هل سترسل واشنطن صواريخ الباتريوت التي تحتاجها أوكرانيا في الوقت المناسب؟
ذكرت صحيفة "Livy Bereg" الأوكرانية في تقرير لها ترجمه إلى الإنكليزية موقع "Worldcrunch" الفرنسي أن "المشكلة الرئيسية التي تواجه الولايات المتحدة لا تتمثل في عدم قدرة الإدارة الجديدة على التوصل إلى رسالة متناسقة. أولا، وعد دونالد ترامب بإنهاء الحرب في غضون 48 ساعة، ثم ادعى أنه توصل بالفعل إلى اتفاقيات بشأن أوكرانيا أربع مرات منفصلة، ثم هدد بفرض عقوبات ورسوم جمركية صارمة في غضون 50 يوما على الدول التي تشتري الهيدروكربونات الروسية. الجميع معتادون على غرائب رئيس الولايات المتحدة، الذي يحلم في لحظة ببناء الشواطئ والكازينوهات في غزة، وتارة أخرى يهدد كندا بفرض رسوم جمركية. لكن المشكلة الحقيقية هي أنه لا الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة يملكان بديلاً عملياً عن دعم أوكرانيا. إذا نجحت موسكو في احتلال أوكرانيا، فمن المؤكد أنها ستنتقل إلى "جمع الأراضي الروسية التاريخية"، والتي قد تشمل ليس فقط دول البلطيق، بل وأيضاً بولندا وفنلندا".
التنافس وعدم الثقة
وبحسب الصحيفة، "لا يقتصر الأمر على الجغرافيا السياسية فحسب، بل يتعلق أيضًا بالاقتصاد والعقوبات وخسارة سوق النفط والغاز في الاتحاد الأوروبي، ومحور الدول المنبوذة، حيث تقترب إيران أكثر فأكثر من الصين. في غضون ذلك، لم تختفِ مشاكل الكرملين الاقتصادية، ومهما كثرت المناطق الأوكرانية التي استولت عليها روسيا، فلن تختفي هذه المشاكل. على الأرجح، سيزيد جيران روسيا إنفاقهم الدفاعي، وستتأثر العلاقات مع موسكو بالتنافس وانعدام الثقة. النسبة لروسيا، هذا يعني مستقبلاً سياحياً على غرار كوريا الشمالية، وشبكة إنترنت خاضعة لرقابة مشددة على غرار تلك الموجودة في الصين، وارتفاع أسعار الرهن العقاري، وتشديد "حبل الديون"، والركود التضخمي".
القضايا النظامية
وبحسب الصحيفة، "المشكلة الحقيقية التي تواجهها أميركا هي أنه في ظل وجود 60 بطارية دفاع جوي من طراز باتريوت فقط في ترسانتها، تحول البحث عن أنظمة لإرسالها إلى أوكرانيا إلى ذريعة لاجتماعات لا نهاية لها، ومناقشات حول التمويل، والنزاعات حول من يفترض أن يدفع. هذه قضايا نظامية، والأمر لا يتعلق حتى بالتعبئة الصناعية أو الحاجة إلى تحمل عبء أثقل من أوكرانيا. ففي النهاية، بضع بطاريات باتريوت على مدى ثلاث سنوات ليست مهمة صعبة على قوة عظمى، أم أنها كذلك؟ وينطبق الأمر عينه على خطط زيادة إنتاج صواريخ PAC-2 GEM-T وPAC-3 MSE. ويستند ذلك إلى افتراض تشغيل المصنع الجديد في ألمانيا بكامل طاقته، وتوسيع نطاق الإنتاج في اليابان بنجاح. وفي الوقت عينه، تنتج روسيا نفس العدد تقريبًا من صواريخ إسكندر وكينزهال سنويًا".
نوع من الاستقرار
وبحسب الصحيفة، "تعتزم ألمانيا تمويل بطاريات جديدة لأوكرانيا. وفي غضون ذلك، أُبلغت سويسرا بتأجيل مواعيد تسليم بطارياتها الخمس المطلوبة لعدة سنوات، ومن المرجح الآن أن تواجه برن جلسات استماع برلمانية لفهم كيف انتهى بها الأمر بلا صواريخ أو منصات إطلاق. هكذا كانت النتيجة: في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تأخر تسليم الصواريخ. أما في عهد ترامب، فالمشكلة في البطاريات نفسها. هذا نوع من الاستقرار. من ناحية أخرى، تُشارك واشنطن مجددًا بنشاط في عملية تسليح أوكرانيا، بعد فشل جهود تجميد الحرب على خطوط المواجهة الحالية. إن نزع سلاح كييف أو الانسحاب من المواقع المحصنة في زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك يتعارض مع المصالح الأميركية، لأن موسكو لا ينبغي أن يُسمح لها بأن تصبح أقوى، خاصة إذا لم يحصل الغرب على أي شيء في المقابل. إن نقطة الخلاف الحقيقية هي مطالبة الكرملين لأوكرانيا بنزع سلاحها. هذا هو ما يحول دون التوصل إلى اتفاق".
لماذا تستمر الحرب
بحسب الصحيفة، "تخشى موسكو من عبء الحفاظ على جيش قوامه مليون جندي، كما أن فكرة شن ضربات بطائرات من دون طيار في عمق روسيا الأوروبية لا تناسبها أيضاً. وفي الوقت عينه، فإننا نعلم تماماً مدى أهمية الوعود، ونحن ندرك أن مستوى الدعم الغربي الذي تتلقاه أوكرانيا الآن سيكون من الصعب تكراره في أي حملة مستقبلية. هذه هي الأسباب الحقيقية لاستمرار الحرب: إمكانية استعادة الأراضي الأوكرانية إذا قاومنا الابتزاز الروسي، أو تكرار مذبحة بوتشا على نطاق وطني إذا استسلمنا. لذا تظل مهمة أوكرانيا كما هي: بناء صناعتها الدفاعية، المدعومة بالتكنولوجيا الغربية وقطع الغيار والآلات والتمويل".
وختمت الصحيفة، "في الوقت الحالي، لا أحد سوى واشنطن قادر على تزويد أوكرانيا بمئات الصواريخ الاعتراضية الباليستية. ونظرًا لاحتمال المواجهة الوشيك مع بكين، يتعين على الولايات المتحدة زيادة إنتاج الصواريخ، مع ضمان عدم تنامي نفوذ موسكو. ولذلك، نتوقع في المستقبل القريب أخبارًا سارة بشأن الدفاع الجوي والصاروخي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|