من يُقنِع شيعة الولاية أنّ بناء الدولة يصب في مصلحتهم؟
إذا كان قرار الشيخ نعيم قاسم أمين عام فرع ولاية الفقيه في لبنان ينطلق من حسابات إيرانية بحتة، وإذا كان صياح زمرة المحور ينطلق أيضًا من زيارة لاريجاني غير المحببة إلى بيروت، يبقى السؤال: أين مصلحة شعب هذا المحور؟ متى صار الانتحار حتميًا، فيما الخيار الآخر يأخذ هؤلاء إلى لبنان الجديد، السيد الحر المستقل، المحرّر من أيّ احتلال والمجرّد من أي سلاح خارج إطار الشرعية.
حالة الهذيان التي أصابت القيادة الجديدة لـ”حزب الله” من جرّاء قرار الحكومة انتشال لبنان من أتون الكارثة تبدو كارثية.. وعلى سبيل المثال لا الحصر، زعم الشيخ نعيم قاسم أنّ سلاحه مكرّس في دستور الطائف، وهذا خطأ جسيم ومحاولة تضليل للرأي العام، كون وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف)، تحدثت عن حصر السلاح بيد الدولة، فيما البيانات الوزارية السابقة ميّزت “حزب الله” عن سائر الميليشيات بسبب الاحتلال الاسرائيلي الذي دام حتى العام 2000، واستذوق الحزب بدعم من النظام السوري ومن بعض الذميين في لبنان، وتمسك ببيانات وزارية تغض الطرف عن امتلاكه السلاح.. السلاح نفسه الذي اغتال رفيق الحريري وكوكبة من الشهداء وصولًا إلى لقمان سليم والياس الحصروني.
إلى أن تبدّل الظرف بعد انزلاق “الحزب” في حرب الإسناد التي تسبّبت بكل أنواع المصائب والكوارث، على الشعب اللبناني عمومًا من جرّاء التدمير وفرملة العجلة الاقتصادية وهي المتنفس الوحيد للبنانيين، وعلى شعب “حزب الله” تحديدًا، الذي طردته تحذيرات أفيخاي أدرعي، فاستقبلته بيروت وبكفيا وبشري ودير الأحمر ومنطقة الشوف وعاليه، وفتحت له أبواب الإنقاذ من الموت المحتم، حتى عاجلها بالاتهامات والتخوين، ما إن تنفّس الصعداء، بعد قبول إسرائيل وقف الأعمال الحربية بطلب أميركي لا يُمكن رفضه.
واليوم، لدينا خطاب قَسَم رئاسي تُرفع له القبعة، ولدينا بيان وزاري يحاكي خطاب القَسَم، ولدينا حكومة مصممة على بناء الدولة، مدعومة من شعبها بسواده الأعظم، لكن خفافيش الممانعة أبت الانصياع إلى بناء الدولة وفضلّت التمسك بسلاح الخردة الذي عالجته إسرائيل ورصدت كل المخابئ حتى تصطاد يوميًا كل من يحاول الاقتراب من أي مستودع.
وعليه، وبعد التأكد من عجز “حزب الله” عن إطلاق “فتيّشة على إسرائيل، وعجزه عن إقناع شعبه وناسه بضرورة الاحتفاظ بالسلاح، ما عدا قلّة مضللة وقلّة مستفيدة، تبدو النصيحة ضرورية لهؤلاء، بأن يبتعدوا عن إيران وأفكارها التخريبية، ويتأكدوا تمامًا، أنّ جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام وغيرهم، يعرفون مصلحتهم ويعملون على إنقاذ لبنان، فيما الإيراني، يتطلع إلى لبنان كورقة تفاوضية يرميها متى يريد على طاولة تسوية أوضاعه وشراء مدة إضافية لنظامه، تقيه شرّ الانهيار الكامل تحت ضربات نتنياهو.
يبقى السؤال الأهم، لماذا تستجدي إيران لفتة من أميركا، وتصدح الأصوات “الإيرانية” في لبنان: “الموت لأمريكا”.. أما آن أوان الصحوة بدلًا من الانتحار المتعمد؟
بشارة خيرالله -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|