الصحافة

في باريس: توافق سوري "إسرائيلي" محوره السويداء

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية في تقرير لها يوم أول من أمس، الثلاثاء، إن «وزير الخارجية أسعد الشيباني كان قد التقى بباريس وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر برعاية الوسيط الأميركي توم براك»، وأضاف التقرير إن الطرفين بحثا «العديد من الملفات المتعلقة بخفض التصعيد، وتعزيز الإستقرار في المنطقة»، وإن «النقاشات تركزت على وقف التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، وتعزيز الإستقرار في الجنوب، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق( فك الإشتباك) الذي ينص على وقف الأعمال القتالية بين سوريا واسرائيل، وإشراف قوة أممية على المنطقة منزوعة السلاح»، ومن الواضح هنا أن المحور الأساسي لتلك النقاشات يتركز على «وقف إطلاق النار في السويداء « وعلى « الوضع الأمني في الجنوب السوري عموما»، أما باقي المحاور المذكورة في تقرير الوكالة فهي لا تعدو أن تكون «إكسسوارا»، يراد منه تجميل صورة المشهد في «عين» سورية لا تزال «شبكيتها» تختزن مشاهد القتل والدمار التي خلفتها طائرات كيان غاصب وإبادي، فلا التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري سوف يتوقف لاعتبارات أبرزها أن «نوافذ» هذا الأخير مشرعة بدرجة تغري الكثيرين، ولا الدعوة إلى تفعيل اتفاق «فك الإشتباك» تبدو واقعية، فالإتفاقات لا تحميها «بصمات» الموقعين عليها، بل تحميها توازنات القوى المحيطة بها، والراجح هنا أن هذه النقطة سوف تخضع للخطة، عينها، التي أطلقها السفير الأميركي توم براك من بيروت، والتي تقوم على مبدأ «الخطوة مقابل خطوة»، راميا «الكرة» بذلك في الملعب الإسرائيلي بعد إقرار الحكومة اللبنانية، بجلستها المنعقدة يوم 5 آب، للورقة الأميركية القاضية بـ«حصر السلاح بيد الدولة»، لكن المشكلة هي أن تل أبيب سوف تنطلق، غداة اتخاذ القرار بـ«خطوتها» المقابلة، من اعتبارات تتعلق أيضا بميزان القوى القائم، وهو مائل بالتأكيد في الحالتين السورية واللبنانية، لصالح اسرائيل، الأمر الذي سيدفع في الحالتين، سابقتي الذكر، إلى مأزق مفتوح من الصعب إيجاد حلول له تحت سقف «الثوابت الوطنية».

في مطلق الأحوال يمكن القول إن الإجتماع مؤشر على وجود نوايا لدى الطرفين تقضي باللجوء إلى «الديبلوماسية» سبيلا لحل الملفات العالقة، والراجح هو إن الوصول إلى توافقات حول ملف السويداء يمكن أن تكون له منعكسات إيجابية على باقي الملفات، وفي معايرة المعطيات المتوفرة للوصول إلى صورة تؤكد حصول توافق من عدمه حيال هذا الملف الأخير، يمكن القول إن موقع «إكسيوس» الأميركي كان قد ذكر في تقرير له يوم الإثنين، أي قبل يوم واحد من اجتماع باريس، إن «إدارة ترامب تحاول التوسط بين اسرائيل وسوريا لإنشاء ممر إنساني يصل بين اسرائيل و بين مدينة السويداء»، أما السفير توم باراك فقال في تغريدة له على منصة «X»، يوم الثلاثاء، إنه «عقد اجتماعا دافئا ومفيدا مع الشيخ موفق طريف( الزعيم الروحي للدروز الفلسطينيين)، وإنهما ناقشا كيفية الجمع بين مصالح جميع الأطراف، وتهدئة التوترات، وبناء التفاهم»، والجدير ذكره في هذا السياق أن الشيخ طريف كان قد عقد اجتماعا ثانيا مع السفير باراك بعيد اجتماع هذا الأخير مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ما يعني بوضوح أن ثمة رسائل محددة تم تناقلها ما بين الشيباني وبين الشيخ طريف عبر السفير الأميركي، وإن تلك الرسائل كانت أسئلة يراد لها أجوبة مقتضبة وسريعة، ولربما جاء ما نشره الشيخ طريف على صفحته دالا بـ«الإيحاء»، وليس بالتصريح، على التوصل إلى اتفاق يلبي مطالبه، فقد كتب في منشور على تلك الصفحة «تمت مناقشة الأوضاع في السويداء، وتمت مطالبة الإدارة الأميركية بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار بشكل شامل ومستدام»، وتابع «طالبنا أيضا بفتح معبر بري بضمانات أميركية لتمرير المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء».

