "تقليدية مثل جاكي كينيدي" وستدعم زوجها.

وبحسب مقرّبين منها، لا تزال ميلانيا مفتونة بشخصية جاكي أوناسيس، المرأة التي تطمح لأن تبلغ مثلها مرتبة "الأسطورة".

وقال أحد المطلعين: "ميلانيا ترى نفسها واحدة من العظماء".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا