فيديو صادم من السويداء يوثق لحظة اقتحام "الأمن العام" المشفى الوطني وتنفيذ عملية إعدام ميداني
"صفقة ترامب".. دونباس والقرم "ثمن" السلام بين روسيا وأوكرانيا
على وقع تسريبات متزايدة عن اتفاق قيد الإتمام بين واشنطن وموسكو، تترقب العواصم العالمية ما وُصف بأنه أخطر صفقة سياسية منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تقضي بتثبيت سيطرة روسيا على الأراضي التي سيطرت عليها، مقابل تجميد الحرب وفتح باب التسوية النهائية.
وبحسب مصادر مطلعة، يعمل مسؤولون أمريكيون وروس على صياغة اتفاق للأراضي تمهيدًا لقمة مرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل.
ووفقًا للمصادر تتضمن الخطة اعترافًا ضمنيًا بسيطرة موسكو على كامل إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم، مع انسحاب أوكرانيا من مناطق في لوغانسك ودونيتسك، ما يمنح الكرملين انتصارًا سياسيًا لم يحققه عسكريًا منذ شباط/ فبراير 2022.
ووفق المصادر، قد يشمل الاتفاق وقف الهجمات الروسية في خيرسون وزابوريجيا على خطوط التماس الحالية، تمهيدًا لوقف إطلاق النار.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفي تصريحات اليوم، شدد على أن "الأوكرانيين لن يتركوا أراضيهم للمحتلين"، مؤكدًا أن أي قرار يُتخذ من دون كييف هو "قرار ضد السلام" ولا يمكن أن ينجح.
وأوضح أن بلاده مستعدة لحلول حقيقية تضع حدًا للحرب، لكنها ترفض أي تسوية تُفرض عليها من الخارج، ما يضع عقبة جديدة أمام مشروع الصفقة التي تراهن عليها واشنطن وموسكو.
الأرض لروسيا وضمانات لأوكرانيا
وأكد الخبراء، أن القمة المرتقبة بين واشنطن وموسكو تحمل ملامح "صفقة الأرض مقابل السلام"، حيث تبحث القوى الكبرى صيغة تضمن وقف الحرب عبر تثبيت سيطرة روسيا على الأراضي التي تحتلها حاليًا، مقابل ضمانات غربية لأوكرانيا وانفتاحها على الاتحاد الأوروبي.
ورجح خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تضغط العواصم الغربية على كييف للتنازل عن بعض المناطق الناطقة بالروسية في الشرق، مقابل إنهاء القتال وتجميد الصراع بشروط واضحة.
وأضاف الخبراء أن هذه الصيغة تتوافق مع رؤية الإدارة الأمريكية الساعية لإنهاء الحرب عبر صفقة سياسية شاملة، رغم اعتراض دول أوروبية ترى أن أي اتفاق يمنح موسكو مكاسب استراتيجية.
واعتبروا أن تصريحات الرئيس الأوكراني، التي شدد فيها على أن "الأوكرانيين لن يتركوا أرضهم للمحتلين"، تمثل رفعًا لسقف المواقف بإيعاز من حلفائه، لكن واقع التوازنات الميدانية قد يدفعه في النهاية إلى القبول بتسوية وفق شروط القوى الكبرى.
مناقصة حول شرق أوكرانيا
من جانبه، قال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، تمثل في جوهرها "مناقصة حول شرق أوكرانيا"، موضحًا أن هذه المنطقة استراتيجية بالنسبة لروسيا التي تسعى للسيطرة عليها منذ فترة.
وأضاف كابان لـ"إرم نيوز"، أن أجزاء من جزيرة القرم وعددا من الولايات الناطقة بالأوكرانية أو الروسية تمثل أولوية لموسكو، إذ تتركز الجهود الروسية على تلك المناطق لاعتبارات استراتيجية وعرقية.
ورأى أن أوكرانيا قد تجد نفسها في النهاية مضطرة لقبول الشروط المفروضة عليها، خاصة مع وجود ولايات ذات أغلبية روسية تطالب بالبقاء مع روسيا، رغم تبعيتها القانونية لكييف.
ولفت كابان إلى أن المشهد "يستحضر تجربة جورجيا عام 2008" حين تدخلت روسيا عسكريًا، وتحولت بعض المناطق الناطقة بالروسية إلى كيانات تابعة لها داخل الأراضي الجورجية، وأن الوضع الأوكراني قد يسير في اتجاه مشابه، مع احتمالية تقسيم البلاد بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى.
وأوضح أن الغرب قد يمارس ضغوطًا على كييف للتخلي عن بعض المناطق الناطقة بالروسية في الشرق، مقابل ضم بقية الأراضي للنطاق الغربي والانضمام للاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن هذه الصيغة قد تكون الخطة التي تعمل عليها واشنطن حاليًا.
قمة نوعية واهتمام عالمي
الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو قال، إن القمة المرتقبة بين بوتين وترامب تحظى باهتمام عالمي، إذ تجمع بين أكبر قوتين نوعيتين في العالم.
وأضاف بوش لـ"إرم نيوز"، أن اللقاء قد يسهم في تهدئة التوتر بين البلدين وفتح نقاش جاد حول السلام في أوكرانيا، لكنه حذر من وجود دول تسعى لإفشال القمة، وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي ترى أن أي اتفاق سلام سيسحب لمصلحة موسكو.
وبين أن ترامب يسعى للحصول على لقب «بطل السلام» وربما جائزة نوبل، عبر اتفاق يرضي الجانبين، مشيرًا إلى أن روسيا لن تتنازل عن الأراضي التي ضمتها، بما فيها زاباروجيا ولوغانسك ودونيتسك وخيرسون، إضافة إلى القرم التي تعتبرها "خطًا أحمر".
وأشار إلى أن موسكو قد تقبل الانسحاب من بعض المناطق خارج دونباس، مثل سومي وخاركيف، مقابل ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو وتقييد تسليحها، وهو ما يتماشى مع رؤية ترامب.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن بعض العواصم الأوروبية تصر على استنزاف موسكو وترفض أي اتفاق يمنحها مكاسب، معتبرًا أن السيناريو الأكثر واقعية هو تجميد الحرب بشروط واضحة تمنع تكرار إخفاقات اتفاقيات مينسك.
تفاهمات اقتصادية
وتوقع أن تكون المحادثات بين بوتين وترامب صعبة وقد تستدعي قمة ثانية في روسيا، مع إمكانية التوصل لتفاهمات اقتصادية، خصوصًا في مجالات التنقيب والعمل بالمحيط المتجمد الشمالي.
وأكد نزار بوش، على أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرافضة لأي تنازلات، تمثل في جوهرها "رسالة أوروبية" لرفع سقف المواقف، لكنه شدد على أن وقف الحرب لن يتحقق إلا بعد تحقيق معظم الأهداف الروسية، مرجحًا أن أي اتفاق سلام سيكون بمثابة نهاية سياسية لزيلينسكي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|