في سياق متصل نفذت قوات «التحالف الدولي»، فجر الأربعاء 20 آب، «عملية إنزال جوي على بلدة( إطمة) بريف إدلب، وقد أسفرت العملية عن اعتقال قيادي بارز في تنظيم( الدولة الإسلامية) يعرف باسم ( أبو حفص القرشي) إلى جانب نساء فرنسيات كن برفقته»، وفقا لما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أضاف في تقريره إن «طائرات مروحية أقلعت فجر الأربعاء من مطار (صرين) بريف عين العرب(كوباني) وحطت بالقرب من بلدة أطمة بريف إدلب»، لكنه قال أنه «لا يعرف مصير النساء اللواتي كن برفقة القرشي، وإذا ما كان قد تم احتجازهن عند قوات (الأمن العام)، أم عند قوات (التحالف الدولي)»، والجدير ذكره إن «أبو حفص القرشي»، عراقي الجنسية ولا يعرف اسمه بالتحديد، هو» الخليفة» الخامس، وقد أعلن عن تنصيبه بوم 3 آب 2023، بعد أشهر من مقتل «الخليفة» الرابع أبو الحسين الحسيني القرشي، الذي قتل شهر نيسان من العام ذاته ببلدة عفرين بريف حلب، واللافت هنا أن التنظيم كان قد أعلن، ردا على إدعاء تركي مفاده أن هذا الأخير قتل على يد الإستخبارات التركية، أن «الخليفة أبو الحسين قضى شهيدا بعد صدام مع جبهة النصرة( هيئة تحرير الشام) ببلدة عفرين»، وقد ذكرت مصادر محلية، في أعقاب اعتقال «الخليفة أبو حفص» فجر الأربعاء الماضي، إن «العملية استهدفت بشكل مباشر منزل مصطفى الخالد الواقع بوسط البلدة»، وإنه «لوحظ انتشار كثيف لقوات الأمن الداخلي في محيط المنزل المذكور، وفي عموم البلدة»، وإذا ما صح ما ذكرته تلك المصادر فإن العملية تكون قد تمت بتنسيق مباشر ما بين قوات «الأمن الداخلي» وبين «قوات التحالف»، بل إن الأمر برمته يصبح أقرب لنظام «دفع الفواتير»، حيث من الواضح أن «كوى» الدفع هنا كانت أميركية فرنسية مشتركة، وقد يثير هذا حفيظة التنظيم المتحفز، والمراقب جيدا لعثرات السلطة الأمنية التي تكاثفت مؤخرا بشكل كبير، فيذهب بأحد اتجاهين، الأول أن يذهب نحو رد فعل انتقامي محدود إذا ما كانت حساباته تقول بأن لا مصلحة راهنة بتوسيع رقعة الصدام، أو يذهب باتجاه تنفيذ عملية واسعة ثأرا لـ«خليفتيه» إذا ما كانت حساباته تقول بإن المزيد من «الإنكفاء» يعني تكريسا أكيدا للغياب عن الصورة.

عبد المنعم علي عيسى -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا