سيناريوهات الأبواب المغلقة... "جنوب لبنان بلا اليونيفيل"؟
يواجه ملف تجديد ولاية قوات "اليونيفيل" هذا العام تعقيدات غير مسبوقة، في ظل نقاشات محتدمة، وطرح خيارات قد تُنهي مهمتها بشكل كامل أو تغيّر طبيعتها جذريًا.
وفي هذا الإطار، يؤكّد الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "مصير قوات "اليونيفيل" بات موضع نقاش جدي بين أعضاء مجلس الأمن، إلى جانب إسرائيل ولبنان، ولم يعد الحديث يقتصر على التجديد التلقائي أو الآلي، بل باتت خيارات أخرى مطروحة للنقاش، من بينها:
-إنهاء مهمة "اليونيفيل" بشكل فوري اعتبارًا من 31 آب الجاري.
-التمديد القصير الأمد لبضعة أشهر، على أن تنتهي المهمة نهائيًا في آب 2026، ما يتيح البدء بتفكيك المنشآت والمباني وسحب القوات تدريجيًا اعتبارًا من نهاية هذا العام.
ويشرح أن "هذه الطروحات تعود لعدة اعتبارات، أبرزها القناعة المتزايدة لدى المجتمع الدولي بأن "اليونيفيل" لم تنجح في تحقيق أهدافها، خصوصًا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2006 و2023".
ويقول: "خلال هذه الفترة، وتحت مظلة القرار 1701، تمكن حزب الله من ترسيخ بنية عسكرية كبيرة داخل منطقة عمليات "اليونيفيل" وتحت أنظارها، دون أن تكون للقوات الدولية القدرة أو الصلاحية لمنع ذلك".
ويلفت إلى أن "دور "اليونيفيل" اقتصر على رصد وتوثيق الانتهاكات والخروقات، من دون أن تتمكن من منع تصاعد التوترات أو ما يُعرف بـ"حرب الإسناد" من جانب حزب الله، والجيش اللبناني لم ينجح بدوره في تنفيذ مهامه كما يجب، بسبب ما يعتبره تقصيرًا على مستوى القيادة السياسية التي، بحسب رأي حمادة، كانت متواطئة مع حزب الله منذ عام 2006 وحتى 2023، بما يشمل معظم القوى السياسية اللبنانية، الأمر الذي أدى إلى تحويل لبنان إلى قاعدة متقدمة للمشروع الإيراني".
ويضيف: "في حال اندلاع حرب جديدة، لن تكون القوات الدولية هي الجهة القادرة على وقفها، كما أن الحديث عن انتشار الجيش اللبناني من دون دعم "اليونيفيل" لا يعكس الواقع بدقة، إذ أن القوات الدولية أصبحت فعليًا جسمًا شكليًا بتمويل يقارب مليار دولار سنويًا، دون أن يكون لها دور تنفيذي حقيقي أو تأثير فعّال على الأرض".
ويشدّد حمادة على "وجود مطالبة أميركية بمنح "اليونيفيل" صلاحيات أوسع وأكثر مرونة، بما يشمل تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة، ومداهمات، وتوقيف عناصر مسلّحة، ومصادرة مخازن أسلحة في أي مكان، من دون الرجوع إلى الدولة اللبنانية أو الجيش اللبناني، لكن في نهاية المطاف، تبقى هذه الطروحات مرهونة بمدى قدرة "اليونيفيل" واستعداد الأمم المتحدة لتبنّي مثل هذه المهام، التي من شأنها أن تغيّر طبيعة وجود القوات الدولية في الجنوب بشكل جذري".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|