"مهلة أغسطس".. مصير الاتفاق النووي "معلّق" على خيط دبلوماسي رفيع
بيروت ضمن أولى جولات البابا لاون الخارجية: رسالة ثقة بأن لبنان لم يُترك دوليًا
الزيارة التي وعد بها البابا الراحل فرنسيس، وحالت الظروف الامنية والاقتصادية والسياسية التي عصفت بلبنان دون اتمامها، يبدو ان البابا لاون الرابع عشر سيقوم بها في السنة الاولى من حبريته، حيث اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان الزيارة مُتوقعة قبل نهاية العام الجاري. ومن المرجح ان تكون جزءا من جولة خارجية تشمل تركيا في اواخر تشرين الثاني لإحياء الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية (النيقاية).
حتى الآن، لم يُعلن الفاتيكان رسميًا عن الموعد النهائي ولا حتى تفاصيل الترتيبات اللوجستية او برنامجها وما اذا كانت ستتضمن لقاءات شعبية على غرار زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1997، او تبقى في الاطار الرسمي كزيارة البابا بنديكتوس في العام 2012، لكن عادة تنسق الدوائر الفاتيكانية مع رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والكنيسة المارونية، بالإضافة إلى الجيش، ونظرًا للوضع الأمني في لبنان والمنطقة، فإن الحماية ستكون مشددة.
البابا لاون الذي أعلن في ايار الفائت العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة، وان يشهد لبنان موسمًا جديدًا من الانسجام السياسي والتعافي الاقتصادي عبر خطة إصلاح واستقرار، فان زيارته ستحمل الكثير من الابعاد الروحية والسياسية، وستعيد التأكيد على ان لبنان يُعتبر بالنسبة الى الفاتيكان «مشروع سلام» حقيقي، وبلد التعايش بين الأديان والمذاهب والذي يجب أن يظل نموذجاً في المنطقة. وهذه الرسالة لا تستهدف لبنان بمفرده، بل تمتد إلى رسالة أوسع في الشرق الأوسط تحضّ على التسامح والتعددية والتآخي.
وبحسب مرجع كنسي، فإن للزيارات البابوية الى اي بلد تحمل بعدا معنويا كبيرا، وهي بالنسبة الى لبنان تحمل "إشارة ثقة دولية"، اذ يبدو ان البابا لاون اختار أن يجعل لبنان من أوائل محطاته الخارجية، ما يعني أن الفاتيكان يرى أن الأوضاع تسمح على الأقل بهامش من الاستقرار الأمني والسياسي. وقال المرجع لوكالة "أخبار اليوم"، انها ايضا رسالة دعم روحي وأخلاقي، فالفاتيكان يعتبر لبنان "بلد الرسالة"، ومثل هذه الزيارة تعيد تسليط الضوء العالمي عليه بعد سنوات من العزلة والأزمات، وهي ايضا تفتح الباب أمام مزيد من الاهتمام الدولي، وربما مساعدات إنسانية أو دعم سياسي.
وأشار المرجع إلى أن الزيارة تعطي انطباعًا إيجابيًا بأن لبنان ما زال قادرًا على استضافة حدث دولي كبير بهذا الحجم، قائلا: قد لا تشكل ضمانة للاستقرار المستدام، بل هي من دون شك بمثابة دفعة معنوية ورسالة تحفيزية، قد تشجع الداخل والخارج على الاستثمار أكثر في استقرار لبنان.
وفي هذا السياق ذكر المرجع أن زيارة البابا يوحنا بولس الثاني (1997) جاءت بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975–1990) وفي ظلّ إعادة إعمار بيروت، لكن مع وجود الجيش السوري في لبنان وسيطرة سياسية معقدة. لكن اهم ما فيها هو أصدار "الإرشاد الرسولي للبنان"، وأطلق البابا الراحل وقتذاك عبارته الشهيرة : "لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة حرية وتعددية للشرق والغرب."
وأضاف: الزيارة أعطت المسيحيين جرعة معنوية بعد سنوات الحرب، وشعورهم بالتهميش السياسي وقتذاك، وبالتالي شجعت الكنيسة المارونية وسائر الطوائف المسيحية على البقاء والتجذر في أرضهم.
أما زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر (2012)، تابع المرجع، لقد اتت بعد اشهر من اندلاع الحرب السورية وانقسام اللبنانيين حولها مع أزمة اقتصادية بدأت تلوح، ومن لبنان وقّع بنديكتوس "الإرشاد الرسولي للشرق الأوسط"، داعيًا إلى الحوار بين الأديان ونبذ العنف، كما اعتُبرت رسالة تضامن مع مسيحيي الشرق الذين كانوا ينزحون بسبب الحربين السورية والعراقية، كما أعطت دفعًا لصورة لبنان كبلد توازن وحوار.
وختم المرجع : زيارة البابا لاون رسالة ستؤكد ان "لبنان بلد رسالة وسلام" والتعايش ودعم المجتمع الدولي، وهي بالتزامن مع مرحلة حساسة ودقيقة: الخروج من الحرب الاسرائيلية، ومعالجة ملف السلاح غير الشرعي واطلاق ورشة الاصلاح المنتظرة، وبالتالي لا بدّ ان تشكل رسالة ثقة بأن لبنان لم يُترك دوليًا.
في المحصلة الزيارة البابوية تُعيد تسليط الضوء على لبنان وتمنحه دفعة معنوية قوية، لكنها لا تغيّر وحدها المعادلات والتوازنات، فلبنان مرتبط بمحيطه "في السراء والضراء".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|