وفد من هيئة العلماء المسلمين في كليمنصو... وإشادة بمواقف جنبلاط
"بالأرقام" انهيار شبه كامل في منظومة مياه الشرب بالسويداء
تشهد محافظة السويداء واحدة من أشد أزماتها الخدمية منذ تأسيس الدولة، حيث تعيش مدن المحافظة وأريافها حالة عطش خانقة، بعد خروج معظم مصادر المياه عن الخدمة نتيجة التدمير والتخريب الذي طال البُنى التحتية، والانقطاع الحاد في الطاقة الكهربائية وشحّ المشتقات النفطية، ما أدى إلى فقدان نحو 75% من مصادر المياه التي كانت تغذي مدينة السويداء وفق أرقام مؤسسة مياه الشرب في السويداء.
منظومة مائية شبه مشلولة
بحسب حديث المهندس مثنى أبو عساف، مدير مؤسسة مياه الشرب في السويداء لـ الراصد؛ فقد تعرضت المنظومة المائية في المحافظة لضربات قاصمة، تمثّلت في تعطل جزئي أو كامل لـ 98 بئراً جوفياً، وخروج ثلاث محطات ضخ رئيسية عن الخدمة، اثنتان منها تضررت بشكل كامل، والثالثة تضررت جزئياً، بالإضافة إلى السرقة والتخريب الذي طال الآليات والمستودعات.
و من أبرز الخسائر، تجمع آبار الثعلة المغذي الرئيسي لمدينة السويداء، حيث تعرضت المحطة الثامنة والمحطة التاسعة فيها للحرق والتخريب والنهب، مما جعلهما خارج الخدمة بالكامل.
من 12 ألف متر مكعب إلى 3 آلاف فقط
قبل الأزمة، كانت إنتاجية المياه اليومية تبلغ 12 ألف متر مكعب، أما اليوم، فلم يتبقَّ سوى 15 بئراً قيد التشغيل، 10 منها تعتمد على الكهرباء، و5 تعمل على الديزل باستخدام مولدات احتياطية. ومع تردي وضع الكهرباء، تصبح الآبار العاملة في حال غياب التيار الكهربائي لا تتجاوز 5 فقط، وهي نسبة لا تكفي لضخ المياه عبر الشبكة، مما اضطر المؤسسة إلى تطبيق سياسة (البيدون)، أي نقل المياه بوسائل بديلة وتخزينها في براميل صغيرة، تفادياً للهدر في الشبكات، وحفاظاً على ما تبقى من الموارد.
"خطة إسعافية ومطالب ملحّة"
المؤسسة تعتمد حالياً خطة تدخل إسعافية عاجلة، تركّز على تشغيل مولدات التوليد الاحتياطية وتوزيع المياه عبر صهاريج وخزانات متنقلة في أحياء المدينة. وتم تركيب خزانات بسعة 25 برميل في مواقع متعددة، لتزويد المواطنين بالمياه يومياً.
وأكد أحد كوادر مؤسسة المياه المسؤولين عن قسم الطوارئ لـلراصد إن إعادة تشغيل المنظومة يتطلب تدفقاً مستمراً لحوامل الطاقة (كهرباء – ديزل – زيوت – قطع تبديلية)، محذراً من أن أي عطل فني في الآبار أو المولدات يُعد شبه دائم، بسبب عدم توفر الموارد أو القدرة على الإصلاح ضمن الظروف الراهنة.
"نداء للمجتمع المحلي والدعم العاجل''
في ظل الانهيار الحاصل، وجّهت مؤسسة مياه الشرب نداءً للمجتمع المحلي، داعيةً إلى التعاون في ترشيد استهلاك المياه، والمساعدة في تأمين الوقود وقطع الغيار والتجهيزات الضرورية، مؤكدة أن كوادرها الهندسية والفنية تعمل على مدار الساعة رغم المخاطر والتحديات.
كما شددت على أهمية مشاركة الأهالي في الحل، مشيرةً إلى أن بعض قرى الريف سبقت المدينة في التعامل مع الأزمة، عبر حلول ذاتية بالتنسيق مع المؤسسة، بينما لم تجد النداءات السابقة لسكان المدينة آذاناً صاغية حتى تفاقمت الكارثة.
أرقام صادمة
عدد الآبار الكلي في السويداء: 29 بئراً
عدد الآبار العاملة حالياً: 15 (5 تعمل على المازوت، 10 على الكهرباء).
الطاقة الإنتاجية الحالية: 3000 م³/يوماً
الاستهلاك اليومي للديزل: 32,000 ليتر
عدد ساعات التشغيل اليومية للبئر: 8 ساعات بإنتاجية 25 م³/ساعة
"تحذير واستعداد للأسوأ"
في ظل الحصار المفروض على السويداء، وانخفاض كميات الوقود الواردة إلى المحافظة، أكدت مؤسسة مياه الشرب أن المرحلة المقبلة قد تكون أشد قسوة إذا لم يتم تدارك الوضع سريعاً. لذلك ناشدت الجميع بالتحلي بالمسؤولية، والالتزام بسياسات التقنين، وتقديم الدعم الممكن لإنقاذ ما تبقى من منظومة مياه متهالكة تهدد حياة الأهالي.
الراصد
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|