الورقة الاميركية تربك المشهد... حزب الله ينتظر "مقاربة الدولة" فهل اقترب الانفجار؟
تسلّم لبنان، وفق معلومات صحفية، الورقة الأميركية النهائية والتي تتضمّن تعديلات على الصيغة الأولية، بما يجعل النص غير قابل للمراجعة أو التعديل، وفيها طلب لمهلة زمنية مع مراحل تسليم السلاح، الذي يبدأ بالثقيل وينتهي بالخفيف، مع إعادة ترتيب الأولويات، والوقاحة في إعادة الترسيم بما يقضم جزءًا من حصة لبنان بمياه الوزاني، وتأجيل البحث في مزارع شبعا، مع التركيز على إما القبول الكامل أو الرفض الكامل، وبالتالي تحمّل التداعيات.
الورقة التي نفت مصادر مطلعة على قصر بعبدا تسلّمها، وصلت عشية انعقاد مجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء، بما يعني فرض بحثها في الجلسة التي تُشكّل جدلًا حول مشاركة الثنائي الشيعي فيها.
كل ذلك يأتي وسط دعوات من هيئات ثقافية إلى تحركات واسعة قبل جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء، رفضًا لما أسموه "إعدام المقاومة". فهل سيشارك حزب الله، وبالتالي الثنائي، في هذه الجلسة؟ وما موقفه من التحركات هذه؟
توضح مصادر قريبة من حزب الله أن الحزب لم يوجّه أي دعوة رسمية للتحرك يوم الثلاثاء، وبالتالي لا علاقة له بالتحرك المذكور، وهي حتمًا مبادرات فردية.
أما فيما يتعلق بمشاركة وزراء الثنائي في الجلسة، مع غياب وزيرين بداعي السفر، فإن المصادر تؤكد أن الاتصالات لا تزال جارية بهذا الخصوص، ولكن الورقة التي وصلت ليل أمس من الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان، قلبت كل الأولويات اللبنانية، ووضعت لبنان في مكان آخر، وهي ورقة مطلوب تنفيذها بدون مناقشة.
وتسأل المصادر عن كيفية تعاطي الدولة اللبنانية مع هذا الطلب الذي يفرض عليها وضع جدول لتسليم السلاح، ولا يوجد مقابل ذلك حتى وقف لإطلاق النار أو الانسحاب أو تسليم الأسرى.
وتؤكد أن الحزب يدرس المواقف ويتواصل مع الجميع لتقدير الأمور بدقة وحكمة بعيدًا عن الانفعال، لأن الموضوع حساس، على حدّ تعبيرها، ويحتاج إلى الكثير من الحكمة والتروّي في مقاربته، حيث لا توجد فكرة نهائية حول كيفية هذه المقاربة.
وتنبه إلى أن الحزب والثنائي عمومًا لا ينطلقان من فكرة مقاطعة جلسة مجلس الوزراء، بل ينتظران كيفية تعاطي السلطة السياسية الرسمية مع الورقة الأميركية، وكيفية مقاربة موضوع السلاح خلال الجلسة المرتقبة، ليُبنى على الشيء مقتضاه، من المشاركة أو عدمها.
جلسة الحكومة التي حُدّدت في 5 آب لاتخاذ قرار نزع السلاح تعيد إلى الأذهان جلسة 5 أيار 2008، التي حاولت مصادرة شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، وبالتالي اعتُبرت أنها تمسّ بجوهر المقاومة، فتصدى لها حزب الله في 7 أيار وأسقط ما أسماه مؤامرة. فهل سيسمح اليوم بمصادرة سلاحه ، أم سيتصدى مرة أخرى لما يسميه البعض "إعدام المقاومة"؟.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|