عربي ودولي

"هندسة الفوضى".. هل لعبت أمريكا دورا لإشعال الجبهات في سوريا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عاد التوتر مجددًا إلى ريف محافظة السويداء، تزامنًا مع تصاعد الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش السوري؛ ما أثار سؤالا حول الأسباب الكامنة وراء هذا التزامن في التصعيد.

وجاء التصعيد على جبهتي شمال شرق سوريا ومحافظة السويداء في الجنوب بعد أيام قليلة من انعقاد المباحثات الروسية-السورية  التي تعد الأولى بين البلدين منذ سقوط النظام السابق؛ ما طرح المزيد من التساؤلات حول دور محتمل للجانب الأمريكي في إعادة تأزيم الأوضاع في سوريا، رفضا  للقناة الدبلوماسية الجديدة التي جرى فتحها بين دمشق وموسكو.

مصادر دبلوماسية غربية لم تستبعد دورا محتملا للولايات المتحدة في إعادة تأزيم الأوضاع في سوريا في خطوة تسعى من خلالها إلى إرسال رسالة واضحة للسلطات السورية  للتعبير عن عدم رضاها عن فتح قناة اتصال جديدة بين دمشق وموسكو.

وأوضحت المصادر الغربية، أن معلومات جرى تسريبها خلال اليومين الماضيين عبر قنوات دبلوماسية ضيقة أظهرت اعتراض مراكز القرار في واشنطن على المباحثات السورية الروسية التي عقدت في موسكو وخُصصت لبحث آفاق التعاون بين البلدين في مرحلة ما بعد سقوط  النظام السابق.

وقالت المصادر، إن التزامن بين الهجمات التي استهدفت قوات الحكومة في شمال شرق سوريا ومحافظة السويداء، والتي وقعت بعد انعقاد المباحثات السورية-الروسية، زاد من الشكوك حول تورط الجانب الأمريكي  في إعادة تأزيم الوضع الأمني في سوريا،بهدف عرقلة أي محاولات لتعزيز النفوذ الروسي  في سوريا الجديدة.

وشهد ريف محافظة السويداء تصعيدًا كبيرًا بعد الهجمات التي شنتها مجموعات خارجة عن القانون على قوات الأمن الداخلي وقصف قرى في ريف المحافظة، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأمن العام في خطوة وصفتها السلطات السورية بأنها شكلت خرقا لاتفاق التهدئة الذي أبرمته مع المراجع الدرزية في وقت سابق برعاية أمريكية.

 وكانت محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، شهدت  في وقت سابق اشتباكات دامية  بين فصائل محلية  والعشائر البدوية  على خلفية عمليات خطف متبادلة؛  ما دفع  قوات الأمن السوري للتدخل من أجل فض النزاع، إلا أن رقعة المواجهات توسعت  بين قوات النظام وفصائل درزية متمردة إلى حين التوصل الى اتفاق برعاية أمريكية.

 وبناء على الاتفاق جرى سحب  القوات الحكومية من مدينة السويداء، مع السماح لقوات محلية بتأمينها داخليًا، إلا أن الأوضاع لم تستقر بعد بين الجانبين في ظل رفض بعض المراجع الدرزية بقيادة حكمت الهجري الاعتراف بشرعية الحكومة السورية ومواصلة مطالبتها بالحماية الدولية، وحكم لا مركزي  أو ذاتي للمحافظة.

وعلى الجانب الآخر، فقد جاء التصعيد في شمال شرق سوريا بعدما اتهمت وزارة الدفاع السورية  قوات "قسد"  المدعومة أمريكيا بتنفيذ هجوم صاروخي وقصف مدفعي استهدف قرية الكيارية ومحيطها؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الجيش و مدنيين. 

من جانبها، نفت قسد هذه الاتهامات، مؤكدة أنها استخدمت حق الدفاع المشروع ردًّا على هجمات وقصف مدفعي من فصائل غير منضبطة تابعة للحكومة استهدفت مناطق سكنية في دير حافر التي تقع تحت سيطرتها، معتبرة أن التصعيد يتعارض مع اتفاق التهدئة الموقع في مارس 2025 بين الطرفين.

وتتهم الحكومة السورية قيادة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا بالمماطلة في تنفيذ اتفاق الـ10 من مارس الذي ينص على اندماج "قسد" في قوات الحكومة وتسليم  إدارة المناطق التي تسيطر عليها الى الدولة، وذلك رغم مرور أكثر نحو 5 أشهر على إبرام الاتفاق.

 وتخلص المصادر الغربية إلى أن من مصلحة أمريكا الدفع باتجاه  التصعيد بين الحكومة السورية  وقوات سوريا الديمقراطية والفصائل الدرزية في هذا الوقت بالذات، ما يعقد مهمة الدولة لفرض سيادتها على كافة الأراضي السورية، وهو الهدف الذي يصعب تحقيقه دون مساعدة واشنطن، التي يمكنها بعد ذلك اشتراط عدم وجود أي  تفاهمات سورية-روسية  تهدد مصالحها لمواصلة دعم الحكومة السورية.

وفي قراءته للمشهد،  قال  المحلل السياسي لطيف أبو نبوت إن التزامن بين الهجمات في السويداء وشمال شرق سوريا التي جاءت  بعد المباحثات الروسية-السورية قد يشير إلى دور أمريكي محتمل في إعادة تأزيم الوضع.

وأضاف أبو نبوت أن واشنطن قد تسعى من خلال هذا الدورالى إرسال رسالة للسلطات السورية، تعبر فيها عن رفضها  لأي نفوذ جديد لروسيا في  سوريا .

ولا يستبعد المحلل أبو نبوت أن يكون التصعيد في شمال شرق سوريا وجنوبها  جزءًا من استراتيجية منسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لافشال أي محاولات لتعزيز الوجود الروسي في سوريا .

من جانبه قال المحلل السياسي مأمون المالكي، إن السياسات الأمريكية في سوريا منذ سقوط النظام السابق تظهر أنها تسعى   لفرض نموذج "استقرار" يخدم مصالحها فقط، لذا من غير المستبعد أن واشنطن لعبت دورا في عودة التصعيد المسجل في شمال شرق سوريا ومحافظة السويداء كرد فعل على المباحثات الروسية السورية الأخيرة .

وأضاف المالكي ، أن من مصلحة أمريكا الدفع باتجاه  التصعيد بين الحكومة السورية  وقوات سوريا الديمقراطية والفصائل الدرزية في هذا الوقت بالذات، مما يعقد مهمة الدولة لفرض سيادتها على كافة الأراضي السورية، وهو الهدف الذي يصعب تحقيقه دون مساعدة واشنطن .

وخلص المالكي إلى أن تعقيد مهمة الدولة في فرض سيادتها على كافة الاراضي االسورية  يمنح الفرصة لواشنطن  لاشتراط عدم وجود أي  تفاهمات سورية-روسية  تهدد مصالحها لمواصلة  تقديم الدعم  للحكومة السورية .

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا