تحركات غير مسبوقة.. إسرائيل تفرض "هندستها الأمنية" في جنوب سوريا
قالت مصادر محلية في مدينة القنيطرة، جنوب سوريا، إن قوات إسرائيلية اعتقلت 3 شبان، وصادرت جرّارهم الزراعي أثناء قيامهم بنقل بقايا أشجار في ريف القنيطرة، واقتادتهم إلى القاعدة العسكرية المستحدثة في محيط المنطقة، اليوم الجمعة.
يأتي ذلك في ظل تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة وغير مسبوقة في جنوب سوريا خلال اليومين الأخيرين، وخاصة في ريف القنيطرة ودرعا، حيث تواصل دوريات تابعة للجيش الإسرائيلي توغلها في قرى وبلدات محافظة القنيطرة، جنوب سوريا.
واقتحمت القوات الإسرائيلية، أمس الخميس، قرية أم العِظام، وقامت بنصب حاجز طيّار، وفتّشت المارّة والمركبات، كما اعتقلت أربعة أشخاص، واقتادتهم إلى قاعدة العدنانية، إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، قبل أن تُفرج عنهم بعد ثلاث ساعات.
وفي ريف القنيطرة الأوسط، توغلت قوات إسرائيلية في قرية كودنة، ونصبت حاجزاً مؤقتاً على الطريق الواصل بين القرية وقرية عين زيوان، فيما اقتحمت، مساء الأربعاء، منزل المواطن محمد الجمعة في قرية الصمدانية الشرقية، واعتقلته دون توجيه أي تهمة أو توضيح للأسباب، ولا يزال مصيره ومكان احتجازه مجهولين حتى اللحظة.
وشهدت قرية الصمدانية الغربية، مساء أمس، توغلاً للقوات الإسرائيلية بدورية عسكرية مكوّنة من ثلاث سيارات، بالتزامن مع تحرك دورية أخرى مؤلّفة من سيارتين عسكريتين باتجاه منتزه الجولان.
وفي قرية بريقة بريف القنيطرة الأوسط، نصبت قوات الاحتلال حاجزاً طيّاراً، وأجرت عمليات تفتيش للمركبات المارّة، حيث أوقفت إحدى الحافلات واستجوبت الشبّان الذين كانوا على متنها.
أما في الريف الشمالي، فقد شهدت قرية جباثا الخشب، بعد ظهر الخميس، توغلاً جديداً لدورية إسرائيلية مكوّنة من سيارتين. فيما شهد الريف الجنوبي من محافظة القنيطرة، إضافة إلى الريف الغربي من محافظة درعا جنوب سوريا، إطلاق قنابل مضيئة، بالتزامن مع تحليق مكثّف لطيران الاستطلاع والطيران الحربي في أجواء المحافظتين.
في سياق متصل، تواصل القوات الإسرائيلية عمليات الحفر ورفع السواتر الترابية غربي بلدات بريقة وبئر عجم، ضمن مشروع "سوفا 53"، الذي بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذه في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2022، ويهدف إلى تعزيز التحصينات العسكرية على طول الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل.
خطوط حمراء "أمنية"
مصدر سوري خاص أفاد "إرم نيوز" أن التوغلات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في الجنوب السوري، لم تعد أمراً ظرفياً أو حدثاً غابراً، بل أصبحت سلوكاً يومياً تقول إسرائيل من خلاله إنها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة بكل ما يتعلق بمصير ومستقبل الجنوب السوري، بدءاً من القنيطرة مروراً بدرعا وصولاً إلى السويداء، التي أعطى هجوم القوات السورية عليها الذريعة المناسبة لإسرائيل كي تعجّل بسيناريو عزل الجنوب السوري عن باقي الأراضي السورية، وإخضاعه بشكل كلي للنفوذ الإسرائيلي.
المصدر المراقب لتطورات الأوضاع في الجنوب السوري منذ سقوط نظام الأسد، وللتحركات الإسرائيلية منذ 8 ديسمبر، يرى أن إسرائيل فرضت نفسها جزءاً بنيوياً من معادلة الجنوب السوري، عبر فرض خطوط حمراء أمنية على الجنوب السوري، والدفع باتجاه احترامها من الجميع، بما في ذلك الحكومة في دمشق.
وأوضح المصدر أن توسيع السيطرة الجغرافية الإسرائيلية في الجنوب السوري ليس احتلالاً مباشراً، بل "هندسة أمنية" للجنوب السوري، مؤكداً أن المنطقة منزوعة السلاح باتت واقعاً مفروضاً على الأرض، وتتضمن سحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل المحلية، وضبط انتشار القوات الأمنية، والإبقاء على إدارة محلية شبه مدنية تحت إشراف دولي غير معلن.
ورأى المصدر أن إسرائيل لا تحتاج إلى دخول السويداء أو درعا أو القنيطرة، بل يكفيها ضمان ألا يملأ أحد الفراغ ضد مصالحها، مشيراً إلى أن هذه المعادلة أكثر تأثيراً من الاحتلال نفسه.
مهلة وتهديدات
تأتي كل هذه التطورات، بعد تهديدات إسرائيلية للسلطات السورية بإخلاء كامل للجنوب السوري من القوات العسكرية، وعلى رأسها وحدات الجيش، كشرطٍ أساسي لمنع التصعيد في المنطقة.
وبحسب ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل سمحت لحكومة دمشق بالإبقاء على عناصر "الأمن العام" فقط في محافظة درعا، ضمن مهام مدنية محددة، بينما شددت، بالمقابل، على منع أي تواجد عسكري أو أمني للسلطات السورية داخل محافظة السويداء، حيث سيتولى حماية السويداء وأمنها جهاز سيتم تشكيله من أبناء السويداء فقط.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|